هل بدأت حماس بإقامة جسم مواز لمنظمة التحرير الفلسطينية؟

هل بدأت حماس بإقامة جسم مواز لمنظمة التحرير الفلسطينية؟

أثار إعلان حركة حماس عزمها تشكيل “هيئة عليا” لمواجهة صفقة القرن، حفيظة فصائل منظمة التحرير، واعتبرتها محاولة فاشلة لتشكيل جسم مواز أو بديل لضرب منظمة التحرير الفلسطينية.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس يوم الثلاثاء، صلاح البردويل إن “الحركة تبذل جهودا لتشكيل هيئة عُليا مكوّنة من قوى فلسطينية وعربية وإسلامية، لمواجهة الخطة الأمريكية للتسوية السياسية في فلسطين والشرق الأوسط المعروفة إعلاميا باسم (صفقة القرن)”.

وبيّن أن حركته وضعت استراتيجية جديدة لها بعنوان “مواجهة صفقة القرن”، مؤكدا أنها ستكون “بخطوات عملية لا تعتمد على تصريحات الرفض والاستنكار للصفقة”.

وبيّن أن الهيئة تقوم على بناء شراكات مع الدول العربية والإسلامية، التي تواجه تهديدا وجوديا من صفقة القرن.

وقال: “بعض الدول متخوفة، تخوفا وجوديا من الصفقة، لماذا لا نبني شراكة في المقاومة لمواجهة الصفقة؟ المخاطر مشتركة بيننا وبينها؟ حسب ما رشح عن الصفقة، فإنها تمس الأردن ولبنان من خلال مشاريع توطين الفلسطينيين والسيطرة على بعض الأراضي”.

ودعا البردويل الدول العربية المتضررة من “صفقة القرن” كالأردن ولبنان إلى “بناء شراكة لمقاومة ومواجهة الصفقة”.

واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الدكتور واصل أبو يوسف، في حديث مع “القدس العربي”، “أنها محاولة ضائعة للقفز عن الجسم الوطني والقيادة الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن”.

“قيادة منظمة التحرير التي تمثل الشعب الفلسطيني، أعلنت أنها ترفض صفقة القرن وأي محاولة لتثبيت الوقائع على الأرض لتسهيل تمرير صفقة القرن، وما تحدثت عنه حركة حماس من تشكيل لجنة عليا لمواجهة صفقة القرن يأتي في الوقت الضائع ولا معنى له”.

وأضاف: “قيادة منظمة التحرير التي تمثل الشعب الفلسطيني، أعلنت أنها ترفض صفقة القرن وأي محاولة لتثبيت الوقائع على الأرض لتسهيل تمرير صفقة القرن، وما تحدثت عنه حركة حماس من تشكيل لجنة عليا لمواجهة صفقة القرن يأتي في الوقت الضائع ولا معنى له”.

وتابع: “لا يوجد أي مبررات لمحاولة القفز عن الجسم الوطني والقيادة الفلسطينية”.

وأشار إلى أن “أي محاولة لإقامة جسم بديل لمنظمة التحرير أو ضرب تمثيلها، سينالها الفشل، كما جرت محاولات سابقة وقادتها دول وازنة”.

ومنذ اجتماع الفصائل الفلسطينية في موسكو، ثارت قضية التمثيل الفلسطيني، حيث قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عزام الأحمد إن “حركتي حماس والجهاد الإسلامي رفضتا التوقيع على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد في حوارات موسكو”.

ورد المتحدث باسم حركة فتح، أسامة القواسمي، في حديث مع “القدس العربي” على دعوة البردويل “بأن الأجدر بحماس بدلا من ان تعلن عن تشكيل لجنة لمجابهة صفقة القرن أن تقرر فقط إنهاء الانقسام والذهاب إلى الوحدة الوطنية وعدم التعاطي مع المشاريع الأمريكية الإسرائيلية”.

وأضاف أن “الانسياق مع المشروع الأمريكي لتمرير صفقة القرن عبر الانخراط تحت مسمى المشاريع الإنسانية لا يستوي بالمطلق مع الدعوة الحمساوية”.

وتابع: “هي محاولة لاستخدام اسم لامع عند البعض، للتغطية على الغاية الحقيقية وهي ضرب منظمة التحرير، كما جرى في مسيرات العودة التي انطلقت تحت مسمى العودة واستخدمت لتحقيق غايات أخرى”.

وقال القواسمي إن “نصيحتنا لحماس أن اليوم هو يوم الاصطفاف الوطني والتصدي لصفقة القرن، الذي لا يكون بإطلاق الشعارات والالتفاف على منظمة التحرير بقدر ما هو بحاجة إلى أفعال على الأرض لرفض المخطط الأمريكي الإسرائيلي القاضي بفصل قطاع غزة عبر تمرير صفقة القرن من بوابة الحاجات الإنسانية”.

وفي الإطار، قال المحلل السياسي، طلال عوكل، في حديث مع “القدس العربي” إن حركة حماس في الواقع تقدم نفسها على أنها جسم موازٍ أو بديل لمنظمة التحرير، حيث تتصرف بطريقة منفردة مع إسرائيل بمفاوضات التهدئة، وتجري لقاءات منفصلة مع مسؤولين في الأمم المتحدة، ومسؤولين أوروبيين.

وأوضح: “يبدو أن حماس تعمل على ان تكون جسما بديلا او موازيا لمنظمة التحرير في هذه المرحلة بدعوى التصدي لصفقة القرن، التي هي متهمة بالانخراط بها من قبل السلطة الفلسطينية لإقامة دويلة غزة، عبر إطلاق دعوة تشكيل هيئة عليا لمواجهة صفقة القرن”.

القدس العربي