جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح يمهد الطريق لكويت 2035

جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح يمهد الطريق لكويت 2035

جسر الشيخ جابر الأحمد الصباح الأطول في العالم يمهد الطريق لتنفيذ رؤية الكويت 2035، التي ترتكز على مشروع “مدينة الحرير”، أو “هونغ كونغ الجديدة” كما يطلق عليها وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء الشيخ ناصر صباح الأحمد.

الكويت – دشّنت الكويت الأربعاء جسرا يمتد على طول 36 كلم فوق البحر ويعد من الأطول في العالم لربط العاصمة بشمالها النائي، حيث يقع مشروع “مدينة الحرير” التي تخطّط الحكومة لضخ المليارات من الدولارات فيها أملا في إحياء روح “طريق الحرير” التجاري التاريخي.

ويعتبر مشروع “مدينة الحرير” قفزة نوعية على طريق تنويع مصادر الدخل والحدّ من الارتهان لعائدات النفط، وينظر إليه على أنه مشروع “العمر” بالنسبة للشيخ ناصر صباح الأحمد، وزير الدفاع والنائب الأول لرئيس الوزراء الكويتي، الساعي إلى وضع بصمته على عملية تطوير البلد استعدادا للعب دور سياسي كبير متوقّع مستقبلا.

ويمتد الجسر الذي أطلق عليه اسم الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير البلاد السابق الذي توفي في يناير العام 2006، من العاصمة الكويت إلى منطقة الصبية قرب العراق وإيران. ويفترض أن يقلّص الجسر البحري زمن القيادة بين مدينة الكويت ومنطقة الصبية من 90 دقيقة حاليا إلى أقل من 30 دقيقة.

وشارك أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح في تدشين الجسر مع رئيس وزراء كوريا الجنوبية لي ناك-يون ورئيس مجلس الشيوخ الفرنسي جيرار لارشيه.

وقامت مجموعة “سيسترا” الفرنسية بتصميم الجسر الذي نفذته المجموعة الكورية الجنوبية هيونداي بالتعاون مع شركة المجموعة المشتركة للمقاولات الكويتية. وأكدت شركة “سيسترا” الفرنسية في بيان أن الجسر كلّف 3.6 مليار دولار واستغرق تنفيذه خمس سنوات تقريبا، وأن إنجازه مثّل تحديا تقنيا.

وبُني الجسر فوق أكثر من 1100 دعامة يبلغ عرض الواحدة منها نحو ثلاثة أمتار، وقد ثبت بعضها على عمق 72 مترا في قاع البحر، فيما يتراوح ارتفاعه عن سطح البحر بين 9 أمتار و23 مترا.

وقالت وزيرة الأشغال العامة ووزيرة الدولة لشؤون الإسكان جنان بوشهري خلال حفل الافتتاح إن الكويت تبدأ مع تدشين الجسر “عهدا جديدا في بناء ‘كويت “2035”، الرؤية الاقتصادية التي تعتمدها الإمارة والهادفة إلى تنويع اقتصادها.

وأضافت “المشروع ذو جدوى اقتصادية كبيرة، وشراكتنا مع كوريا الجنوبية تعكس تطورا ملحوظا في العلاقات بين البلدين على المستوى الاقتصادي والسياسي”.

وتتوقّع الحكومة الكويتية أن تبلغ قيمة الاستثمارات في مشروع “مدينة الحرير” في الصبية نحو 100 مليار دولار.

ورغم التراجع في أسعار النفط في السوق العالمي، وإجراءات التقشف غير المسبوقة التي اعتمدتها دول الخليج منذ العام 2014 لمواجهة العجز في موازناتها، فإن الكويت التي يشكل النفط 95 بالمئة من إيراداتها تعهّدت بعدم المس بالمشاريع الاستثمارية الكبرى.

وتملك الكويت صندوقا سياديا خارج الدولة تبلغ احتياطاتها من النقد الأجنبي فيه 600 مليار دولار، وتدير خطة تنمية خمسية تبلغ قيمة الاستثمارات فيها نحو 115 مليار دولار.

وتقول السلطات إن الجسر البحري الذي تم بناؤه سيوفر رابطا استراتيجيا بين الكويت والمنطقة الشمالية، وتشير إلى أن خطة تنمية منطقة الصبية تشمل إلى جانب بناء قطاع سكني في “مدينة الحرير”، مشاريع اقتصادية أخرى بينها إقامة مرفأ في جزيرة بوبيان القريبة، أكبر الجزر الكويتية.

ويلاقي هذا المشروع اعتراضات من القوى المحافظة لدواع “دينية وأخلاقية” في علاقة بإمكانية احتواء هذه المدينة التي سبق ووصفها نائب رئيس الوزراء بـ“هونغ كونغ جديدة”، ملاهي ومحلات لبيع الخمور.

ودافع الشيخ ناصر صباح الأحمد مؤخرا عن مشروع “مدينة الحرير” حيث قال إنه “سيحول الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي”، وأضاف “سيكون اعتماد الكويت على الإنسان بالدرجة الأولى مثلما كان في الماضي وليس على أي مصادر أخرى”.

ويشكل الجسر عنصرا رئيسيا في خطة إنشاء وتطوير المنطقة الاقتصادية الحرة في الشمال الكويتي والتي من المفترض أن تقام على 5 جزر كويتية تقع بالقرب من شواطئ العراق وإيران.

العرب