خصصت صحيفة “وول ستريت جورنال” افتتاحيتها لإعلان مستشار الامن القومي عن نشر حاملة طائرات ومقاتلة مهام خاصة إلى منطقة الخليج. وتحت عنوان “تحذير لسليماني” قالت فيها إن الولايات المتحدة ترسل إشارة إلى قائد فيلق القدس قاسم سليماني. مشيرة إلى ان إرسال هذا التحرك ليس استفزازا ولكنها رسالة ردع إلى إيران ووكلائها في الشرق الأوسط وبخاصة الجنرال قاسم سليماني. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات مستشار الأمن القومي جون بولتون التي قال فيها إلى أن الولايات المتحدة لا ترغب في الحرب مع النظام الإيراني. وهناك حاملة طائرات يو أس أس أبرام لينكولن وسفن حربية أخرى في البحر المتوسط ويمكن إرسالها إلى الخليج إلا أن النشر المباشر في نهاية الأسبوع الماضي واللقاء الذي عقد في البيت الأبيض وجاء وسط معلومات أستخباراتية عن تهديد محتوم.
وقالت الصحيفة إن ردا عنيفا من إيران كان دائما مخاطرة لإدارة ترامب وحملتها القائمة على ممارسة الضغوط القصوى التي زادت في الأسابيع الماضية، كما في تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية. وفي الأسبوع الماضي قررت الإدارة إلغاء الإعفاءات التي منحتها الإدارة لثماني دول كي تستورد النفط الإيراني. وترى الصحيفة أن محاولات أوروبا إبقاء الإتفاقية النووية الموقعة عام 2015 حية إلا أن العقوبات التي فرضتها الإدارة الأمريكية تركت فعلها. وقد يصل التضخم الإيراني السنوي إلى 40% بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي والذي توقع تراجع الإقتصاد الإيراني هذا العام بنسبة 6% وانخفض تصدير النفط الإيراني إلى 1.3 مليون برميل في اليوم بأقل من 2.8 مليون العام الماضي. وسيقلص الإحتياط الأجنبي مع تراجع واردات النفط. وتقول الصحيفة إن سليماني يقود فيلق القدس والذي يدير معظم العمليات الخارجية. وما يميزه عن غيره هو الرد القوي، خاصة الهجمات الإرهابية. ويمكن أن تقوم الميليشيات التابعة لإيران باستهداف المصالح الامريكية “مع أننا لا نستبعد ضربة مباشرة من الحرس الثوري ضد السفن الامريكية أو الدبلوماسيين.
وربما نظمت طهران عمليات اغتيال أو محاولات قصف في الغرب”. وترى الصحيفة أن بولتون محق في تهديداته لإيران بالرد على أي هجوم بقوة صارمة، مع أن السؤال يظل قائما حول حول مواصلة ترامب التهديدات والتحرك. خاصة أنه أرسل رسائل متناقضة بشأن سوريا وعمل على تقليل الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط. ولهذا السبب تعتقد واشنطن ان تكبيد الولايات المتحدة الخسائر سيجعلها تتراجع عن التزاماتها بالمنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن الجمهورية الإسلامية أظهرت نهاية الأسبوع عن قدرتها، فقد شنت هجمات صاروخية على إسرائيل واطلقوا حوالي 700 صاروخا في مواجهة تعد الأسوأ منذ عام 2014. ولم تكن لهذه الهجمات، بحسب زعم الصحيفة، لتحدث بدون إشارة من إيران والتي تقدم المال والسلاح لحماس في غزة. وكان هجوم إسرائيل ضد الوسيط الذي يحمل المال من إيران دليل آخر على الدور الخبيث الذي تمارسه إيران. وتقول إن باراك اوباما حاول تغيير سلوك النظام الإيراني عبر الدبلوماسية ولكنه فشل. وتهدف محاولات ترامب لإحتواء وفرض الضغوط المالية على إيران لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات والحد من نشاطاتها الإقليمية والنووية. ويكشف تاريخ إيران على انها ستمتحن إرادة ترامب.
القدس العربي