هل بالغ فريق مستشار الأمن القومي وصقور إيران في الإدارة الأمريكية بالمعلومات الأمنية عن إيران؟ يرد مسؤولون أمريكيون أن هذا ما حدث حسبما نقل عنهم موقع “ديلي بيست”ففي تقرير أعدته بيتسي وودرف وآدم روانزلي قالا فيه إن تصريحات جون بولتون يوم السبت عن إرساله حاملة طائرات ومقاتلة للمهام الخاصة إلى منطقة الخليج بعد تلقي الولايات المتحدة معلومات عن نشاطات تصعيدية كانت مثيرة للدهشة وأثارت المخاوف من مواجهة مع طهران. والمبرر كما نقل عن مسؤولين في الحكومة هي خطط إيرانية لاستخدام الجماعات الوكيلة لضرب السفن الأمريكية المارة من السواحل اليمنية بالإضافة لدعوة الميليشيات الشيعية التابعة في العراق لاستهداف القوات الأمريكية هناك. وقالوا إن جون بولتون ناقش المعلومات الأمنية بشكل أكد أن إيران تتجه نحو الحرب. وبحسب المصادر المتعددة التي تحدث لها موقع “ديلي بيست” فقد بالغت الإدارة في التعامل مع المعلومات وصورتها كتهديد وحملتها أكثر مما تحتمل. وقال مسؤول في الحكومة اطلع على المعلومات: “لم تقم الإدارة بقراءتها بطريقة غير صحيحة ولكنها بالغت بالرد عليها”.
ووافق مصدر آخر اطلع على المعلومات وقال إن رد إدارة دونالد ترامب اتسم “بالمبالغة” ولكنه لم يجادل في طبيعة التهديد ووجوده. وقال المصدر هذا إن الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري أخبر الميليشيات العراقية أن الحرب مع أمريكا ستحصل قريبا. وأضاف المصدر “استطيع تصوير الوضع الحالي بأنه تشكيل للعمليات على الجانبين وحرف المسار تحضيرا لمواجهة محتملة” و”الخطر هو في إساءة الوحدات الوكيلة فهم الوضع وتقوم بالتصعيد. ونحن نقوم بإرسال رسالة بهذا التصعيد للمعلومات الإستخباراتية مع ان التهديد قد لا يكون محتوما كما تم تصويره”. وأضاف المصدر إن التحرك هو محاولة من الإدارة الامريكية لإبلاغ أنها تتحمل أي فعل تقوم به الجماعات الوكيلة التابعة لها. وقال مصدر ثالث مطلع على الوضع وصف رد فعل الإدارة: “يعني إرسال رسالة واضحة وتوضيح أي غموض عن هذا الوضع المتوتر وإظهار القوة الساحقة التي نستطيع نشرها في المنطقة”. وتظل النوايا الإيرانية محلا للجدل إلا أن فيلق القدس أثبت قدرته على ضرب الأمريكيين أثناء حرب العراق. وبحسب وزارة الخارجية قتلت الميليشيات الموالية لإيران في العراق 603 جنديا أمريكيا في الفترة ما بين 2003- 2011. ولم يطلع الموقع على المعلومات الأمنية لكن تصويرها من قبل مستشار الأمن القومي ومن اطلعوا عليها مهم لأن الخلاف يحدث عادة في الدوائر العسكرية والأمنية حول الطريقة التي استخدمت الحكومة المعلومات لتبرير عملية نشر بارجة إضافية في المنطقة. وفي الحالة الإيرانية غالبا ما يحدث خلاف داخل بيروقراطية الأمن القومي. ففي عام 2007 توصل تقييم الأمن القومي “بثقة عالية” إلى أن طهران “أوقفت برنامجها النووي” عام 2003 بشكل أثار الجدل حول اللغة المستخدمة في التقرير وأن إيران تستخدم تخصيب اليورانيوم لمشاريعها الباليستية.
وقال مسؤول بارز إن التهديد الإيراني حسب المعلومات الأمنية قوي. وأضاف أن مكتب رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد أرسل المعلومات إلى مجلس الأمن القومي للمصادقة عليها وبهذه الطريقة خرجت من البيت الأبيض بدلا من وزارة الدفاع. وبدأت حملة ترامب ضد إيران قبل وصوله إلى البيت الأبيض حيث تعهد بتفكيك شبكة الإرهاب الدولية التي تدعمها. وكان أول مستشار للأمن القومي لترامب، مايكل فلين واضحا في تحذير إيران إلا أن خليفته أتش أر ماكمستر خالف ترامب في الموضوع وعادت إيران إلى الصقور بتعيين بولتون. وعندما سقطت قذيفة هاون على القنصلية الامريكية في البصرة عام 2018 حذر بولتون إيران وقال إنها تتحمل المسؤولية عن أي إصابة للأمريكيين هناك. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو إن هناك درجة عالية من التحريض ضد الأمريكيين في العراق وامر بنقل الدبلوماسيين. وبحسب “وول ستريت جورنال” فقد طلب بولتون من وزارة الدفاع للبحث في خيارات للرد على الحادث. ولم يحدث الهجوم إلا أن التوتر زاد بعد خروج ترامب من الإتفاقية النووية ومراكمته العقوبات على الجمهورية الإسلامية كان آخرها تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية. وكان هذا القرار حسب مصادر وراء التوتر الذي ظهر في الأسبوع الحالي. ويشكك مساعد للكونغرس في كون الرد على المعلومات الامنية السبب الوحيد لنشر حاملة الطائرات لنكولن ومقاتلة المهام الخاصة، مشيرا إلى أن الرد كان جاريا ومواجهة ما قال إنه خطر حقيقي. ويرى الموقع أن الرسائل الشديدة هي محاولة لمنع إيران استخدام جماعتها الوكيلة ضد الولايات المتحدة بشكل يرتد عليها بالسلب. وقال المساعد في الكونغرس “حتى لو نظرت إليها من زاوية عدم التصعيد او خفض التصعيد فهي تجري في مناخ ضغط شديد بما في ذلك تصنيف الحرس الجمهوري، والسياقات مهمة”.
القدس العربي