كشفت مصادر مصرية مطلعة على مفاوضات الوساطة بين الاحتلال الإسرائيلي والفصائل المقاومة في قطاع غزة، فحوى رسالة وجّهها الجانب الإسرائيلي، عبر الوسيط المصري، إلى حركة حماس بشأن ترسانة أسلحة الحركة. وأفادت المصادر التي تحدثت لـ”العربي الجديد” بأن “الجانب الإسرائيلي طلب من المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصرية تحذير حركة حماس من مواصلة عمل كتائب القسام على تطوير صواريخ أرض ــ بحر”، مشددين على أن “تل أبيب لن تسمح بمرور تلك الخطوة، لأنها تمثل تغييراً حاداً في موازين القوة في الصراع”. وأضافت المصادر أن “إسرائيل توعّدت بمواصلة سياسة الاغتيالات في صفوف قيادات الحركة، في حال استمر نشطاء القسام في مسارهم الخاص بالسعي نحو إنتاج تلك النوعية من الصواريخ”. وكشفت أن “القاهرة تسعى جاهدة لنزع فتيل تلك الأزمة، لإدراكها أن العودة إلى سياسة الاغتيالات من جانب إسرائيل تعني التوجه مباشرة نحو مواجهة شاملة. في المقابل، فإن مساعي المقاومة لامتلاك نوعيات متطورة من الأسلحة تشكل مثار جدل دائم خلال الحوارات التي تجرى في القاهرة، في ظل تمسك قادة الفصائل بامتلاك أي نوعيات من شأنها تحقيق الردع”.
”
التحذيرات الإسرائيلية شملت أيضاً حركة الجهاد بعد تطويرها صاروخ بدر 3
”
وأشارت المصادر إلى أن “التحذيرات الإسرائيلية شملت أيضاً حركة الجهاد بعد تطويرها صاروخ بدر 3، الذي يصل مداه إلى 140 كيلومتراً، واستخدمته سرايا القدس، الجناح العسكري للحركة، في قصف مدينة عسقلان خلال جولة التصعيد الأخيرة”، قائلة إن “هذا الأمر كان مثار حديث مطوّل خلال اللقاء الذي جرى بين قيادة الحركة بالمسؤولين في جهاز المخابرات العامة، بحضور قائد الجناح العسكري للحركة في قطاع غزة، بهاء أبو العطا”. وأدخلت الحركة تعديلات عديدة على تصميم الصاروخ فلا يُصيب هدفه مباشرة، بل ينفجر فوق الهدف بنحو 20 متراً، وبذلك يوقع أضراراً جسيمة بأكبر عدد من الأهداف.
من جانبها حذّرت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي من مغبة الغدر والخيانة، مؤكدة أن “أيدينا على الزناد”. ودعت في مؤتمر صحافي عقدته أمس الأربعاء الشعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده إلى إحياء ذكرى النكبة، والمشاركة في مسيرات العودة.
”
من المقرّر أن يصل السفير القطري محمد العمادي إلى غزة مطلع الأسبوع المقبل
”
من جهة أخرى، أكدت فصائل المقاومة وقوفها إلى جانب إيران في “مواجهة قوى الاستكبار المتمثلة في الولايات المتحدة”. واعتبرت أن “القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة”، مطالبة إياها بـ”تحمّل مسؤولياتها تجاه شعبنا”.
من جهته قال الأمين العام لحركة الجهاد، زياد النخالة: “كنا مع حماس في القاهرة وأخذنا قراراً مشتركاً لتفعيل غرفة العمليات المشتركة للرد على الاحتلال”، مشيراً خلال تصريحات إعلامية إلى أنه “لو استمرت المعركة الأخيرة في غزة كانت ستفصلنا عن قصف تل أبيب ساعات قليلة”. وشدّد النخالة على أن “مسيرات العودة لن تتوقف، وعلى إسرائيل أن تعود إلى ما التزمت به في التفاهمات مع القاهرة”، موضحاً أن “التزام إسرائيل بالتفاهمات أدى لموافقتنا على وقف إطلاق النار”.
إلى ذلك، ذكرت مصادر في حركة حماس أنه “من المقرر أن يصل السفير القطري محمد العمادي إلى غزة مطلع الأسبوع المقبل، للبدء في خطوات إدخال وتوزيع المنحة القطرية التي أعلن عنها أمير قطر تميم بن حمد، خلال جهود بلاده للوساطة من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار خلال المواجهة الأخيرة في قطاع غزة”. وأعلن أمير قطر تميم بن حمد تقديم منحة قدرها 480 مليون دولار لدعم الشعب الفلسطيني وموازنة السلطة الفلسطينية وبرامج الأمم المتحدة، على أن يكون 180 مليوناً منها منحة لغزة، و300 مليون لخزينة السلطة، منها 50 كمنحة و250 كقرض تسدده رام الله، وذلك وفق ما صرح به عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ.
العربي الجديد