حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الاثنين من أنه إذا حاولت إيران الإقدام على أي تحرك ضد الولايات المتحدة فسيكون ذلك خطأ فادحا، وبينما رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني التهديد حذر الأوروبيون من مغبة التصعيد.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة سترى ما سيحدث مع إيران، لكن إن حاولت فعل أي شيء بعد أن نشرت واشنطن حاملة طائرات والمزيد من المقاتلات في المنطقة، فسيكون ذلك خطأ كبيرا.
وتزامنت تصريحات ترامب مع تطورات ميدانية في الخليج، حيث ذكرت القيادة الأميركية الوسطى أن قاذفات “بي 52” التي أُرسلت إلى منطقة الخليج قبل أيام تحسبا لأي هجوم إيراني ضد المصالح الأميركية، نفذت أولى طلعاتها الجوية أمس انطلاقا من قاعدة العديد في قطر.
وردا على التصعيد الجاري، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده تواجه تهديدات كثيرة من قبل أعدائها، لكنها قادرة على هزيمتهم وتخطي المرحلة الصعبة الحالية. وأضاف روحاني أن الشعب الإيراني أكبر من أن يقبل التهديدات.
إيران ووكلاؤها
من جهة أخرى قال المبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك إن واشنطن لن تفرق بين طهران ووكلائها إذا ما شنت أي هجمات، وأضاف أن السياسة الخارجية لبلاده تسعى إلى إزالة كل القوات الخاضعة لسيطرة إيران من سوريا.
وبينما يستمر التصعيد في المنطقة يواصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو جولة خارجية قادته حتى الآن إلى أوروبا، حيث أجرى محادثات في بروكسل مع نظرائه في فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة ومع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تناولت التصعيد الأخير مع إيران.
وحاول بومبيو خلال هذه المحادثات إقناع الأوروبيين بممارسة مزيد من الضغوط على إيران بشأن برنامجها النووي.
وذكرت مصادر دبلوماسية أن بومبيو طالب محاوريه في بروكسل بالتخلي عن محاولاتهم للالتفاف على العقوبات الأميركية بحجة الحفاظ على الاتفاق من خلال آلية التعامل التجاري التي أنشأها الاتحاد الأوروبي للحفاظ على مصالح الشركات الأوروبية التي ترتبط بعقود وصفقات مع إيران.
وتعليقا على جولة بومبيو ومباحثاته مع المسؤولين الأوروبيين، أكد هوك أن “إيران تمثل تهديدا متصاعدا، وبدا أن هذه زيارة في توقيت مناسب وهو في طريقه إلى سوتشي.. الوزير كان يريد إطلاعهم على بعض التفاصيل وراء ما نقوله في العلن.. نعتقد أنه يجب على إيران أن تجرب المحادثات بدلا من التهديدات.. كان اختيارهم سيئا بالتركيز على التهديدات”.
تحذير أوروبي
وبينما عبر الاتحاد الأوروبي عن رفضه المهلة التي حددتها إيران بستين يوما قبل تعليق التزامها ببنود أخرى في الاتفاق، عبّر عن قلقه العميق من التصعيد الذي شهدته المنطقة بعد إرسال واشنطن تعزيزات عسكرية إلى الخليج.
وحذرت موغيريني من التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، ودعت إلى مفاوضات بينهما بهدف خفض التوتر.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية الأميركي طلب منها في اجتماع بينهما بالعاصمة البلجيكية بروكسل اليوم، قناع إيران بالعودة إلى طاولة المفاوضات.
وأضافت موغيريني خلال مؤتمر صحفي اليوم في بروكسل “كما تعلمون، لقد فضلنا دائمًا الالتزام بمبدأ الحوار والوسائل الدبلوماسية فيما يخص القضية الإيرانية، ونحن دائما نؤيد طريق المفاوضات”.
وكان وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت قد عبر عن قلقه البالغ مما وصفه بخطر حدوث صراع عن طريق الصدفة بين والولايات المتحدة وإيران، وقال إن اجتماعات اليوم مع بومبيو ستناقش الحاجة إلى فترة من الهدوء للتأكد من أن الجميع يفهم ما يفكر فيه الجانب الآخر.
الجزيرة