هددت جماعة أنصار الله الحوثي اليوم الثلاثاء، بشن عمليات نوعية أوسع وأكبر في عمق السعودية، بعد هجمات اليوم ضد منشآت نفطية سعودية التي وصفتها الجماعة بالعملية العسكرية الأكبر والأهم عسكريا منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل نحو أربعة أعوام.
وأكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع جاهزية الجماعة لشن عمليات أخرى في حال استمرار “العدوان” على اليمن، في إشارة إلى استمرار عمليات التحالف السعودي الإماراتي.
وقال سريع في بيان نشرته قناة المسيرة الفضائية الناطقة باسم الجماعة “إن سلاح الجو المسير (التابع للجماعة)، نفذ هجمات عبر سبع طائرات مسيرة على منشآت حيوية للعدو في محافظتي الدودامي وعفيف بمنطقة الرياض”.
وأوضح سريع أن هذه العملية تأتي ردا على ما وصفها بـ “الجرائم المرتكبة” بحق الشعب اليمني والحصار المستمر المفروض عليه من “دول العدوان”.
وأوضح البيان أن العملية العسكرية نفذت بعد رصد دقيق وتعاون من الشرفاء من أبناء تلك المناطق، وأدت إلى التوقف الكامل لخط ضخ النفط وأثرت بشكل مباشر على اقتصاد السعودية.
مرحلة جديدة
وكان المتحدث باسم جماعة الحوثيين محمد عبد السلام قال إن ما وصفها بالعملية العسكرية الكبرى التي قامت بها الجماعة اليوم ضد منشآت نفطية سعودية، تعتبر انتقالا لمرحلة جديدة من التصعيد ضد السعودية.
وأوضح أن المرحلة الجديدة في التصعيد ضد من يصفها بالعدو الغاشم سيكون عنوانها الأبرز هو الاستهداف الاقتصادي المفتوح حتى تكف السعودية عن استهداف اليمن وتتوقف عن الاعتداء على اليمنيين.
وأشار إلى أن لدى جماعته قائمة بأهداف حساسة واستثنائية وأكثر مما يتوقع السعوديون، وسيجري استهدافها لاحقا إذا لم يتوقف ما يصفه بالعدوان ضد بلاده.
وكان متحدث عسكري للحوثيين أعلن أن سبع طائرات مسيرة استهدفت محطة ضخ النفط قرب ينبع وأدت لتوقف ضخ النفط بشكل كامل، وأثرت بشكل مباشر فيما وصفه باقتصاد العدو.
وقال عن العملية إنها جاءت بعد رصد دقيق وتعاون من بعض أبناء المنطقة، وأكد أن جماعته ستستفيد من كل الخبرات والإمكانات لردع ما يصفه بالعدوان الذي يتعرض له الشعب اليمني.
اعتراف سعودي
وأقرت السعودية بوقوع هجوم بطائرات مسيرة مفخخة على منشآت نفطية سعودية، بعدما أعلن الحوثيون في اليمن ضرب منشآت حيوية سعودية في “عملية عسكرية كبرى”.
وصرّح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح -وفقا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية- بأن محطتي ضخ لخط “شرق غرب” الذي ينقل النفط السعودي من حقول النفط بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي، تعرضتا لهجوم من طائرات مسيرة مفخخة بين السادسة والسادسة والنصف (بالتوقيت المحلي) من صباح اليوم الثلاثاء.
ورأى الوزير السعودي أن هذا العمل الذي وصفه بـ”الإرهابي والتخريبي”، بالإضافة إلى “تلك التي وقعت مؤخرا” في الخليج ضد منشآت حيوية، لا تستهدف السعودية فقط، “وإنما تستهدف أمن إمدادات الطاقة للعالم والاقتصاد العالمي، وتثبت مرة أخرى أهمية التصدي لكافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية، بما في ذلك مليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران”.
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية، فقد أوقفت شركة النفط الوطنية أرامكو ضخ النفط في ذلك الخط، “حيث يجري تقييم الأضرار وإصلاح المحطة لإعادة الخط والضخ إلى وضعه الطبيعي”. وقال الفالح إن الهجوم أدى لاندلاع حريق في المحطة رقم 8، وتمت السيطرة عليه بعد أن خلف أضرارا محدودة.
الخط المستهدف
وتقع المحطتان المستهدفتان في محافظتي الدوادمي وعفيف بمنطقة الرياض على بعد 220 كيلومترا و380 كيلومترا غرب العاصمة السعودية.
ويعتبر خط الأنابيب “أبقيق ينبع” خطا موازيا لنقل النفط السعودي، ويربط بين مصانع معالجة الغاز في الشرق وبين منشآت تصدير سوائل الغاز الطبيعي في ينبع.
ويبلغ طول هذا الخط نحو 1200 كيلومتر، ويمر عبره خمسة ملايين برميل نفط يوميا على الأقل، من المنطقة الشرقية الغنية بالخام، إلى المنطقة الغربية على ساحل البحر الأحمر.
ويتيح الخط للمملكة نقل النفط من المنطقة الشرقية وتصديره عبر موانئ على البحر الأحمر، بعيدا عن الخليج ومنطقة مضيق هرمز حيث تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
المصدر : الجزيرة + وكالات