ذكرت صحيفة “صاندي تايمز” أن قوات مارينز بريطانية خاصة سترسل لحماية السفن البريطانية في الخليج.وفي تقرير أعده كل من تيم ريبلي ولويز كالاغان جاء فيه أن الخطوة جاءت في وقت تقترب فيه المواجهة بين إيران والغرب بعد الهجمات على ناقلتي نفط الأسبوع الماضي. ونقلت عن مصادر عسكرية قولها إن 100 من قوات المارينز من فرقة الكوماندو42 المتمركزة في مدينة بليموث ستكون بمثابة قوة رد سريع اسمها “مجموعة المهام الخاصة 19” وستعمل من السفن التي تحرس مياه الخليج من القاعدة البريطانية الجديدة في البحرين. واتخذ قرار نشر القوات بعد انضمام المخابرات البريطانية إلى التحقيق الدولي في الهجمات على الناقلتين في بحر عمان، قرب مضيق هرمز والتي حمل الأمريكيون والبريطانيون الحرس الثوري الإيراني مسؤوليتها. وقالت الصحيفة إن دور بريطانيا سيكون محلا للنقاش يوم الإثنين في اجتماع طارئ لقادة عسكريين ومسؤولين في مجلس الأمن القومي المعروف بـ “كوبرا”. وأشارت الصحيفة إلى حرب كلامية بين وزير الخارجية جيرمي هانت وزعيم حزب العمال جيرمي كوربن الذي قال إن الحكومة تعجلت في تحميل إيران المسؤولية وأن لا أدلة تربطها بالحادثين. واتهم هانت كوربن برفضه “دعم حلفاء بريطانيا ومخابراتها ومصالحها”. ويتوقع سفر وحدات المارينز الملكية في غضون أسابيع وسيعملون من السفينة المساعدة للأسطول الملكي كارديكان بي وسيستخدمون القوارب السريعة والمروحيات لحماية السفن الحربية والتجارية البريطانية. وقال مسؤول أمني بريطاني أن الخبراء سيساعدون على تحديد طبيعة المواد التي استخدمت في الهجوم على الناقلتين والذي تنفي إيران علاقتها به. وقال “سيتم إجراء فحص باليستي لتحديد طبيعة المتفجرات التي استخدمت” و سيقدم الخبراء البريطانيون الدعم الفني والفحص الجنائي. وتقول الصحيفة “في مياه مضيق هرمز الزرقاء لا مجال للخطأ، فهو عبارة عن ممرين عرضهما ميلين ودائما مزدحمين بالناقلات المحملة بالنفط ومحاطة بعدوين لدودين: إيران على جانب والإمارات العربية المتحدة على جانب آخر. وحملت الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي طهران مسؤولية الهجمات على الناقلتين اللتان كانتا تعبران بحر عمان في طريقها لمضيق هرمز. ويخشى الدبلوماسيون من دائرة انتقامية بين الطرفين يصعب وقفها. وتضيف الصحيفة أن أي مواجهة بهذه المنطقة الصغيرة وإن كانت محدودة فستكون مكلفة جدا. فمنها يمر ثلث الإمدادات النفطية العالمية فيما كان يعرف بخليج القراصنة حيث كانت تتعرض فيه السفن البريطانية للهجمات أثناء القرنين الثامن والتاسع عشر. وأشارت إلى الفيديو الذي بثه الأمريكيون ويظهر الإيرانيين وهم ينتشلون ألغام من الناقلتين المعطوبتين. رغم أن هناك أسئلة حولهما، فقد قالت واحدة من الشركتين المالكة للناقلتين إن ناقلته تعرضت لضربة من الجو ولم تنفجر بسبب لغم. وخلف المواجهة قرار الولايات المتحدة الخروج من الإتفاقية النووية في عام 2015 وفرض العقوبات من جديد على إيران بشكل ضربت الإقتصادي الإيراني وأدت لدعوات انتقامية من طهران. ويرى دبلوماسيون يعملون من أجل إنقاذ الإتفاقية النووية أن الهجمات هي محاولة من إيران إظهار أنها لن تحشر في الزاوية ويمكنها فرض “ضغط عالي”، في وقت تحاول فيها السعودية والإمارات حليفتي الولايات المتحدة التخفيف من التصعيد. وكان هانت قد قال يوم الخميس إن تقديرات الأمريكيين بشان ضلوع إيران في الهجمات “صحيح” مشيرا إلى أن بريطانيا تقوم بتحقيقها الخاص. وقال مسؤول عسكري بارز، إن الظروف الحقيقية للهجوم “ليست واضحة بالكامل”. وترى الصحيفة أنه من الصعب على بريطانيا والولايات المتحدة الكشف عن الحقيقة لعدم قدرة البحرية الأمريكية أو البريطانية الوصول إلى الناقلتين. وسيناقش “كوبرا” مسألة إرسال قوات من البحرية للخليج والتي يتوقع منها تعزيز قدرة البحرية على الكشف والتعامل مع القوارب الصغيرة التي يتهم الإيرانيون باستخدامها في ضرب الناقلتين. وقال مصدر عسكري إن وجود قوات مارينز بمدافع على السفن التجارية قد يمنع القوارب الإيرانية الإقتراب منها. وبالإضافة لكارديغان بي لدى قوات البحرية أتش أم أس مونتروز وهي فرقاطة من نوع 23 وأربع ماسحات ألغام في الخليج و 500 من عناصر الجيش بمن فيهم طواقم السفن هذه. وتخطط البحرية البريطانية عمليات التعزيز منذ عدة أسابيع لكنها اخرتها حتى لا ينظر للخطوة تصعيدا. وقالت وزارة الدفاع “هذه خطة تدريبية مبرمجة مسبقا ولا علاقة لها بالوضع في خليج عمان”.
القدس العربي