القنيطرة (المغرب) ـ أشرف العاهل المغربي الملك محمد السادس على تدشين مصنعا للسيارات تابعا لشركة بيجو الفرنسية في المنطقة الصناعية بالقنيطرة شمال غربي الرباط بتكلفة استثمارية بلغت نحو 550 مليون يورو.
والمشروع الجديد المشروع من شأنه أن يحفز تطوير قطاع السيارات في البلاد، ويكرس تميز علامة “صنع في المغرب”.
ويقول المغرب إن المصنع سيقلص العجز في الميزان التجاري من خلال زيادة في الصادرات المغربية من السيارات بعد أن أنشأت مجموعة رينو الفرنسية مصنعين في مدينتي الدار البيضاء وطنجة.
وقال وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي المغربي مولاي الحفيظ العلمي في عرض أمام العاهل المغربي إن المصنع تم انجازه “ضمن الشروط المتفق عليها وفي الآجال المحددة “.
وأكد الوزير أن المجموعة الفرنسية “بي إس أ” استثمرت 3 ملايير درهم، وتعتزم استثمار مبلغ مماثل في مشاريعها المستقبلية، موضحا أنه تم إحداث المصنع الجديد “بي إس أ” بالقنيطرة لإنتاج سيارات ذات محرك حراري وأخرى بمحرك كهربائي، معززا بذلك الطموح الصناعي للمملكة، ومستجيبا لإرادة الملك الأكيدة لجعل المغرب نموذجا على مستوى القارة في مجال التنمية المستدامة.
من جهته، أكد نائب المدير التنفيذي لـ”بي إس أ” بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا جان كريستوف كيمار، أن الرؤية التي يتبناها الملك محمد الخامس “لتطوير منظومات اقتصادية فعالة أضحت واقعا بالنسبة لمجموعة “بي إس أ” بكافة مكوناتها، انطلاقا من تلك التي تحظى بالأهمية الأكبر: التكوين المهني للرجال والنساء الذين سيصنعون مستقبل صناعة السيارات، مع آفاق مهنية واسعة وغنية داخل فرع المجموعة بالمغرب”.
وذكر كيمار بأن المغرب، وأكثر من أي وقت مضى “يقع في قلب استراتيجية نمو مجموعة “بي إس أ” التي تعد اليوم من بين أكثر مصنعي السيارات نجاحا بالعالم، مشيرا إلى أن “مجموعتنا اختارت المغرب لاحتضان مركز القرار الجهوي الخاص بها، وتطوير مركز للبحث والتطوير المندمج في الشبكة العالمية “آر أند دي” لمجموعة “بي إس أ” ليأتي الدور اليوم على نشاط صناعي يتميز بالإصرار”.
وبني المصنع في مرحلته الأولى على مساحة 400 هكتار قبل أن تضاف500 هكتار أخرى في مرحلة ثانية، بما يوفر 4 آلاف وظيفة.
وتمكن المصنع في العام الماضي من إنتاج أول محرك وأول نموذج من السيارات الخاصة به، وذلك بعد عام ونصف على إطلاق الأشغال، علما بأن المغرب اتفق مع الشركة الفرنسية على تصنيع محركات محليا وعدم الاكتفاء بتجميعها.
وفي البداية سينتج مصنع القنيطرة 20 ألف سيارة سنويا ترتفع إلى 100 ألف سيارة، على أن تصل وتيرة الإنتاج في الأعوام المقبلة إلى 200 ألف سيارة.
ويأمل المسؤولون برفع القدرات الإنتاجية السنوية لصناعة السيارات في المغرب إلى مليون سيارة بحلول 2022.
ويهدف المصنع الجديد إلى توجيه 90 في المئة من إنتاجه للتصدير، نحو أفريقيا والشرق الأوسط.
وستساعد سيارات مصنع القنيطرة عملاق صناعة السيارات الفرنسي على تجاوز المشاكل التي واجهته في سوق الشرق الأوسط في العام الماضي.
وتشير تقارير فرنسية إلى أن مبيعات بيجو في تلك السوق تراجعت 50 في المئة، بسبب وقف الإنتاج في مصنع إيران عقب العقوبات الاقتصادية الأميركية. وفرنسا هى ثاني شريك تجاري للمغرب بعد اسبانيا.
العرب