القدس – تسعى إيران إلى استثمار تراجع خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن توجيه ضربات لها، لتسويق صورة النظام القوي في وجه واحدة من أكبر القوى العسكرية في العالم، رغم إدراكها باستحالة قدرتها على تلك المواجهة في حال اندلاعها.
وحذر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون طهران الأحد من إساءة تفسير قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإلغاء الضربة الانتقامية على إيران في اللحظة الأخيرة على أنه “ضعف”.
وقال بولتون قبل اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في القدس “يجب ألا تخطئ إيران أو أي جهة أخرى معادية باعتبار التعقل وضبط النفس الأميركيين ضعفا” مضيفا “جيشنا أعيد بناؤه وهو جاهز للانطلاق”، بعد يومين على إلغاء ضربات على إيران ردا على إسقاط طهران طائرة أميركية مسيّرة الخميس.
من جهته أعلن ترامب السبت بأنه سيفرض عقوبات جديدة على إيران لكنه أضاف أنه يريد التوصل لاتفاق لدعم اقتصادها المتراجع في خطوة فيما يبدو على نزع فتيل التوتر.
وفي تصريحات له في واشنطن السبت قبل توجهه إلى منتجع كامب ديفيد، أشار ترامب إلى أن حكومته تنتهج نهجا دبلوماسيا بالتحرك لفرض عقوبات جديدة وذلك للضغط على طهران.
وقال ترامب إن العمل العسكري مطروح “دوما على الطاولة” لكنه أضاف أنه مستعد للتوصل سريعا إلى اتفاق مع إيران قال إنه سيدعم اقتصادها المتعثر.
وقال ترامب إن الاتفاق سيكون تحت شعار “دعنا نجعل إيران عظيمة مجددا”.
وكتب لاحقا على تويتر من كامب ديفيد “سنفرض عقوبات إضافية كبيرة على إيران الاثنين. اتطلع إلى اليوم الذي تُرفع فيه العقوبات عن إيران، وتصبح أمة منتجة ومزدهرة مجددا”.
ونقلت وكالة أنباء فارس عن قائد كبير بالجيش الإيراني قوله الأحد إن أي صراع في منطقة الخليج قد يخرج عن نطاق السيطرة.
ونسبت الوكالة إلى الميجر جنرال غلام علي رشيد قوله “إذا اندلع صراع في المنطقة فلن تتمكن أي دولة من التحكم في نطاقه وتوقيته.
وقال”على الحكومة الأميركية التصرف بمسؤولية لحماية أرواح القوات الأمريكية بتفادي سوء التصرف في المنطقة”.
إلى ذلك ذكر موقع ياهو نيوز نقلا عن مسؤولي مخابرات سابقين أن وزارة الدفاع الأميركية شنت هجوما إلكترونيا مخططا له منذ فترة طويلة ردا على حوادث ناقلات النفط. وقالت صحيفة واشنطن بوست السبت إن الهجوم الإلكتروني عطل أنظمة إطلاق الصواريخ الإيرانية.
وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع إنها لن تعلق على عمليات إلكترونية أو مخابراتية أو تخطيط.
ومن ناحية أخرى اتهمت واشنطن طهران بتصعيد الهجمات الإلكترونية. وقال كريس كريبس، مدير وكالة الأمن الإلكتروني التابعة لوزارة الأمن الداخلي، على تويتر إن المسؤولين اكتشفوا زيادة في “النشاط الإلكتروني الخبيث” الموجه إلى الولايات المتحدة من قبل أشخاص مرتبطين بالحكومة الإيرانية.
ودعت القوى العالمية للهدوء، وأوفدت مبعوثين لإجراء مباحثات في محاولة لتهدئة أجواء النزاع الذي تسبب في ارتفاع أسعار النفط.
ودعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل السبت إلى التوصل لحل سياسي للأزمة. وأضافت “هذا ما نعكف عليه”.
ويجري وزير الدولة البريطاني المكلف ملف الشرق الأوسط أندرو موريسون محادثات مع مسؤولين إيرانيين الأحد في طهران، خلال زيارة تأتي على وقع ارتفاع منسوب التوتر بين إيران والولايات المتحدة.
ونشر التلفزيون الإيراني الرسمي على الانترنت صور لقاء موريسون مع وزير الخارجية السابق كمال خرازي، الذي يتولى حالياً رئاسة المجلس الاستراتيجي للعلاقات الدولية التابع للخارجية.
وأعلنت لندن السبت عن إيفاد موريسون في زيارة عاجلة إلى إيران لطلب “خفض طارئ للتصعيد” بين طهران وواشنطن.
وبحسب مكتب الخارجية البريطانية، من المقرر أن يعرب موريسون، الذي يلتقي أيضاً مساعد وزير الخارجية عباس عراقجي، عن قلق لندن من “الدور الذي تلعبه طهران في المنطقة وتهديدها بالتوقف عن الالتزام بالاتفاق النووي الذي لا تزال المملكة المتحدة ملتزمة به تماماً”.
ويتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران منذ انسحاب الولايات المتحدة في مايو 2018 من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني الذي تم التوصل إليه في فيينا عام 2015، وإعادتها فرض عقوبات مشددة على إيران، لتحرم الجمهورية الإسلامية من مكاسب اقتصادية انتظرت الحصول عليها من الاتفاق.
وتوترت العلاقات أكثر منذ إسقاط إيران الخميس لطائرة مسيرة أميركية. وتؤكد طهران أن الطائرة الأميركية اخترقت مجالها الجوي وهو ما تنفيه واشنطن.
وتهدد إيران بتقليص التزاماتها وفق الاتفاق النووي إذا فشلت الأطراف الأوروبية الموقعة عليه في إنقاذه بحماية طهران من العقوبات الأميركية.
العرب