دعا ثلاثة من المسؤولين الأميركيين السابقين والباحثين في شؤون الشرق الأوسط، في مقال مشترك، الإدارة الأميركية للتخلي عن خطتها للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين “صفقة القرن” والتركيز على حل لقطاع غزة.
كتب المقال نائب مساعد المدير الإداري السابق (2010 إلى 2017) للمعونة الأميركية في الشرق الأوسط هادي آمر، وإيلان غولدنبيرغ مدير برنامج أمن الشرق الأوسط بـ “مركز الأمن الأميركي الجديد” رئيس موظفي المبعوث الخاص للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية الذي كان يساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري في مبادرته للسلام، وناتان ساكس الباحث بمركز سياسات الشرق الأوسط بواشنطن.
وأكد الثلاثة أن خطة السلام التي يشرف عليها جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب فاشلة، وإن ورشة البحرين فشلت تماما في التقريب بين طرفي الصراع.
معالجة الوضع بغزة
وقالوا إذا كانت واشنطن ترغب في مساعدة الفلسطينيين والإسرائيليين فعليها أن تتخلى عن خطة كوشنر التي رفضها الفلسطينيون، وألا تفكر مرة أخرى في وضع خطط شبيهة، وتركّز -بدلا من ذلك- على موضوع ملموس يخاطب الصراع المستمر حاليا بين غزة وإسرائيل.
واقترح المقال ثلاثة أشياء يجب أن تعمل عليها واشنطن وهي، أولا تعزيز الفريق الدولي الموجود حاليا والمكون من مصر ومكتب المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط الذي ظل يفاوض إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية “حماس” والسلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وذلك لمخاطبة القضايا الإنسانية على المدى القصير والقضايا السياسية على المدى الطويل لتجاوز الحلقة المفرغة من العنف “الفارغ من أي معنى”.
البطالة والتعليم والماء والكهرباء
ثانيا- على واشنطن أن تعمل على معالجة الوضع الإنساني الصعب في غزة، إذ تبلغ نسبة البطالة فيها 52%، وهي الأعلى في العالم ويبلغ متوسط دخل الفرد أقل من ألفي دولار أميركي، وذلك بتوفير حرية التنقل وتشجيع إسرائيل على السماح لآلاف قليلة من سكان غزة للعمل في إسرائيل وهو اقتراح توافق عليه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
كذلك في الشأن الإنساني، يقترح كتاب المقال أن تبذل واشطن جهودا لتوفير مزيد من مياه الشرب والكهرباء لغزة بشرائهما من إسرائيل أو مصر، وأن تستأنف أميركا تمويلها للوكالة الأممية المسؤولة عن تعليم الأطفال الفلسطينيين في غزة (250 ألفا)، ويحذرون من أن عدم فعل ذلك سيجبر هؤلاء الأطفال للالتحاق بمدارس “حماس”.
اتفاقيات ثلاثية بدلا من الثنائية
ثالثا- أن يعمل الثلاثي المكون من الولايات المتحدة ومصر والأمم المتحدة على جذب المجتمع الدولي لدعم اتفاقية ثلاثية بين إسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية، لأن الجهود السابقة فشلت بسبب التركيز على اتفاقيتين منفصلتين بين إسرائيل وكل من حماس والسلطة الفلسطينية، ولأن المسارات المنفصلة تجعل أحد الطرفين الفلسطينيين يفسد الاتفاق الثنائي الذي لا يشارك فيه مع إسرائيل.
الانفاق مقابل تخفيف الحصار
وذكر المقال أن على حماس الموافقة على وقف طويل لإطلاق النار مع إسرائيل وتدمير كل الأنفاق مقابل تخفيف الحصار الإسرائيلي، وهو أمر قال الكُتاب إنه كان موضوع تفاوض بين الجانبين، بالإضافة إلى تأكيد حماس دور منظمة التحرير الفلسطينية بوصفها قائدة للشعب الفلسطيني مقابل حصولها على نصيب في عملية صناعة القرار داخل المنظمة، وأن تكون للسلطة الفلسطينية مسؤولية جزئية في حكم غزة، الأمر الذي سيخفف على حماس بعض العبء.
ووصف المقال هذه الصفقة بأنها مفيدة لإسرائيل بحصولها على تهدئة الوضع الذي يتطلع إليه مواطنوها، ومفيدة لحماس التي لن تستفيد من تحملها مسؤولية تدهور الوضع الإنساني في غزة وحدها، لكنها لن تفيد السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير لأنهما يخشيان من التورط في غزة وتحمل مسؤوليتها والعمل مع خصم لا تحبانه، أي حماس. لذلك يجب مكافأة السلطة والمنظمة بتقدم كبير في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين بالإشارة إلى أن هذه الخطوات جزء من جهد أوسع يقود إلى دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية.
المصدر : فورين بوليسي