الغطرسة التركية تهدد باحتدام الصراع الإقليمي على ليبيا

الغطرسة التركية تهدد باحتدام الصراع الإقليمي على ليبيا

تتجه الأوضاع في ليبيا نحو المزيد من التعقيد في ظل إصرار تركيا على مواصلة دورها التخريبي في البلاد، من خلال دعم الميليشيات والمجموعات الإرهابية التي تتصدى منذ نحو ثلاثة أشهر لمحاولات الجيش للسيطرة على العاصمة طرابلس.

طرابلس – عكست لهجة التحدي التي طبعت تصريحات المسؤولين الأتراك ردا على الحرب المفتوحة التي أعلنها الجيش الليبي على أنقرة بسبب دعمها للميليشيات في طرابلس، غطرسة تركية وتمسكا بلعب الدور التخريبي في ليبيا، ما من شأنه تقوية الصراع الإقليمي على البلاد.

وأعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار الأحد، أن أنقرة ستردّ على أي هجوم تنفّذه قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر ضد مصالحها، بعد أن أمر قواته باستهداف سفن ومصالح تركية في ليبيا. وقال آكار لوكالة الأناضول الرسمية للأنباء “سيكون هناك ثمن باهظ جدا لأي موقف عدائي أو هجوم، سنردّ بالطريقة الأكثر فعالية والأقوى”.

وأضاف آكار “ينبغي أن يكون معروفا أننا أخذنا كل أنواع التدابير للتعامل مع أي تهديد أو عمل عدائي ضد تركيا”.

وأمر حفتر الجيش الوطني الليبي الذي يقوده باستهداف سفن وشركات تركية، وحظر الرحلات من وإلى تركيا وتوقيف الرعايا الأتراك في ليبيا.

وفي أبريل أطلقت قوات حفتر التي تسيطر على شرق البلاد وقسم كبير من الجنوب، هجوما للسيطرة على العاصمة.

وجاء التهديد الجديد بعد أن استعادت ميليشيات موالية لحكومة “الوفاق” والتي تتخذ من العاصمة مقرا لها، مدينة غريان عقب هجوم مفاجئ شكل ضربة موجعة للجيش، الذي اتهم تركيا بالوقوف خلفه من خلال الدعم العسكري واللوجتسي الذي تقدّمه للميليشيات.

أصدرت مديرية أمن أجدابيا في شرق ليبيا قرارا بإغلاق المحلات والمطاعم التركية، وتغيير أي لافتات دعائية لأسماء أو شركات تركية واعتقال تركيين

واتّهم الناطق باسم القيادة العامة للجيش العميد أحمد المسماري أنقرة بالتدخّل “في المعركة مباشرة: بجنودها وطائراتها وسفنها”، ووفقا له، فإنّ إمدادات من الأسلحة والذخيرة تصل مباشرة إلى قوات حكومة “الوفاق” عبر البحر المتوسط.

وكانت تركيا أرسلت في 18 مايو شحنة كبيرة من المعدّات العسكرية إلى الميليشيات الإسلامية التي تسيطر على طرابلس وتحارب الجيش الوطني الليبي. ونشرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي باسم الميليشيات مقاطع مصوّرة تبيّن وصول مدرعات وأسلحة لميناء مصراتة.

وسبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أكد أن بلاده توفّر أسلحة لحكومة “الوفاق” بموجب “اتفاق تعاون عسكري” بين أنقرة وطرابلس، متناسيا حظر التسليح الدولي المفروض على ليبيا منذ 2011.

وقال للصحافيين في العشرين من يونيو، إنّ الدعم العسكري التركي سمح لطرابلس بـ”استعادة توازن” الوضع بمواجهة الجيش الليبي.

وجاءت تصريحات آكار أثناء وجوده في اليابان مع أردوغان للمشاركة في قمة مجموعة العشرين في أوساكا.واكتفى أردوغان السبت بالقول لدى سؤاله عن تهديدات حفتر إنه ليست لديه “أي معلومات” عن الموضوع، متوعدا بـ”اتخاذ إجراءات مختلفة عدة”.

ويقول مراقبون إن اختلال موازين القوى بين تركيا والجيش الليبي الذي مازال في “مرحلة التعافي” جرّاء ما لحق به من دمار أثناء معركة الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي، وما تعرض له من استنزاف خلال معارك تطهير ليبيا من الإرهاب، قد يدفع حلفاءه ولاسيما مصر إلى دعمه لمنع سيطرة مجموعات إرهابية على طرابلس.

ويرى هؤلاء أن تزايد التدخل التركي في ليبيا سيعمل على زعزعة استقرار شمال أفريقيا، ويهدد بإطالة أمد الصراع الليبي، وهو ما سيضرّ حتما بالأمن القومي المصري.

وبدأ الجيش الأحد تنفيذ تهديداته ضد تركيا. وأصدرت مديرية أمن أجدابيا في شرق ليبيا قرارا بإغلاق المحلات والمطاعم التركية، وتغيير أي لافتات دعائية لأسماء أو شركات تركية واعتقال تركيين. وقال العميد الصادق اللواطي مدير أمن مدينة أجدابيا (140 كم غربي بنغازي) الأحد، ”نقوم بتنفيذ أوامر القيادة العامة للقوات المسلحة ردا على ما تقوم به دولة تركيا

العرب