أنقرة – تزداد الضغوط الأميركية على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خلفية صفقة الصواريخ الروسية المثيرة للجدل.
وتأتي هذه الضغوط لتزيد من حالة التخبط السياسي الذي يعيشه النظام التركي وتصاعد عزلته الإقليمية والدولية لدعمه جماعات الإسلام السياسي وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان تحت يافطة محاولة الانقلاب الفاشلة.
ويبدو وقع ضغوط الإدارة الأميركية واضحا على تركيا من خلال تصريحات أردوغان المرتبكة التي كشفت تخوفا كبيرا من عقوبات محتملة ستزيد من أعباء الاقتصاد التركي.
وقال مراقبون إن الرئيس التركي سيُدخل أنقرة في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة في غنا عنها نظرا لما ستشكله أي عقوبات أميركية محتملة من خطر كبير على الاقتصاد التركي.
وسبق أن فرضت واشنطن عقوبات على النظام التركي أجبرت أردوغان على إطلاق صراح القس الأميركي المحتجز في السجون التركية.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الهزيمة المدوية التي مني بها الحزب الحاكم في انتخابات إسطنبول كان لها وقع كبير على أردوغان الذي يعيش صدمة حقيقية في ظل تصاعد الانقسامات داخل حزبه.
وإصرار أنقرة على المضي قدما في الصفقة الروسية أطلق تحذيرات أميركية شديدة اللهجة بشأنها لما تشكله من خطر على برنامج تصنيع المقاتلات أف-35.
كما باتت عضوية تركيا في حلف الشمال الأطلسي مهددة بعد أن أعربت أكثر من دولة من داخل الحلف عن قلقها من صفقة الصواريخ الروسية التي ستخول لموسكو الاطلاع على معلومات عسكرية سرية للحلف الأطلسي.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن رفضا من الولايات المتحدة لتسليم تركيا مقاتلات إف-35 التي اشترتها سيكون بمثابة “سرقة”. وتشهد العلاقات الأميركية التركية توترا بسبب شراء أنقرة منظومة إس-400 الروسية الدفاعية الجوية المتوقع تسليمها في الأيام المقبلة.
وردا على ذلك هددت واشنطن بإلغاء طلبية شراء تركيا 116 طائرة مقاتلة طراز إف-35 وبرنامج التدريب والإنتاج وكذلك فرض عقوبات اقتصادية أوسع.
ونقلت صحيفة حرييت عن إردوغان قوله “إن كنتم تبحثون عن زبون وهذا الزبون يدفع بشكل منتظم، كيف يمكنكم عدم تسليمه بضاعته. سيكون ذلك بمثابة سرقة”.
وقال إن تركيا دفعت بالفعل 1,4 مليار دولار في وقت ضخت صناعتها الدفاعية مبالغ كبيرة في إنتاج قطع من هذه الطائرات الحربية الأميركية.
وبعث وزير الدفاع الأميركي بالإنابة باتريك شاناهان الشهر الماضي رسالة إلى أنقرة حذر فيها من أن الطيارين الأتراك سيتم طردهم من الولايات المتحدة في حال عدم إلغاء صفقة المنظومة إس-400 بحلول 31 يوليو.
لكن إردوغان وفي أعقاب لقاء بنظيره الأميركي دونالد ترامب على هامش قمة مجموعة العشرين في اليابان السبت، قال إنه حصل على تطمينات بعدم فرض عقوبات.
وألقى ترامب باللوم على إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في الإخفاق في إبرام صفقة مع تركيا لشراء نظام باتريوت الأميركي عوضا عن إس-400.
العرب