للمرة الأولى منذ احتلال القدس في العام 1967 اختارت السفارة الأميركية الاحتفال بذكرى استقلال الولايات المتحدة الـ243 في مقرها الجديد بمدينة القدس، وسط حالة بالغة من الابتهاج بين مسؤولي السفارة وأعضاء الحكومة الإسرائيلية.
وحظيت المراسم الاحتفالية للسفارة الأميركية التي أقيمت بـ”مباني الأمة” بالقدس الغربية، بمشاركة واسعة للحكومة الإسرائيلية، وهي الأولى منذ إعلان ترامب في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2017 القدس عاصمة لإسرائيل.
ويتوج الحفل الذي أقيم مساء الخميس مرحلة جديدة من العلاقات بين تل أبيب وواشنطن، تتسم –وفقا لمراقبين- بالهيمنة والسيطرة على الشرق الأوسط والمضي قدما بما يعرف بـ”المشروع الصهيوني بفلسطين التاريخية”، عبر إقرار السفير الأميركي، دافيد فريدمان بحق تل أبيب بضم مساحات واسعة من الضفة الغربية للسيادة الإسرائيلية.
ولطالما اعتاد سفير واشنطن بالسابق على الاحتفال باستقلال بلاده في منزله، أو في مبنى السفارة بتل أبيب، ولكن فريدمان -وهو يهودي أميركي- اختار القدس هذه لتكون مركز الاحتفال والحدث، إذ دشن هذا الأسبوع مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، نفق “درب الحجاج” الاستيطاني المؤدي من سلوان للمسجد الأقصى.
تحول مدهش
واستذكر نتنياهو بالمراسيم الاحتفالية الدور الأميركي في تدشين نفق “درب الحجاج”، قائلا: “قبل عدة أيام توجهنا للمكان الذي يشكل أحد الأسس الأهم الذي يستند إليه وجودنا، بمعنى المكان الذي يؤدي من نفق حزقيا إلى جبل الهيكل، حيث كان آباؤنا يحتفلون بأعياد أورشليم، وحيث عاش آخر اليهود الذين حاربوا الرومان وتصدوا لأعظم دولة في العالم”.
وأضاف نتنياهو: “لقد عدنا. لقد عدنا مناصرة لحقيقتنا ولتاريخنا ولحقوقنا. إنه لأمر رائع أن أعظم دولة في العالم (أميركا) لم تعد تعارض الدولة اليهودية بل تساند الدولة اليهودية. إنه عبارة عن تحول مدهش”.
واستغل نتنياهو الحفل ليتباهى بما وصفه بعلاقات إسرائيل مع العديد من الدول العربية بالشرق الأوسط، وليثني على ورشة البحرين ويواصل تحريضه على السلطة الفلسطينية، قائلا: “لقد صرح رئيس الخارجية البحريني بأن إسرائيل تشكل جزءا من الشرق الأوسط وقال: أريد أن يعلم الشعب اليهودي ومواطنو إسرائيل أننا نرحب بهم، إنه تغير يجب الترحيب به”.
الصندوق المغلق
وفي توجه يتناغم مع نتنياهو، وصفت مالكة صحيفة “يسرائيل هيوم” مريم أدلسون، المرحلة التي تمر بها العلاقة بين القدس وواشنطن بـ”وقت المعجزات والعجائب”، قائلة: “كما هو الحال في أفضل زواج، عرفت العلاقات الإسرائيلية الأميركية أوقاتا عصيبة، وتمزقت الشقوق أحيانا، ولكن في النهاية، تعمقت هذه العلاقات الخاصة وازدهرت بفضل القيم والمصير المشترك”.
وأوضحت في مقالة نشرتها في الصحيفة الداعمة لنتنياهو، أنه من حيث الزواج، فقد احتفلت إسرائيل والولايات المتحدة بالزفاف الذهبي قبل أكثر من 20 عاما.
وأضافت “لقد وصلنا الآن إلى البلاتين، وهو معدن ثمين ونادر. والفضل بذلك يعود أولا وقبل كل شيء للرئيس دونالد ترامب”.
علاوة على ذلك، تقول الكاتبة: “لقد قام الرئيس ترامب وكبار المسؤولين في الإدارة الأميركية باختراق الصندوق المغلق المسمى عملية السلام، والتي لا تعدو كونها إطارا فارغا، ممزوجا بخيانة الأمانة والنفاق”.
غضب فلسطيني
وتثير التحركات والقرارات الأميركية المتعلقة بالقدس غضبا فلسطينيا وإسلاميا عارما، تمثل في المظاهرات والتصريحات الرسمية والشعبية المنددة بنقل السفارة إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.
ويرفض الفلسطينيون ما يعرف بالخطة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط. وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الخطة المعروفة إعلاميا باسم “صفقة القرن” ستفشل كما فشل مؤتمر البحرين.
المصدر : الجزيرة