في تحقيق صادم، ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن مسؤولين في وزارة الدفاع الإسرائيلية أخفوا الملفات التاريخية المتعلقة بالطرد الجماعي للفلسطينيين في عام 1948.
وتطرق موقع “ميدل إيست آي” البريطاني الذي نقل عن تحقيق هآرتس، إلى استمرار محاولات إسرائيل طمس جميع دلائل النكبة عبر سرقة وإخفاء الوثائق المتعلقة بالتاريخ الفلسطيني.
وقال إن هآرتس كشفت أن وزارة الدفاع الإسرائيلية حجبت وثائق تاريخية تخفي أسرار ما لا يقل عن عقد من الزمن -على الأقل- كجزء من حملة منظمة لإخفاء أدلة على النكبة، والجرائم المروعة التي ارتكبها الاحتلال، على غرار تهجير 700 ألف فلسطيني خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948.
نقل الوثائق إلى قبو
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن إدارة الأمن السرية لوزارة الدفاع الإسرائيلية (مالماب) كانت تشرف على المشروع، حيث نقلت الملفات التاريخية المهمة إلى قبو. وفي بعض الحالات، استشهد مؤرخون بوثائق خلال عملهم ثبت أنها اختفت فيما بعد.
ونقلت هآرتس عن يحئييل حوريف، الذي شغل منصب رئيس “مالماب” حتى عام 2007، قوله إن الجهود الرامية لإخفاء تفاصيل ما حدث عام 1948 تبدو منطقية للغاية لأن الوثائق “يمكن أن تخلق اضطرابات” بين الفلسطينيين في إسرائيل.
وعندما سئل عن الهدف من إخفاء الوثائق التي سبق نشرها، أوضح أن “الأمر يهدف إلى تقويض مصداقية الدراسات حول تاريخ مشكلة اللاجئين”.
وتابعت الصحيفة قولها إن الوثائق المتعلقة بمشروع إسرائيل النووي والعلاقات الخارجية للبلاد تم نقلها إلى قبو. كما أن بعض الوثائق التي جرى إخفاؤها تروي تفاصيل عمليات النهب والمجازر التي كان يتعرض لها الفلسطينيون والطرد القسري وهدم القرى على أيدي المليشيات الإسرائيلية، استنادا لما أفاد به جنرالات وجنود إسرائيليون شاركوا في حرب 1948.
مجزرة قرية الصفصاف
في هذا السياق، أشار المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس، في كتابه الذي يحمل عنوان “ميلاد مشكلة اللاجئين الفلسطينيين 1947-1949″، إلى إحدى هذه الوثائق، مستشهدا بتفاصيل مجزرة حدثت في قرية الصفصاف الفلسطينية في الجليل، بناء على ملاحظات كتبها رئيس الأركان السابق في الهاغانا عام 1948.
ووفقا لما نشره موريس، جاء في هذه الملاحظات أنه “في الصفصاف، جرى تقييد حوالي 52 رجلا بحبل، وتعرضوا للرمي في حفرة وأطلقت النار عليهم وقُتل عشرة منهم. وبعد ذلك، جاءت نساء يطلبن الرحمة، لتسجل ثلاث حالات اغتصاب، من بينهن فتاة في الرابعة عشر من عمرها، وقُتلت أربع أخريات”.
وأوردت هآرتس أن هذه الوثيقة، بالإضافة إلى وثائق أخرى، قد اختفت من الأرشيف الإسرائيلي بعد أن عمل جهاز “مالماب” على مصادرتها.
الجزيرة