أعلنت شركة جنرال إلكتريك الثلاثاء أنها أضافت 125 ميغاواطا لنظام الكهرباء الوطني بالعراق، في وقت تعاني فيه البلاد من نقص حاد بإمدادات الطاقة العادية والثابتة رغم الإنفاق الحكومي المتعاقب على هذا القطاع والذي بلغ حوالي خمسين مليار دولار منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين عام 2003.
وقال المدير التنفيذي بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مدحت المرابي إنه تم مد 125 ميغاواطا في وقت قياسي بلغ ثلاثة أشهر، وشحن المحرك واستبداله وتثبيته بالمصنع الذي يعمل على تقنية ف-9 التي لديها القدرة على إنتاج خمسمئة ميغاواط.
ووقع العراق اتفاقين منفصلين مع جنرال إلكتريك وشركة سيمنز الألمانية لتطوير قطاع الكهرباء بسبب حاجته إلى أكثر من 23000 ميغاواط من الكهرباء لتلبية حاجات سكانه التي تزداد فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وبلوغها إلى خمسين درجة مئوية في بعض المدن.
وزاد إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي في شمال البلاد من إنتاج الكهرباء خلال السنوات القليلة الماضية، وصار الوضع فيه أفضل بكثير مقارنة ببقية مناطق البلاد رغم أنه يفتقر إلى مصدر ثابت للطاقة.
خارطة طريق
وكان العراق قد وقع في أكتوبر/تشرين الأول الماضي اتفاقات خارطة طريق لخمسة أعوام مع جنرال إلكتريك وسيمنس تخطط بموجبها بغداد لضخ نحو 14 مليار دولار لإنشاء خطوط للكهرباء ومحطات جديدة وإجراء أعمال صيانة وإصلاح، ثم شراء معدات تمكنها من تجميع الغاز الطبيعي واستغلاله من حقول النفط العراقية بدلا من حرقه كما يحدث حاليا.
وعندما منح العراق سيمنس عقودا في أبريل/نيسان الماضي، قال رئيس الوزراء عادل عبد المهدي إن الشركة في وضع يؤهلها للفوز بمعظم العقود المستقبلية. لكن مصادر على اتصال بالأطراف الثلاثة قالت إن العراق طلب -تحت ضغوط أميركية- من جنرال إلكتريك وسيمنس الدخول في مناقصات على العقود وإنه ومن المتوقع أن تمنح بغداد عقودا للشركتين.
وقال مسؤول بوزارة الكهرباء وقتها “الضغوط السياسية دفعت حكومة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي إلى تغيير خططها والسماح لجنرال إلكتريك بالانضمام إلى العملية”.
وتابع “كان من الواضح بالنسبة لنا أن واشنطن لم تكن سعيدة بأن تستحوذ سيمنس على هذه الصفقة الضخمة وحدها دون أي فرصة لجنرال إلكتريك، والمحادثات جارية لاتخاذ قرار بشأن العقود المتوسطة والطويلة الأجل التي نتوقع تقسيمها بينهما”.
ضغوط
أكد مسؤول بالخارجية الأميركية في وقت سابق أن بلاده ضغطت على بغداد لصالح جنرال إلكتريك، وقال “استغلال القدرات الابتكارية لشركات أميركية مثل جنرال إلكتريك عنصر أساسي في إستراتيجيتنا لتوسيع الروابط الاقتصادية وزيادة الاستثمارات الأجنبية، ومن ثم المساعدة في إعادة بناء العراق”.
وزوّدت جنرال إلكتريك وسيمنس على مدار عقود العراق بمحطات لتوليد الكهرباء وغيرها من المعدات الكهربائية، وكثير من هذه المنشآت بحاجة إلى إصلاح وتطوير بعد سنوات من الحرب، وهو ما يوفر مجالا كبيرا أمام الشركتين للعمل في البلاد.
ووقّعت جنرال إلكتريك منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي -وفقا لمصادر مطلعة- اتفاقات لتطوير وصيانة وإعادة بناء منشآت لزيادة طاقة توليد الكهرباء بمقدار خمسة آلاف ميغاواط.
الجزيرة