الباحثة شذى خليل*
الأهمية الاقتصادية لقطاع السياحة لا تقل عن اهميتها عن بقية القطاعات، اذ أخذ هذا القطاع المرتبة الاولى في بعض الدول، ومن هذه الدول عربية كتونس ولبنان، وأخرى أجنبية كإسبانيا وفرنسا.
أما في بلاد وادي الرافدين، البلد الذي تعود حضارته الى ما يزيد عن ثمانية آلاف سنة، وتوجد فيه العديد من المواقع الدينية والآثار التاريخية في مختلف مناطقه، من الشمال الى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، إلا ان هذه المواقع مهملة، ولم يجري الاهتمام بها من قبل المخطط الاقتصادي العراقي خلال السنوات الماضية، رغم وجود هيئة للسياحة، إلا انها لم تكن فعالة بما يفي بالغرض المطلوب، وان عدم الاهتمام هذا أفقد البلد المنافع الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن الحصول عليها من الاستثمار في قطاع السياحة.
هذا الإهمال لقطاع السياحة، والذي إن كان عن قصد، فتلك مصيبة، وإن كان عن جهل فالمصيبة أعظم، اسوة ببقية قطاعات الاقتصاد الوطني، ويرجع هذا الامر وبشكل شمولي الى ما عاناه العراق من حروب متعددة ادت الى عسكرة الاقتصاد العراقي، وانفقت الثروة الوطنية الآتية من النفط كمصدر اساسي ورئيس للثروة على هذه الحروب والصناعات العسكرية, وفي النهاية خرج العراق من هذه الحروب بمديونية بلغت (120) مليار دولار، وتعويضات جائرة بمبلغ (350) مليار دولار رهن لأجيال لم تولد بعد, وخرج العراق ايضا باحتلال امريكي وسيطرة وتزايد النفوذ الإيراني على مفاصل الدولة، أغرقه في انفلات أمني وفوضى مريرة.
طاقات وثروات غير مستغلة في العراق:
يمتلك العراق موارد طبيعية هائلة, فهو يقف بالاحتياطي العالمي الخامس بالنفط, وكذلك يمتلك ثروات أخرى كالفوسفات والكبريت والغاز الطبيعي.
النشاط السياحي هو مجموعة من الإجراءات والخطوات التي تقوم بها جهة مسؤولة، او يقوم بها المستثمر بهدف جذب السياح وتنشيط السياحة – وتعرف السياحة بأنها عبارة عن ترحال الناس من أماكن سكناهم الى اماكن اخرى, فإذا كانت هذه الأماكن داخل البلد الذي ينتمون إليه, فهي سياحة داخلية، وإذا كانت خارج بلدهم فهي سياحة خارجية، وفي كلا النوعين من السياحة، هي عملية انتقال من أجل تحقيق أهداف معينة، منها: المتعة والترويح النفسي من ضغوطات العمل والاجواء والظروف الضاغطة على الفرد، الأمر الذي دفعه للسفر والسياحة, رغم ان السياحة تحدد حسب أهدافها وأغراضها, فمثلا لا يسري تعريف السائح على اعضاء الوفود والهيئات الدبلوماسية والعسكريين في دورات تدريبية والحضور الى المؤتمرات, فالسياحة هي السفر بهدف التمتع بالمناظر الطبيعية او الصناعية، والتعرف على طبائع وتقاليد الغير، ويرتبط ذلك بالمقدرة المالية للسائح، وعوامل الجذب السياحي في بلد السياحة، ويترتب على ذلك الانفاق في بلد السياحة من قبل الأفراد السياح, أي ان السائح ينفق مما جلبه معه من أموال من بلده، ولذلك أسهمت السياحة بشكل واضح في تمويل ميزانيات كثير من الدول التي اهتمت بها، ومن الدول التي تعتمد بشكل كبير على السياحة، فرنسا واسبانيا واستراليا ولبنان وسوريا والأردن…الخ, لاسيما وان لدى بعض هذه الدول عوامل جذب سياحي لا تقتصر على الآثار الدينية او الحضارية، بل الطقس أيضاً، إذا ما عرف ان بعض اسباب السفر هي جو الطبيعة بحرارتها في بعض الدول كما في العراق، لذلك يذهب العراقيون الى خارج بلدهم للتمتع بأجواء معتدلة او باردة في البلدان التي يذهبوا اليها لأغراض السياحة، والبعض الآخر لأغراض الاطلاع على المعالم الحضارية والدينية والتراثية والتاريخية، وما اكثرها في العراق، ولكنها تحتاج الى من يتخذ القرار المناسب لجعلها مواقع جذب سياحي.
انواع الخدمات التي تقدم للسائح:
• النقل والمواصلات: يحتاج السائح الى وسائط لنقل أمتعته الى مقر السكن او للتنقل الى المواقع السياحية التي يروم زيارتها، ولذلك فإن الاهتمام بالسياحة يوجب تهيئة مثل هذه الوسائل المطلوبة، وذلك بتأسيس شركات نقل سياحية سواء داخل بلد السياحة او منه الى بلدان اخرى, وهذا يشير الى ان السياحة قطاع يؤدي الى خلق تكامل عمودي وافقي.
• السكن (الإيواء): وتعد هذه الخدمة من الخدمات الأساسية التي لا يستغني عنها السائح لكي يشعر بالاستقرار والأمان، ويأخذ قسطا من الراحة بعد ان انهى يومه في جوله سياحية في مختلف المواقع السياحية المتوفرة، وعليه يجب الاهتمام بأماكن الايواء.
• الخدمات العامة: من متطلبات الإنسان الأساسية ولاسيما السائح الذي ابتعد عن سكنه او ذويه, خدمات سياحية عامة كخدمات المياه والكهرباء والاتصالات, وكذلك توفير الأمان وأية خدمات أخرى صحية وأمنية.
• الخدمات الإرشادية والسياحية: في مختلف دول العالم تقوم الجهات المسؤولة عن السياحة بتهيئة دليل سياحي توضح فيه بشكل مختصر اسماء المواقع السياحية بمختلف انواعها دينية او آثارية او تاريخية، ومواقعها، ووفقا لهذا الدليل، يطلب السائح الانتقال الى الموقع السياحي الذي يريد، وهذه مسؤولية المسؤولين عن قطاع السياحة ان تتم مرافقته لمرشد او دليل سياحي من الكوادر المؤهلة او المتخصصة بالنشاط السياحي.
مقومات الاستثمار السياحي لدعم واسناد الاستثمار السياحي، يتطلب مناخ استثماري – بيئة استثمارية – ويقصد بذلك مجمل الاوضاع والظروف المكونة للمحيط الذي تتم فيه العملية الاستثمارية وتتأثر بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ومنها:
البيئة السياسية: Political environment
يقصد بالبيئة السياسية وجود نظام سياسي مستقر، وموقف القوى السياسية من المشروعات الاقتصادية, فالبعض منها يعد محددا، لاسيما إذا كانت تدخلاتها واسعة وليس لها حدود.
الاستقرار الأمني: Security static
يحتاج المستثمر الى بيئة آمنة ذات استقرار أمني واضح، وبعكسه فإن عدم الاستقرار الأمني يعد عامل دفع لهروب رأس المال الى خارج الوطن، والبحث عن بيئة مستقرة، كما يحصل الآن في العراق، إذ دفع عدم الاستقرار الأمني في العراق الى هروب رؤوس الأموال والاستثمار الى بعض الدول العربية المجاورة.
الأسواق المالية: (Financial Markets)
الأسواق المالية هي المواقع التي يتم التعامل فيها بالأوراق المالية، سواء كانت هذه الاوراق أسهم او سندات او اوراق تجارية تصدرها كبرى الشركات الصناعية، وهي على عدة أنواع منها أولية يتم التعامل فيها بالأوراق الصادرة لأول مرة، وثانوية يتم التعامل فيها بالأوراق المالية التي صدرت في الماضي ولازالت قائمة, وتحتاج الاسواق المالية التي تكون مناسبة للاستثمار العربي او الأجنبي، ان تتوفر لها كل مقومات السوق المالية لتسهل للمستثمر تحقيق غاياته ومتطلباته.
البيئة الضريبة المناسبة: Relevant Tax environment
بالنظر لما تشكله التشريعات الضريبية من محددات أمام اتساع وانتشار الاستثمارات الضريبية، قد تشكل نسبة مرتفعة يتم حسمها من التدفقات النقدية المتوقعة من المشروعات الاقتصادية المقترحة, لذا فإن البيئة الضريبية المناسبة, هي إما تشجيع هذه الاستثمارات بإعفاءات ضريبية محددة بزمن معين، او تقليل نسبة الضريبة التي تستوفي من أصحاب الاستثمارات، وتشجيعا للتنمية الصناعية في العراق، صدر اعفاء ضريبي لمدة عشر سنوات للمشروعات الصناعية واعتبارا من 1/1/1989.
البيئة الاقتصادية: (Economics environment)
البيئة الاقتصادية هي وجود اقتصاد مستقر لا توجد فيه مشكلات اقتصادية، كانخفاض الانتاج وارتفاع التكاليف وزيادة الطلب، دون وجود انتاج مقابل، وجود مثل هذه المشكلات يخلق امام المستثمر بيئة غير آمنة اقتصاديا.
وجود مدخرات: (Saving)
المدخرات هي ما يفيض عن حاجة المستهلك، او هي تنازله عن استهلاك آني آملا في الحصول على عائد جيد عن استثمار مدخراته في المستقبل، ويحتاج ذلك الى دعم وإسناد من السياسة المالية للدولة بشكل عام.
تشريعات Laws:
تشريعات قانونية ومالية تساهم في تسهيل مهمة المستثمر كالسماح بالاستيراد لتلبية احتياجات ومتطلبات المشروع الاستثماري المقترح، او تصدير ما ينتج الى الأسواق التي يراها المستثمر، وأية تسهيلات مالية ومصرفية .
وسأعرض بعض المواقع السياحية الاثارية في العراق:
أربيل: لقلعة أربيل التي يبلغ عمرها 7000 عام تاريخ حافل، تعد القلعة الضخمة في وسط المدينة أبرز المعالم السياحية، ومن الأماكن السياحية الأخرى في محافظة أربيل: متحف أربيل، ومركز النسيج الكردي الذي يعد وسيلة رائعة للتعرف على تاريخ وثقافة هذا الجزء المذهل من العالم.
مبنيur يشتهر Ur بقصصه حول الفيضانات الملحمية، والملوك البابليين، وهو معروف أيضًا بأحد أجمل الآثار القديمة في المنطقة، يقع Ur في صحراء جنوبي العراق، وهو مبنى طويل ذو جدران عالية، وسلالم شديدة الانحدار، كان من الممكن استخدامها في الأيام القديمة لعبادة آلهة القمر الأكادية, وهو واحد من أكثر المعالم السياحية الغريبة، والأكثر غموضًا في العراق.
بغداد: يوجد بها العديد من البازارات النحاسية، والكنوز الآشورية في المتحف الوطني، ومعالم مثل الجندي المجهول وغيرها .
البصرة من أكثر الوجهات الرائعة في البلد بأكمله، فالمنطقة مغطاة بغابات النخيل، وتقع المدينة على نهر شط العرب الذي يصطف على جانبيه كورنيش البصرة المشمس، حيث يمكنك المشي والاستمتاع بنسيم المساء الرائع، ويوجد بها أشهر مزارات أئمة الإسلام.
دور كوريكالزو، يعود تاريخ الآثار القديمة المهجورة إلى 3500 عام، وكان هذا الجزء من العراق هو قلب مهد الحضارة في جنوبي بلاد ما بين النهرين، على مقربة من نهري الفرات ودجلة، كان هذا هو منزل ملوك الكاسيين القدامى الذين بنوا الزقورة في القرن الرابع عشر، إذ لا يزال من الممكن العثور على هذه الأثار على شكل أعمال حجرية مدهشة، وجدران من الطوب ترتفع إلى أبراج عالية فوق الصحراء، التي كانت تستخدم كعلامة لقوافل الجمال في طريقها إلى بغداد.
بابل، يستحضر اسم بابل صور الإمبراطوريات القديمة، والحدائق المعلقة، والمعارك الملحمية بين ملوك الاسكندر الأكبر والفارسي، كما يمكنك مشاهدة بعض القلاع المهيبة هنا، وكذلك بقايا جزيرة هوميرا الواسعة، فعندما تستكشف بابل، تعرف بأنك تسير على خطى الأباطرة العظماء في هذا الجزء من العالم، ويمكنك أن تتعجب من القطع الأثرية مثل تماثيل الأسد المهدمة بشكل رائع، وتخيل كيف كانت حدائق بابل المعلقة ذات يوم.
الموصل، هذه المدينة التي لديها أكثر من 2000 عام من التاريخ الثري ستكون مرة أخرى مكانًا يمكن للناس زيارته، فهناك بعض المعالم السياحية المذهلة التي يمكن رؤيتها هنا، بما في ذلك الآثار المتهالكة للمسجد الأموي الذي يعود تاريخه إلى عام 640 م، بالإضافة إلى الأعمال الرخامية ذات اللون الأزرق الكوبالت ليحيى عبد القاسم مشهد.
دهوك، تقع دهوك الكردية في وادي صغي في شمالي العراق، وهي على بعد رحلة قصيرة بالحافلة من الحدود التركية، هذا يعني أن هذا هو واحد من أسهل الأماكن للزيارة في العراق، وربما لهذا السبب فإنه يتمتع أيضًا بسمعة طيبة لكونه أحد الأماكن الأكثر ترحيباً، وتحتوي المدينة على العديد من المقاهي كما توجد جامعة دهوك وهناك أجواء مدينة جامعية بها، وتوجد شلالات هزلية في الجوار، وكذلك الأسواق الكردية الملونة، حيث يمكنك شراء المنتجات المحلية مثل التوابل وغيرها .
كركوك، تقع كركوك بين كردستان العراق، وبقية البلاد، وتشتهر أيضًا بإمداداتها النفطية الغنية، وتشمل هذه الحقول حقول النفط الشاسعة المشتعلة في بابا جرجور، فضلاً عن القلاع القديمة التي تتهاوى الآن بسبب الإهمال، وندوب المعارك الطويلة.
زاخو، هي مدينة حدودية تقع بالقرب من تركيا، ولهذا السبب يوجد بها مجموعة من المطاعم، والفنادق الجيدة، وهي واحدة من أكثر الأماكن التي يمكن الوصول إليها في العراق، ويذكر أنها المكان الأصلي الذي استقر فيه المبشرون المسيحيون أولاً في البلاد، وتشمل بعض المعالم البارزة كجسر ديلال الجميل الذي يمتد فوق خابور الصغير، بالإضافة إلى الآثار المؤرقة لقلعة زاخو.
بحيرة الرزازة، وتقع على بعد 15 كم غربي مدينة كربلاء، وتزود البحيرة بالمياه من بحيرة الحبانية عن طريق جدول المجرة الذي يربط بحيرة الرزازة ببحيرة الحبانية ويبلغ طوله (8) كم، وتصل مساحة البحيرة تبعا لاختلاف مناسيب المياه بين (1500- 1810)كم2، اما الجزء الواقع ضمن حدود محافظة كربلاء (844) كم2 إلا ان هذه المساحة كما اشير تزداد او تنخفض حسب مناسيب المياه، وهي حاليا تراجعت بمقدار (400)م عن الجرف او الساحل، وهذا يؤثر في انخفاض مساحة البحيرة، وكانت تعرف بمنخفض هور ابي دبس، وهو منخفض قديم التكوين، وكانت منطقة سياحية يقصدها السياح لأغراض السياحة وصيد الاسماك، ولكن في السنوات الاخيرة أصبحت تعاني من النقص في المياه افقدها جاذبيتها الاولى.
حصن الاخيضر، ويقع جنوب غربي بغداد بنحو (152)كم، والى الجنوب الغربي من مدينة كربلاء على بعد (50)كم على الطريق الذي يربط كربلاء بعين التمر، وهو حصن فيه نوع من فخامة في البناء وروعة في التصميم والهندسة والزخرفة، ويعد من المباني الشاخصة التي تستهوي السياح, وكان قد شيد في العصر العباسي الأول، في زمن الوالي على الكوفة (عيسى بن موسى) خلال خلافة عمه جعفر المنصور في القرن الثامن الميلادي، وتنتشر ضمن منطقة حصن الاخيضر عيون طبيعية تقع ضمن الحدود الادارية لقضاء عين التمر، ولهذا الحصن اهمية تاريخية، وتلتقي فيه طرق القوافل التجارية التي تربط جنوبي العراق بأعالي الفرات، ويصل بين حلب والبصرة (مخير وامين , 1988)، ويتألف القصر من قصر كبير مبني ملاصقا للسور من الجهة الشمالية، وهو مستطيل ابعاده (122×82)م، روعي في تصميمه التحصين الكافي ضد اعتداءات العدو، ويضم القصر (165) غرفة، وبهو كبير، ومسجد، وأقسام للحرس, وبرزت في حصن او قصر الاخيضر فنون واساليب الريادة الساسانية والبيزنطية واساليب اخرى لم تكن معروفة قبل الاسلام. (جمال وحسن , 2002).
قلعة الهندية، تقع هذه القلعة شرقي مدينة كربلاء على مسافة 4 كم، شيدت سنة 1296هـ، والقلعة بناية ضخمة تحتوي على (25) دارا.
كهوف الطار، تقع كهوف الطار الاثرية فوق تل صخري في منتصف الطريق الى الاخيضر على بعد (30)كم جنوب غربي كربلاء و (15)كم شمال شرقي قصر الاخيضر، وعدد هذه الكهوف (400) كهف، وقد كشفت احدى بعثات التنقيب اكثر من (2000) قطعة يعود تاريخها الى العصور الاسلامية القديمة، وهي منسوجة بخيوط ملونة مصنوعة من الوبر وشعر الماعز, وبعض القطع مطرزة بوجوه نسائية وبزخارف شبيهة بشغل اليد السائد في المدينة، وقد أجريت عليها صيانه في اليابان وأعيدت الى العراق في صناديق زجاجية او معبأة بالنتروجين.
موقع الاقيصر، يقع هذا الموقع شمال غربي حصن الاخيضر بمسافة (10)كم، وبحدود كيلومتر واحد عن المنطقة السياحية في بحيرة الحبانية, وهي عبارة عن تلال أثرية ومقابر مسيحيـة قديـمة، وجراء التنقيب في السبعينيات تم العثور على كنيسة شرقية تعود الى القرن الاول الميلادي.
قصر شمعون، يقع هذا القصر في قضاء عين التمر، ومشيد على تله ترابية سكنية ريفية تعود للفلاحين ضمن ضواحي عين التمر في الطريق الذي يربط عين التمر ببحيرة الرزازة، وقد شيد من الحجر والطابوق والجص، ويتكون من أطلال مبان سقوفها مقباة، ويحيط بها سور خارجي مدعم بأبراج, ولم يكن القصر الوحيد، وانما هناك قصور مثل قصور آل حدران، وقصر الهوى، وقصر العين (جمال وحسن ,2002).
مرافق آثارية اخرى، من المرافق الاثارية الاخرى، خان النخيلة، او خان الربع على بعد 18كم على طريق كربلاء- نجف، وهناك العين الكبرى وعين الحمره وعين مرزا وعين السبب وام الكواني وعين الضباط، وهي عيون طبيعية كبريتية في قضاء عين التمر، تتدفق منها المياه خلال ايام السنة.
نصل الى نتيجة مهمة، في العراق عدم إيلاء السياحة الاهتمام المطلوب، رغم وجود مقومات السياحة، وانخفاض مساهمة قطاع السياحة في الدخل الوطني نتيجة عدم الاهتمام بالسياحة، اضافة الى الظروف التي مر بها العراق خلال الفترات السابقة.
ولم تكن لهيئة السياحة العامة او فروعها في المحافظات أية فاعلية، إذ لم تبرز نشاطها كما يجب ويتضح ذلك من خلال عدم معرفة الهيئة بأعداد الداخلين الى البلاد، ونوع مهماتهم التي جاءوا من اجلها، والفرص الاستثمارية، جميعها وغيرها من الأسباب، لم تتح الفرصة للاستثمار العربي والاجنبي للاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة في العراق، فضعف المناخ الاستثماري المناسب سواء على مستوى هيئة سياحة عراقية او للعرب والأجانب للقدوم واتخاذ قرار بالاستثمار السياحي.
وفي ضوء ما تم عرضه على الحكومة العراقية والبرلمان وكل المعنيين ان يعملوا من اجل مصلحة العراق أولا وأخيرا للنهوض به، وكفى مهزلة وعبث بثروات البلد، كي نقضي على الفقر والبطالة والعوز والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، فنبدأ بالسياسة والاتفاق السياسي من اجل مصلحة العراق، بتفعيل هيئات السياحة في المحافظات، وإسناد مسؤولياتها الى موظفين متخصصين في السياحة، وتفعيل نشاطاتها واعادة هيكلة هذه الادارات، وخلق مناخ استثماري ملائم ومناسب يبرز في مقدمة ذلك الاستقرار الامني، ويرتبط ذلك بالأمن والاستقرار العام في العراق، ونأمل ان يتحقق ذلك بعد تشكيل الحكومة الوطنية، وتشغيل العاطلين عن العمل من المتخصصين والمؤهلين في الاختصاصات السياحية، فضلاً عن اصدار تشريعات قانونية مشجعة ومحفزة للاستثمار العربي والاجنبي، مع عدم التفريط بسيادة البلد واستقلاله وثرواته، وفق شروط تحفظ للعراق سيادته وادارته على المشروعات الاستثمارية.
وحدة الدراسات الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية