الباحثة شذا خليل*
يشير ارتفاع حجم التجارة بين العراق وإيران ليصل إلى نحو 12 مليار دولار في عام 2023، مع خطط لزيادته إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2026، إلى تعمّق العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتطور الديناميكيات الإقليمية.
الأهمية الاقتصادية:
تحسّن التجارة الثنائية:
بلغت واردات إيران من العراق حوالي 754 مليون دولار، وهي قفزة كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة (التي غالبًا لم تتجاوز 100 مليون دولار). هذا النمو يساعد إيران على تنويع شركائها التجاريين والحصول على السلع التي تحتاجها.
أهداف نمو التجارة:
يهدف البلدان إلى زيادة التجارة بنسبة 20% سنويًا، مما قد يعزز فرص العمل والاستثمار والاستقرار الاقتصادي، لا سيما بالنسبة لإيران التي تعاني من العقوبات، والعراق الذي يسعى لإعادة بناء اقتصاده.
تشبّع السوق العراقية:
تعتبر إيران أن العراق هو ثاني أكبر شريك تجاري لها، لكنها تُشير إلى أن السوق العراقية تقترب من التشبّع، مما يعني أن تحقيق قفزات كبيرة في الصادرات قد يصبح صعبًا ما لم تُفتح مجالات جديدة للتبادل التجاري.
دور البنوك العراقية:
ساهم بنك التجارة العراقي (TBI) في تمويل بعض الواردات مثل الأعلاف، مما يدل على توسع التعاون المالي أيضًا بين البلدين.
الدلالات السياسية:
تحالف استراتيجي:
تُظهر العلاقات التجارية المتزايدة أن العراق وإيران يعززان تحالفهما السياسي، خاصة في ظل سعي إيران لمواجهة العقوبات الغربية والحفاظ على نفوذها في المنطقة.
تعزيز النفوذ الإقليمي:
يمكن لإيران استخدام التجارة كأداة لتعزيز قوتها الناعمة داخل العراق، من خلال بناء تبعية اقتصادية وتوسيع المشاريع المشتركة.
موازنة الضغوط الدولية:
قد يسعى العراق إلى موازنة علاقاته بين إيران والدول الغربية، باستخدام التجارة كأداة دبلوماسية، دون الانجراف الكامل إلى النفوذ الإيراني.
ختاما
إن نمو التجارة بين العراق وإيران مفيد اقتصاديًا وذو بعد استراتيجي سياسي. فهو يعزز نفوذ إيران الإقليمي ويزود العراق بالسلع والاستثمارات التي يحتاجها. ومع ذلك، فإن النمو المستقبلي قد يواجه تحديات ما لم يتم تنويع المنتجات وإدارة الضغوط السياسية الخارجية بحكمة.
وحدة الدراسات الاقتصادية / مكتب شمال امريكا
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية