قال وزير الخارجية البريطاني جيرمي هانت اليوم إن بلاده تسعى لتشكيل قوة أمنية بحرية بقيادة أوروبية لضمان الملاحة الآمنة في مضيق هرمز، بعد أن احتجزت إيران سفينة ترفع علم بريطانيا، ووصف الوزير الاحتجاز بأنه “قرصنة دولة”.
وأضاف وزير الخارجية البريطاني -في كلمة أمام أعضاء برلمان بلاده- أن لندن ستطلب من كل السفن التي ترفع علم بريطانيا إخطار السلطات البريطانية بنيتها عبور مضيق هرمز، مشيرا إلى أن بلاده ستنسق أي جهود أوروبية لتأمين حرية الملاحة الدولية في المضيق مع أميركا.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو صرح اليوم في مقابلة تلفزيونية بأنه يتعين على بريطانيا تحمل مسؤولية حماية سفنها بنفسها.
وشدد الوزير البريطاني على أنه “بموجب القانون الدولي، لم يكن يحق لإيران تعطيل مسار السفينة، ناهيك عن الصعود إلى ظهرها؛ ومن ثم فهذه قرصنة دولة”. وذلك في إشارة إلى احتجاز الحرس الثوري الإيراني الجمعة الماضي ناقلة النفط “ستينا إمبيرو” التي ترفع علم بريطانيا.
وحذر هانت من أنه “في حال استمرت طهران في هذا المسلك سيكون الثمن وجودا عسكريا غربيا أكبر على امتداد سواحلها”.
اجتماع أزمة
وكان مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قال إنها ستترأس اليوم اجتماع أزمة لوزراء حكومتها بشأن ناقلة النفط البريطانية التي تحتجزها إيران.
واتفق وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا في اتصال هاتفي على العمل سويا لضمان أمن الملاحة في مضيق هرمز، وخفض التصعيد، كما أدانوا احتجاز إيران الناقلة البريطانية.
في المقابل، صرح المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي بأن بلاده لم تحتجز الناقلة البريطانية ردا على احتجاز بريطانيا الناقلة الإيرانية “غريس وان” في جبل طارق، وأن احتجاز الناقلة كان إجراء قانونيا ضروريا لضمان الأمن الإقليمي.
وأضاف ربيعي -في مؤتمر صحفي في طهران- أن الناقلة البريطانية احتُجزت في المياه الإيرانية، مؤكدا أن بلاده لن تتسامح بخصوص ضمان أمن الملاحة في هرمز.
وقال وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي إن إيقاف بلاده ناقلة بريطانية في المياه الخليجية يُظهر أن إيران قادرة على الرد على أي تهديد، ووصف حاتمي احتجاز بريطانيا الناقلة الإيرانية في جبل طارق بأنه إجراء خاطئ.
وأضاف وزير الدفاع الإيراني أن القوة الصاروخية لبلاده شهدت تطورا ملحوظا، قائلا إن الهدف من امتلاكها هو الدفاع عن الأراضي الإيرانية، حسب تعبيره.
وضع الطاقم
وفي سياق متصل، قالت السفارة الإيرانية في الهند اليوم إن جميع أفراد طاقم الناقلة -بمن في ذلك الهنود- بصحة جيدة، وما زالوا على متنها.
وجاء اعتراض السلطات الإيرانية للناقلة البريطانية بعد ساعات من إعلان المحكمة العليا في جبل طارق التابعة للتاج البريطاني تمديد احتجاز ناقلة “غريس 1” ثلاثين يوما.
وتشتبه السلطات في جبل طارق بأن الناقلة الإيرانية كانت تنقل نفطا إلى سوريا في خرق للعقوبات الأوروبية ضد دمشق، وهو ما تنفيه طهران.
يشار إلى أن هذه التوترات تأتي في سياق تصاعد التوتر بين أميركا وإيران على خلفية تشديد واشنطن عقوباتها على طهران عقب انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني، في ظل مساعي الاتحاد الأوروبي لإنقاذ الاتفاق من خلال آليات تتيح استمرار المبادلات مع إيران، بغض النظر عن العقوبات الأميركية.
الجزيرة