“داعش” وأمن الخليج: من تهديد محتمل إلى خطر داهم

“داعش” وأمن الخليج: من تهديد محتمل إلى خطر داهم

325416ملخص
أصبحت البيئة الأمنية الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط تنطوي على تطورات جيوستراتيجية بالغة الخطورة على أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتها التوسع الجغرافي لتنظيم “داعش” في الجوار المباشر لدول الخليج لاسيما في العراق وسوريا، ومسّ دوائر أمنها الإقليمي والعربي كما هي الحال في مصر، بل والأكثر خطورة تبني هذا التنظيم المتطرف لعمليات إرهابية في بعض الدول الخليجية، كتفجيرات المساجد التي شهدها كل من السعودية والكويت مؤخرًا. وبالتالي، فقد حولت هذه التطورات الدراماتيكية المتسارعة  “داعش” من مجرد تهديد محتمل لأمن الخليج ليصبح خطرًا حقيقيًا وواقعيًا.

وتتبدى أكثر مخاطر “داعش” في تهديده لهوية الدولة الوطنية في الخليج، عبر تبنِّيه “أيديولوجية مذهبية” قوامها العمل على بثِّ الفتنة الطائفية وفكِّ عُرى الوحدة الوطنية، إضافة إلى اعتماده آليات عابرة للحدود، وتسخيره التكنولوجيا المتطورة للتجنيد في صفوفه.

ويخلص الباحث إلى أنه يجدر بدول الخليج تبني استراتيجيات وطنية وإقليمية متوازنة ذات أبعاد أمنية وسياسية ومجتمعية وثقافية لمواجهة “داعش”، ترتكز إلى الحيطة واليقظة الأمنية الدائمة، وتحصين الجبهة الداخلية، وتعزيز الوحدة الوطنية، وزيادة تماسك النسيج المجتمعي الداخلي.

مقدمة

برزت مخاوف خليجية -مبررة ومشروعة- بشأن المخاطر التي بات يشكِّلها تنظيم “داعش” على أمن منطقة الخليج عمومًا، وأمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص.

وتزايدت هذه المخاوف في الآونة الأخيرة؛ في ضوء التمدد المفاجئ والسريع لـ”داعش” في مناطق جغرافية جديدة في كل من العراق وسوريا، وتبني التنظيم لتفجيرات إرهابية راح ضحيتها عشرات المدنيين وأصيب جرَّاءها المئات في كل من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت.

في ضوء هذه التطورات الدراماتيكية المتسارعة، يجتهد هذا التقرير في تسليط بعض الضوء على المخاطر التي أصبحت تتهدد أمن دول الخليج من قبل تنظيم “داعش” المتطرف، واستجلاء المعطيات والعوامل التي حولت هذا التنظيم من كونه يمثِّل تهديدًا محتملًا للأمن في الخليج، ليصبح خطرًا داهمًا على هذا الأمن، وصولًا إلى تبيان ملامح الاستراتيجيات الخليجية الضرورية للتصدي لهذا الخطر المحدق خلال الفترة المقبلة.

الوضع الجيوستراتيجي الراهن لـ”داعش” وتأثيراته على أمن الخليج

أصبحت البيئة الأمنية الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط تنطوي على تطورات جيوستراتيجية بالغة الخطورة على أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي.

ويأتي في مقدمة هذه المخاطر تحول تنظيم “داعش” من تهديد محتمل إلى خطر داهم لأمن الخليج؛ حيث بلغ التنظيم المتطرف مداه في التوسع الجغرافي في الجوار المباشر والقريب لدول الخليج، في العراق وسوريا، وصولًا إلى تهديده لأمن دول عربية محورية من منظور الأمن الخليجي والعربي، وفي مقدمة هذه الدول: مصر.

فخلال أسابيع معدودة من منتصف شهر مايو/أيار 2015 وحتى أواخر شهر يونيو/حزيران 2015، تمدد تنظيم “داعش” جغرافيًّا في الشرق الأوسط، من العراق وسوريا في آسيا إلى ليبيا في شمال إفريقيا كما أعلن عن نفسه في باكستان مقتربًا من قلب القارة الآسيوية.

فمن جهة أولى، حقَّق تنظيم “داعش” توسعًا جغرافيًّا نوعيًّا جديدًا خلال الأسابيع الأخيرة، بسيطرته في وقت متزامن على مدينة الرمادي عاصمة الأنبار كبرى محافظات العراق، ومدينة تدمر ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لمستقبل توازن القوى في سوريا.

ومن جهة ثانية، تمدد التنظيم المتطرف “داعش” في منطقة شمال إفريقيا، واقترب من منطقة الهلال النفطي في ليبيا بعد إحكام قبضته على مدينة سرت، وبما يجعله على أبواب حدود مصر الغربية.

وفي وقت لاحق، مطلع يوليو/تموز 2015، نفَّذ التنظيم المتطرف سلسلة هجمات متزامنة على أكثر من 15 موقعًا عسكريًّا في شبه جزيرة سيناء، في سابقة هي الأولى من نوعها.

كما أعلن تنظيم “داعش” عن وصوله إلى دول مجلس التعاون الخليجي، عبر تبنِّيه تفجيرين إرهابيين في المملكة العربية السعودية في جُمعتين داميتين متتاليتين في 22 و25 مايو/أيار 2015، وكذلك تنفيذه تفجيرًا إرهابيًّا ثالثًا في جمعة دامية أخرى في دولة الكويت في 26 من يونيو/حزيران 2015.

أسباب تهديد تنظيم “داعش”  للأمن الخليجي

مع إعلان “داعش” مسؤوليته عن التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا مسجدين للشيعة في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، وتبنِّيه تفجيرًا إرهابيًّا آخر على مسجد للشيعة أيضًا في منطقة الصوابر بالكويت، يكون التنظيم قد استطاع تعدي الحدود والولوج إلى الداخل الخليجي بعد أن كان يقف عند الباب محاولًا طرقه حتى وقت قريب.

وأخذًا بعين الاعتبار التمدد الجغرافي لداعش في العراق وسوريا، يمكن القول: إن هذا التنظيم المتطرف أصبح يمثل خطرًا داهمًا على أمن دول مجلس التعاون الخليجي، على المستويين الجماعي والوطني معًا، وذلك على النحو التالي:

  • بعد سيطرته على مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار، بات “داعش” مصدر تهديد مباشر للأمن الوطني لثلاث دول جوار تتشارك حدودًا طويلة مع العراق، هي: السعودية، والأردن، والكويت.
  • ترجيح مزيد من التغلغل العسكري الإيراني في العراق، وبموافقة أميركية علنية وصريحة، خاصة مع الانهيار الكبير للجيش العراقي في الرمادي على نحو ما حدث في الموصل في صيف 2014؛ فقد أشارت معلومات استخياراتية كردية إلى انهيار 6 آلاف عنصر من القوات العراقية أمام 150 مقاتلًا من تنظيم “داعش” في الرمادي(1).
    وقد أبدى مسؤولون أميركيون دعمهم لمشاركة طهران -من خلال ميليشيا “الحشد الشعبي”-  في مواجهة تنظيم “داعش”، طالما أن ذلك يتم تحت إشراف حكومة بغداد المركزية؛ الأمر الذي يعني إقرارًا أميركيًّا بأهمية الدور الإيراني والحاجة إليه لاستعادة الأنبار، أكبر محافظات العراق ذات الأكثرية السنِّية.
  • تجاوُز مخاطر “داعش” الطابع الأمني البحت، وتحوله إلى مصدر تهديد لهوية الدولة الوطنية في البلدان التي يصل إليها، بما فيها دول الخليج.

إذ إنه من الملاحَظ أن “داعش” -وخلافًا لتنظيم “القاعدة”- يرتكز إلى “أيديولوجية مذهبية” قوامها اللعب على وتر الانقسام وبثُّ الفتنة الطائفية؛ فالتنظيم أكَّد أن هدف أعمال العنف التي قام بها -حتى الآن- في بعض دول الخليج يتمثل في استهداف الشيعة في شبه جزيرة العرب. وقد بدا ذلك جليًّا من استهداف تفجيراته الإرهابية مساجد لأبناء المذهب الشيعي في كل من السعودية والكويت.

وفي الوقت ذاته، ومن باب التمويه الاستراتيجي يعلن التنظيم بين الحين والآخر عن نيته استهداف مواقع حيوية مثل السفارات الأجنبية، وهذا يعزز ما أعلنت عنه الأجهزة الأمنية السعودية في مايو/أيار 2015 عن إحباط مخطط لتفجير انتحاري ضد السفارة الأميركية في الرياض(2).

ولا شك أن هذه الأيديولوجية، في حال نجاحها، تنذر بشق الصف الوطني والإضرار باللحمة المجتمعية، ومن ثم تهديد هوية الدولة الوطنية في دول الخليج التي يُعتبر المكون الشيعي أحد أطياف مكونات النسيج المجتمعي فيها.

وقد عكست ردود أفعال الجهات الرسمية والشعبية إزاء التفجيرات التي تبناها تنظيم “داعش” في السعودية والكويت، درجة عالية من الوعي السياسي والمجتمعي بمخاطر هذا التنظيم على الوحدة الوطنية في المجتمعات الخليجية؛ حيث صرَّح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي، الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح، بأن بلاده في “حالة حرب” مع التنظيمات المتطرفة أمثال “داعش”(3). كما اعتبر كُتَّاب رأي كويتيون أن ما تعرضت له بلادهم من تفجير إرهابي على يد “داعش” يشبه إعلان الحرب على الدولة والمجتمع(4).

ومن منظور استراتيجي أوسع، يتعاظم تهديد تنظيم “داعش” لأمن واستقرار دول الخليج خصوصًا والدول العربية عمومًا، إذا أخذنا بعين الاعتبار تقاطع أيديولوجية التنظيم المذهبية مع ما يشير إليه العديد من التقارير والدراسات الغربية، وتؤكده الشواهد العملية على الأرض، من وجود مخططات لتفتيت المنطقة على أسس طائفية ومذهبية وإثنية. وتبدو من الأهمية بمكان في هذا السياق، الإشارة إلى مخطط تنظيم”داعش”، الذي يرمي إلى تقسيم السعودية إلى 5 “ولايات”(5).

إن اعتماد هذا التنظيم المتطرف “داعش” في تنفيذه لمخططاته وعملياته على “آليات عابرة للحدود” يزيد من صعوبة تعقب تحركات عناصره وتوقيفها قبل وقوع الكارثة، وذلك انسجامًا مع نظرته لكيانه باعتباره “دولة” وليس مجرد تنظيم أو جماعة تعتنق فكرًا متطرفًا.

ففي بداية شهر يونيو/حزيران 2015، أعلنت الأجهزة الأمنية في مملكة البحرين عن إحباط مخطط لتهريب كميات كبيرة من المواد شديدة الأنفجار والأسلحة، عبر أراضيها، لتنفيذ أعمال إرهابية في السعودية.

كما كشفت التحقيقات في تفجير مسجد الإمام الصادق في الكويت عن أن منفذ التفجير، قد وصل إلى مطار الكويت الدولي صباح يوم تنفيذه العملية قادمًا من البحرين، التي وصلها كمحطة ترانزيت بعد خروجه من الأراضي السعودية، وذلك إمعانًا في التمويه ومحاولة تضليل أجهزة الأمن؛ كما كشفت التحقيقات عن أنه تم نقل المواد المستخدمة في التفجير إلى داخل الكويت، قبل تنفيذ العملية بثلاثة أيام، عبر دولة مجاورة(6).

لقد أسهم التوسع النوعي لتنظيم “داعش” في سوريا عقب سيطرته على مدينة تدمر وآبار الغاز القريبة منها، في اتساع نطاق المساحة الواقعة تحت سيطرة التنظيم إلى ما يعادل نصف مساحة البلاد تقريبًا؛ حيث أصبح ميزان القوى يميل لصالح التنظيم المتطرف على حساب الفصائل السورية المعارضة وكذلك قوات النظام السوري؛ ما يؤدي إلى تزايد احتمال وقوع اشتباكات ومواجهات بين مختلف هذه الأطراف. ومن شأن ذلك إطالة أمد الأزمة السورية وعدم حسمها، وهو ما لا يصب في صالح الأمن الخليجي الجماعي؛ إذ تسعى دول مجلس التعاون لإيجاد حلول لهذه الأزمة، بحيث تستعيد سوريا عافيتها، سياسيًّا وعسكريًّا، باعتبارها أحد مرتكزات الأمن الخليجي والعربي.

“داعش” ومستقبل الأمن في الخليج

ثمة سيناريوهان رئيسان بشأن مستقبل تنظيم “داعش” مطروحان للنقاش في دوائر البحث وكذلك في الأوساط السياسية والاستراتيجية الغربية على وجه التحديد.

السيناريو الأول: الانهيار بسبب التفكك الذاتي أو الهزيمة العسكرية
يقوم هذا السيناريو على فرضية مفادها أن “داعش” لا يملك الأسباب الذاتية للاستمرار والبقاء، وأنه على العكس ينطوي على عوامل التفكك والاندثار. ووفقًا لهذا السيناريو، يُتوقع زوال تنظيم “داعش” خلال فترة ليست بالطويلة.

ويُرجع أنصار هذا السيناريو أسباب الانهيار المتوقع لتنظيم “داعش” إلى عدة اعتبارات، أهمها: افتقاره لأيديولوجية فكرية متماسكة، وعدم قدرته على بناء وتكريس تواجد سياسي واجتماعي في مناطق تواجده الحالية، واستغلاله للأزمات الأمنية، والسياسية، والاقتصادية، والمذهبية، في الانتشار والتوسع، إضافة إلى اتساع الجبهة الدولية والإقليمية المناوئة له لتضم قوى دولية كبرى، مثل: روسيا والصين إلى جانب الولايات المتحدة، إضافة إلى قوى إقليمية مؤثرة في الشرق الأوسط، ومنها: تركيا، التي دعت حلف شمال الأطلسي “الناتو” إلى اتخاذ موقف حازم لوقف الخطر المتزايد لهذا التنظيم، وهو ما فُهم على أنه دعوة تركية للحلف للتدخل عسكريًّا ضد “داعش”(7).

السيناريو الثاني: الضعف دون التفكك
يقوم هذا السيناريو على افتراض أساسي مفاده استبعاد انهيار “داعش” أو تفككه، ويطرح بدلًا من ذلك احتمال ضعف التنظيم بمرور الوقت كما حدث مع “القاعدة”.

ويرى أصحاب هذا السيناريو أن “داعش” مؤسَّس بطريقة لا يحتاج معها للاعتماد على عدد قليل من القادة، ويشبه فريقًا منظمًّا كعائلة عصابات “المافيا”، مكوَّنًا من العديد من القادة والمقاتلين؛ حيث أصبح شيئًا واضحًا أن القضاء على كبار قادة “داعش”، لن يفكِّك التنظيم أو يؤثر عليه بشكل كبير، كما حدث بعد مقتل “أبو مصعب الزرقاوي” على سبيل المثال.

وبغضِّ النظر عن السيناريو الفعلي الذي سيؤول إليه مستقبل “داعش”، فإن الأمر المؤكد أنه سيظل يشكِّل خطرًا حقيقيًّا على أمن دول  مجلس التعاون -فرادى ومجتمعة- إلى أن يتم القضاء عليه.

وتتبدى المخاطر المستقبلية التي قد تواجهها دول الخليج في هذا الصدد، في:

  • مخاطر تجنيد “داعش” المتزايد للشباب الخليجي مستخدمًا وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت. ومن أخطر المؤشرات في هذا الشأن، أنه من بين 93 شخصًا اعتقلتهم أجهزة الأمن السعودية ؛ لتكوينهم خلية إرهابية باسم “جند بلاد الحرمين”، كان بينهم 77 سعوديًا على الاقل(8)، أي ما نسبتة 83%، وهو الأمر الذي يثير مخاوف متزايدة حول مدى قوة “داعش” وحجم تواجده في دول الخليج.
  • احتمال تمكن مقاتلي “داعش” الفارين من مناطق تواجده في مناطق النزاع الحالية، خاصة في العراق وسوريا، من الولوج في الداخل الخليجي، دون كشف هوياتهم، لاسيما مع القدرة الفائقة لدى عناصر هذا التنظيم على التحول من مقاتلين مباشرين إلى خلايا نائمة، والعكس.

الاستراتيجيات الخليجية المقترحة لردع “داعش” والتصدي لمخاطره

في ضوء المخاطر المتنامية التي أصبح يمثلها تنظيم “داعش” على دول المنطقة، بات من المتعين على دول مجلس التعاون الخليجي اتخاذ حزمة من السياسات والتدابير لحماية أمنها واستقرارها الداخلي، ومنها:

  • توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، والتزام اليقظة الأمنية التامة والمستمرة، خاصة مع تهديد “داعش” باستهداف المكون اشيعي في شبه جزيرة العرب.
  • زيادة التنسيق الأمني والاستخباراتي بين دول مجلس التعاون فيما بينها من جهة، وبينها وبين دول الجوار والقوى الكبرى خاصة الولايات المتحدة من جهة أخرى، وذلك فيما يتعلق بالمطلوبين أمنيًّا، والمشتبه في انتمائهم للتنظيمات المتطرفة؛ من أجل إحباط أية محاولات لزعزعة الأمن الداخلي.
  • تعزيز الوحدة الوطنية، واتخاذ إجراءات قانونية رادعة وحازمة ضد أية محاولات، داخلية أو خارجية، لبث روح الطائفية والتحريض المذهبي.
  • تبني خطاب دعوي وإعلامي متوازن، يحذر من المغالاة والتطرف، ويحث في الوقت ذاته على التمسك بوسطية الدين واعتداله وسماحته.
  • الاهتمام بزيادة الوعي الديني لدى الشباب، وتوجيه طاقاتهم إلى أعمال مفيدة لهم ولمجتمعهم؛ منعًا للتغرير بهم من قبل التنظيمات المتطرفة عبر مواقع شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المختلفة؛ وذلك للحيلولة دون ظهور ما يمكن تسميته بظاهرة “المجاهدون العرب الجدد”، من خلال انضمام بعض الشباب الخليجيين والعرب إلى مناطق الصراع في المنطقة، وخاصة في كل من العراق وسوريا.

خاتمة

أصبحت دول مجلس التعاون الخليجي مدعوة أكثر من أي وقت مضى، بفعل التطورات الدراماتيكية في البيئة الإقليمية المضطربة حاليًا، للإبقاء على يقظتها الأمنية بصورة مستمرة، وتحصين جبهتها الداخلية، من خلال تعزيز الوحدة الوطنية، وزيادة تماسك نسيجها المجتمعي؛ وذلك ضمانًا لمواجهة المخاطر المتزايدة التي أصبح يمثلها تنظيم “داعش” المتطرف على أمن واستقرار دول المنطقة، والتي تتسم بوتيرتها المتسارعة العابرة للحدود.

كما يتعين أن تتسلح دول التعاون، على المستويين الرسمي والشعبي، بالثقة بالذات، والإيمان بقدرتها على التصدي الفعَّال لهذا الخطر المتفاقم، دون تهوين أو تهويل.
___________________________________
الهوامش والمصادر
1. خضيري، علي المستشار السابق في القيادة المركزية للجيش الأمريكي، شبكة “سي ان ان” الإخبارية، تاريخ النشر: 25/5/2015، ( تاريخ الدخول: 4/6/2015):
http://arabic.cnn.com/middleeast/2015/05/25/intv-amanpour-ali-khedery-isis-ramadi-takeovercnn
2. وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، 27/5/2015.
3. الصباح، الشيخ محمد الخالد ، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي ، وكالة الأنباء الكويتية الرسمية “كونا”، 1/7/2015.
4. الصراف، أحمد ،” لجنة أجرانات الكويتية”، صحيفة “القبس” الكويتية، العدد (15116)، 30/6/2015.
5. وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، 31/5/2015.
6. صحيفة “القبس” الكويتية،العدد ( 15114)، 28/6/2015.
7. أوغلو، مولود جاويش، وزير الخارجية التركي، وكالة أنباء الأناضول، 12/5/2015.
8. وكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”، 5/6/2015.

محمد بدري عيد

مركزالجزيرة للدراسات