بن علوي في طهران.. أي رسائل نقلها لإيران؟

بن علوي في طهران.. أي رسائل نقلها لإيران؟

كشفت أوساط إيرانية أن وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي حمل في جعبته أجندة إقليمية ودولية، بحثها مع الجانب الإيراني، مؤكدة بلورة حل سياسي بشأن ناقلتي “غريس 1″ الإيرانية و”ستينا إمبيرو” البريطانية، وتوقعت الإفراج عنهما في المستقبل القريب.

وبعد ما زار طهران قبل نحو شهرين عقب تصاعد التوتر بين أميركا وإيران، قام الوزير العماني أمس السبت بزيارة رسمية إلى طهران التقى في يومها الأول نظيره الإيراني محمد جواد ظريف وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني.

وتحدثت مصادر إيرانية أنه كان من المقرر أن تستمر الزيارة يوما واحدا، لكن تم تمديدها یوما آخر نظرا إلى أهمية الملفات التي جاء بها بن علوي وحرصا من الضیف والمضیف على بحثها مع مسؤولين إيرانيين آخرين.

وساطة معهودة
واكتفى الجانبان الإيراني والعماني عقب الاجتماعين، بالإعلان أن المحادثات اقتصرت على العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية، دون الإشارة إلى أي رسالة يحملها الضيف العماني، وهو أمر معهود في الوساطات السابقة التي قامت بها مسقط بين إيران والغرب، حيث لم يعلن عنها إلا بعد ما أثمرت حلولا.

وتأتي الزيارة الراهنة للوزير العماني إلى طهران، في حين تشهد المياه الخليجية إشكالية في الملاحة البحرية خاصة بعد ما أوقفت إيران ناقلة بريطانية، بعد أسبوعين من احتجاز حكومة جبل طارق التابعة لبريطانيا ناقلة نفط إيرانية.

من جانبه، قال الدبلوماسي الإيراني السابق سيد أمير موسوي إن بن علوي جاء محملا بثلاث رسائل بريطانية وأميركية وسعودية. وأضاف أنه بعد فشل لندن في الإفراج عن الناقلة “ستينا إمبيرو” التي أوقفتها إيران، يحاول رئيس حكومتها الجديد بوريس جونسون أن يجد حلا عبر وسيط.

وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن الوسيط العماني قطع مشوارا في المفاوضات مع الجانب الإيراني بغية التوصل إلى حل للإفراج عن الناقلتين المحتجزتين في جبل طارق ومضيق هرمز، وتوقع أن يعقد ممثلا إيران وبريطانيا اليوم الأحد اجتماعا في فيينا، على هامش اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، للحديث عن آلية تنفيذ ما اتفق عليه بن علوي في طهران.

مفاوضات خلف الكواليس
وقال الباحث السياسي إن جميع المؤشرات تشير إلى أن الحل السياسي بشأن الإفراج عن الناقلة الإيرانية “غريس 1” المحتجزة في جبل طارق والناقلة البريطانية “ستينا إمبيرو” التي أوقفتها إيران في المياه الخليجية قد طفا على السطح.

واعتبر أن زيارة بن علوي إلى طهران تكتسب أهمية إضافية، لأنها جاءت عشية اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا، وكشف عن حديث يتداول حاليا خلف الكواليس لتسمح إيران بحضور ممثل أميركي في اجتماع فيينا في إطار مجموعة “4+1” وليس “5+1″، موضحا أنه بات من الوارد قبول إيران بحضور ممثل أميركي إلى جانب الطرف الأوروبي باجتماع اليوم في فيينا.

ونفى الدبلوماسي الإيراني السابق أن يكون بن علوي ينقل رسالة من جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي بشأن صفقة القرن، وأكد أن ما تريده واشنطن من مسقط هو إقناع طهران بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مقابل رفع جزء من العقوبات، وهو ما ترفضه طهران وتطالب بإلغاء جميع العقوبات.

وأضاف موسوي أنه خلافا لحكومة أبو ظبي التي بعثت موفدا إماراتيا إلى إيران لبحث بعض القضايا ذات الاهتمام المشترك، فإن السعودية بدأت التواصل “على استحياء” مع طهران عبر وسيط بعد ما وجدت نفسها في أزمة.

وختم موسوي بأنه خلافا لما عهدناه خلال زيارات بن علوي السابقة إلى إيران، فإن الوفد المرافق له هذه المرة ليس عاديا، ما يؤكد أن الرجل يحمل ملفات حساسة متعددة قد تم توزيعها على أعضاء الوفد المرافق له.

ويرى مراقبون في إيران أن مسقط التي تربطها علاقات جيدة مع كل من إيران وأميركا وبريطانيا والسعودية، أثبتت خلال الفترة الماضية حيادها في الوساطات التي تقوم بها، وهو ما يزيد فرص نجاح زيارة بن علوي إلى طهران، خاصة أنه قصد الأخيرة بعد أسبوع من محادثات هاتفية لنظيره الأميركي مايك بومبيو مع السطان قابوس بن سعيد، حول إيران.

مساع للإفراح عن الناقلتین
وفي السياق، اعتبر مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان أن رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون يريد حل أزمة الناقلتين المحتجزتين لأسباب داخلية، وأضاف أن طهران لا تريد العناد بقدر ما تريد الحفاظ على مصالحها الوطنية.

وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن المعلومات تتحدث عن مقترحات يحملها بن علوي لتسوية مشكلة الناقلتين مع بريطانيا، مشيرا إلى أن الحكومة البريطانية تواجه جبلا من التحديات، ما دفع جونسون لطلب وساطة بن علوي للتخفيف من حدتها.

ونوه بوجود إرادة في إيران لخفض التوتر مع بريطانيا، معبرا عن تفاؤله بنتائج مفاوضات بن علوي مع المسؤولين الإيرانيين، وذلك نظرا إلى تداعيات استمرار التوتر بين لندن وطهران على مستقبل حكومة بريطانيا الجديدة.

من جانبه، كتب مدير صحيفة خراسان المحافظة في تغريدة على تويتر، أن المعلومات الواردة تتحدث عن مقترح بريطاني يحمله بن علوي إلى طهران، لإفراج لندن عن ناقلة النفط الإيرانية بعيد ساعات من إطلاق إيران سراح الناقلة البريطانية.

وحذر مسؤولي بلاده من الوقوع في فخ ما أسماه “الثعلب العجوز”، وشدد على ضرورة إصرار الجانب الإيراني على الإفراج عن ناقلته أولا.

الجزيرة