أكد وزير الطاقة التركي، فاتح دونماز، ان سفينة تركية ثانية بدأت التنقيب عن الغاز الطبيعي قبالة سواحل شبه جزيرة كارباس القبرصية. وقال للصحافيين على متن سفينة التنقيب «ياووز» التي تعمل قبالة الساحل الشمالي الشرقي لقبرص ان سفينة استكشاف ثانية ستبدأ عملها في المنطقة بحلول نهاية الشهر الحالي.
وترافق فرقاطة تركية وزورق دورية السفينة «ياووز».
وأضاف في تصريحات أدلى بها أمس الثلاثاء لكن لم يسمح بنشرها إلا أمس الأربعاء «السفينة فاتح تواصل التنقيب في البئر فينيك-1 في المناطق المصرح بها لتركيا. وتواصل ياووز العمليات في حفر البئر كارباز-1». وتابع القول «ستنضم سفينة المسح السيزمي أوروج ريس إلى هذا العمل اعتبارا من نهاية الشهر الجاري».
ويأتي هذا التحرك رغم العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على تركيا الشهر الماضي، على خلفية أنشطتها التي ترفضها قبرص ويعتبرها الاتحاد الأوروبي غير قانونية. وتصر أنقرة على أن أنشطتها شرعية وفقا للقانون الدولي.
وأوضح دونماز للصحافيين ان السفينة «ياووز» وصلت بالفعل إلى عمق 710 أمتار. ولم يوضح متى بدأت أعمال الاستكشاف. وكانت تركيا أرسلت السفينة إلى المنطقة في يونيو/حزيران الماضي، وكان من المخطط أن تقوم بأعمال حفر واستكشاف لمدة ثلاثة أشهر.
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عنه القول «نأمل في الوصول إلى (احتياطات) الغاز مع الوصول للعمق المستهدف»، مضيفا أن أعمال البحث والاستكشاف «ستستمر حتى النهاية».
تجدر الإشارة إلى أن جزيرة قبرص مقسمة منذ عام 1974 إلى شطرين: جنوبي مستقل ذو أغلبية يونانية وعضو في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004، وشمالي تركي لا تعترف بسيادته إلا أنقرة.
وترفض تركيا الاتفاقات التي أبرمتها الحكومة القبرصية المعترف بها دوليا مع دول أخرى في منطقة البحر المتوسط بشأن المناطق الاقتصادية البحرية والتنقيب عن الغاز فيها.
ويعتقد الخبراء بوجود احتياطيات من الغاز الطبيعي قبالة قبرص تقدر بنحو 227 مليار متر مكعب.
على صعيد آخر قال وزير الطاقة اليوناني، كوستيس هاتسيداكيش، أمس ان اليونان وإسرائيل وقبرص والولايات المتحدة اتفقت على تطوير التعاون في مجال الطاقة وأمن الإنترنت والبُنية التحتية وذلك بعد اجتماع وزراء من الدول الأربع في أثينا.
وحولت اكتشافات للغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط على مدار العقد المنقضي المنطقة إلى مصدر حيوي بديل للطاقة لأوروبا، لكنها كشفت أيضا عن خلافات طويلة الأمد بين البلدان المتجاورة المتنافسة على حقوق السيطرة على الموارد.
وفي الآونة الأخيرة اتسع نطاق الاجتماعات الإقليمية الثلاثية بين إسرائيل وقبرص، التي حققت اكتشافات في الغاز، واليونان التي ترغب في أن تكون مركزا للغاز في المنطقة، لتشمل الولايات المتحدة.
وقال فرانك فانون، مساعد وزير الطاقة الأمريكي، للصحافيين «يمكن للطاقة أن تصبح جسرا نحو استقرار سياسي أوسع».
وقال وزير الطاقة القبرصي، يورغوس لاكوتريبيس، أنه حصل على تطمينات من نظرائه من إسرائيل واليونان والولايات المتحدة بدعم كامل لحق بلده في البحث عن الموارد الطبيعية.
القدس العربي