اعتبر محللون إسرائيليون الأحد، أن اعتراف إسرائيل الفوري بمسؤوليتها عن الغارات التي استهدفت مواقع تابعة لفيلق القدس الإيراني، ولميليشيا شيعية في دمشق، تغيير جوهري في سياسة مواجهة ما تسميه “التموضع الإيراني في سوريا”. ليلة السبت الأحد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مسؤولية تل أبيب عن هجوم استهدف فيلق القدس وميلشيات شيعية في دمشق.
وقال نتنياهو، في تغريدة على حسابه الرسمي على تويتر، “بجهد عملياتي كبير، أحبطنا هجومًا من قبل فيلق القدس والميليشيات”.
وأضاف “إيران ليس لها حصانة في أي مكان.. وقواتنا تعمل في كل اتجاه ضد العدوان الإيراني”.
واختتم بيانه بالقول: “أصدرت تعليمات للاستعداد لكل سيناريو، سنواصل العمل ضد إيران والمنظمات التابعة لها بتصميم ومسؤولية”.
أحبطنا هجوما ضد إسرائيل تم التخطيط لشنه من قبل فيلق القدس الإيراني وميليشيات شيعية. أقول مرة أخرى: إيران لا تتمتع بأي حصانة في أي مكان. قواتنا تعمل في جميع الجبهات ضد العدوان الإيراني. من ينوي قتلك، اقتله أولا. أوعزت بالاستعداد لجميع السيناريوهات.
وصباح الأحد، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، لهيئة البث الرسمية إن هدف هذه العملية هو نقل رسالة لطهران مفادها لا حصانة لها في أي مكان.
وأضاف كاتس، “لولا النشاطات الإسرائيلية على مدى السنوات الأخيرة، لوصل عدد المقاتلين الإيرانيين في سوريا الى 100 ألف”.
وقال “الهدف من العملية هو ضرب رأس الأفعى، وإيران هي رأس الأفعى”.
وتابع “ويجب نزع أنيابها؛ وهما فيلق القدس، وقائده قاسم سليماني”.
من ناحيته، قال وزير الطاقة يوفال شتاينتس، في مقابلة مع إذاعة “103 FM” العبرية، إن “المعركة ضد إيران واسعة وطويلة، لأن طهران تحاول السيطرة على كل الشرق الأوسط، لتكون قادرة على توجيه الضغط ضد إسرائيل”.
وذكّر شتاينتس، بما وصفها “معركة إسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني التي لا تقل أهمية عن المواجهة في سوريا”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، ليلة السبت/الأحد، أن “قواته أغارت على عدد من الأهداف التابعة لفيلق القدس الإيراني في قرية عقربا، جنوب شرق دمشق”.
واتهم البيان، النظام السوري بأنه مسؤول عن محاولة فيلق القدس والميليشيات الشيعية تنفيذ هجوم ضد إسرائيل باستخدام طائرات مسيرة.
من جانبها، قالت الوكالة الرسمية للنظام السوري “سانا”، إن مضادات الدفاع الجوي تصدت لصواريخ معادية في سماء دمشق، وأسقطت معظمها في المنطقة الجنوبية قبل أن تصل إلى أهدافها.
محلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية رون بن يشاي، قال إن “المواجهة المستمرة بين إسرائيل وإيران تتوسع”.
وأوضح بن يشاي، “تركز عمليات إسرائيل ضد أهداف إيرانية في العراق دفع طهران إلى محاولة تنفيذ هجوم غير مسبوق ضد إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية”.
واعتبر أن “القصف الإسرائيلي الذي أحبط هذه العملية والإعلان عنه، رسالة من إسرائيل إلى قائد فيلق القدس قاسم سليماني، حول ما يمكن أن يواجهه في المستقبل إذا تصاعدت المواجهة”.
وأضاف بن يشاي، أن قرار إسرائيل الإعلان عن مسؤوليتها عن الهجوم هدفه ردع الإيرانيين من تكرار محاولات شن هجمات ضدها، ولتوجيه رسالة لإيران عن حجم الاختراق الاستخباري الذي يعانون منه.
لكن المحلل العسكري الإسرائيلي لم يستبعد أن تواصل إيران محاولاتها للانتقام رغم إدراكها لحجم الاختراق الاستخباري في صفوف قواتها، لذلك يرى بن يشاي أن الهجوم الإسرائيلي ليس الكلمة الأخيرة في المواجهة بين الطرفين.
وتابع بن يشاي، أن هناك سببا آخر لكشف إسرائيل عن مسؤوليتها عن الهجوم، وهو للكشف لروسيا وللعالم عن مواصلة استخدام إيران الأراضي السورية كقاعدة لتسوية حسابها مع إسرائيل، حتى من داخل مساحة الثمانين كيلومترا التي تعهدت روسيا بأنها ستمنع تنفيذ عمليات ضد إسرائيل انطلاقها منها.
والسبت، قال نتنياهو، إنه أجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وذكر في تغريدة على حسابه على تويتر، “أنهما ناقشا التطورات الإقليمية والوضع في سوريا، مع التأكيد على تعزيز منظومة التنسيق العسكري بينهما”، في إشارة إلى التنسيق بين الجيش الإسرائيلي والقوات الروسية الموجودة في سوريا.
من ناحيته، قال محلل الشؤون العسكرية في القناة 12 العبرية روني دانييل، إن الهجوم الإسرائيلي والإعلان عنه أنهى حالة الغموض التي كانت تتبعها إسرائيل في حملتها العسكرية ضد التموضع الإيراني في سوريا.
وأضاف أن هذا التطور قد يكون تغييرا في استراتيجية إسرائيل في مواجهة إيران.
وقال دانييل، إن “العملية تضع متخذي القرار السياسي في تل أبيب أمام أسئلة كبيرة مثل: هل ستتبنى إسرائيل سياسة الإعلان عن الهجمات التي تنفذها؟ وهل ستسعى لتجنيد دعم دولي خاصة من قبل الولايات المتحدة، من أجل زيادة الضغط على إيران؟ وهل سيحول الإيرانيون سوريا إلى قاعدة لهم لشن هجمات على إسرائيل؟
وتابع دانييل، “ستبقى هذه الأسئلة ماثلة أمام الجميع في منطقة الشرق الأوسط، والتصعيد الحقيقي قد يكون واردا، بالمقابل قد تؤدي هذه العملية إلى ردع إيران وأتباعها في سوريا”.
العرب