د. سليم محمد الزعنون*
وضع رئيس أركان الحيش الإسرائيلي “أفيف كوخافي” في يونيو الماضي خطة عمل عسكرية متعددة السنوات لـ الخمس سنوات القادمة، ستحل مكان خطة “جدعون” السابقة.
وبينما ركزت خطة جدعون، التي وضعها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق “غادي ايزنكوت عام 2015 على تقليص عدد قوات الجيش، وتخفيض 11% من كبار الضباط، بحلول عام 2016 تم ازاحة 2 من الجنرالات، و24 كولونيل، و80 برتبة مقدم، ركزت الخطة على زيادة قدرة القوات البحرية والجوية، مع تراجع الاهتمام بالقوات البرية، والتخلي عن ارسال قوات برية في أي معركة قادمة.
ركزت خطة تْنوفاه (القوة الدافعة)، التي ضعها رئيس الأركان الحالي “أفيف كوخافي” في شهر يونيو 2019، لتحل محل خطة جدعون من بداية 2020 لمدة 5 سنوات، على دمج القوات والتقنيات في الجيش، حيث تم انشاء وحدة تضم الاستخبارات العسكرية، والقوات الجوية، والقيادات الإقليمية الثلاثة، اضافة الى التركز على الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في تحديد الاهداف المحتملة للضربا العسكرية، مع انترنت داخلي يربط جميع فروع الجيش لتبادل المعلومات، وانتلقت الخطة للتركيز على القوات البرية (المشاه، والدبابات، والمدفعية).
كذلك تركز على تعزيز فاعلية الجيش بسرعة ما يشار إليه بعملية “الفتك”، ليس فقط بمعنى ابادة العدو عسكرياً وإنما استهداف المدنيين في أي معركة قادمة، يرى الخبراء العسكرين أن الخطة تهدف الى ابادة منهجية للخصم، والفوز بالضربة القاضية في الجولة الأولى.
في اطار خطة تْنوفاه يواصل الجيش الإسرائيلي استعداداته لعمليّة عسكريّة، حيث تم تغيير أولويّات الخطط العسكريّة من التركيز على التموضع الإيراني في سورية وكشف أنفاق حزب الله وحماس إلى الاستعداد لمواجهة عسكريّة في قطاع غزّة.
ووفقاً لتصريحات المسئولين الإسرائيلين أضحت المعركة وشيكة مع قطاع غزة، بيدّ أنها ترتبط بالمتغيرات الداخلية الإسرائيلية من حيث موعد الانتخابات القادمة وتشكيل الحكومة، وتؤشر تصريحات المنظومة الأمنية في الجيش الإسرائيلي، إلى وضع خطة هجومية للاضرار بمراكز الثقل والممتلكات الحساسة، وتعطيل القدرة النارية للخصم في الحرب المقبلة، وفي إطار ذلك تم مضاعفة بنك الأهداف في قطاع غزّة خلال الأشهر الأخيرة.
المعركة القادمة.
تؤشر خطة “تْنوفا” إلى شكل المعركة القادمة، فإذا ما اندلعت مواجهة واسعة سوف تستخدم إسرائيل القوة العسكرية وكثافة نارية غير مسبوقة، لإحداث دماراً مادياً كبيراً في القدرات العسكرية والبنية التحتية للعدو والتي يستغرق ترميمها سنوات طويلة، لإحداث الردع، وتأجيل موعد الحرب القادمة لسنوات طويلة.
تفعيل الحرب البرية بشكل غير مسبوق، يتضمن إدخال قوات عسكرية واسعة بأعداد كثيفة إلى قطاع غزة في المراحل الأولى من المواجهة، من خلال الدمج في عمل مختلف القوات البرية والبحرية والجوية والاستخبارات وقوات الاحتياط، ولكن من دون احتلال القطاع بالكامل.
أي مواجهة عسكرية قادمة سوف تتضمن استثمار إمكانيات قتالية كبيرة بهدف المس بسلسلة القيادات العسكرية التنظيمية.
في المقابل ستفعل حماس القدرة الصاروخية، صواريخ كورنيت، والعبوات الناسفة، والطائرات المسيرة المحملة بالمتفجرات، وحرب السايبر بمساعدة إيران لشن هجمات على البنية التحتية، ومحاولة تعطيل منظومة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، مع محاولات إجراء هجمات بحرية للمساس بمحطات الغاز.
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية