حذر مركز ستراتفور الأميركي من أن الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل مؤخرا على قواعد عسكرية لفصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران في العراق تُنذر باندلاع حرب كبيرة في المنطقة.
ونوه المركز إلى أن ثمة أسبابا قد تجعل العراق برميل البارود القادم في المنطقة، مشيرا إلى أن لإسرائيل دافعا عسكريا قويا لقصف مثل تلك المواقع ما دامت إيران تسعى لنقل بعض أسلحتها إلى العراق بعد الضربات المتلاحقة التي طالت عتادها في سوريا.
وبرر المركز -في مقال تحليلي مطول- إقدام إسرائيل على شن تلك الهجمات برغبتها في الحيلولة دون أن تشكل تلك التعزيزات قوة ردع يُعوّل عليها في مسرح عمليات جديد غير الجبهة اللبنانية التي تواجه فيها تل أبيب مقاتلي حزب الله.
تجدر الإشارة إلى أن انفجارات دوّت داخل أربع قواعد يستخدمها الحشد الشعبي خلال الأسابيع الماضية، كان آخرها أمس الأحد، واستهدف مقرا له بمدينة القائم بمحافظة الأنبار قرب الحدود العراقية السورية؛ مما خلف ستة قتلى من أفراد الحشد، وقبل ذلك وقع انفجار بمقر قرب قاعدة “بلد” الجوية، حيث تتمركز قوة أميركية شمالي بغداد.
وعلاوة على الدافع العسكري، فإن ثمة باعثا سياسيا وراء شن تلك الضربات، يتمثل –حسب المركز- في تطلع كتلة الليكود الحاكمة إلى الفوز في الانتخابات العامة التي ستجرى في 17 سبتمبر/أيلول المقبل.
تداعيات خطيرة
لكن المركز يحذر مرة أخرى من أن إقدام إسرائيل على توسيع رقعة عملياتها العسكرية ستكون له تداعيات خطيرة على العراق والولايات المتحدة وإيران وإسرائيل نفسها، لأنها ستنقل القتال إلى الأراضي العراقية؛ مما سيثير مشاكل سياسية داخلية قد تؤثر على علاقات بغداد الخارجية.
ويتوقع الموقع أن مثل هذا السيناريو إذا تحقق فسيؤدي إلى توحيد العراقيين من مختلف ألوان الطيف السياسي للضغط على رئيس الوزراء عادل عبد المهدي لمنع انتهاكات إسرائيل للسيادة الوطنية العراقية.
وسيفاقم ضغط من هذه الشاكلة التقلبات والاضطرابات في النظام السياسي العراقي، الأمر الذي سيخلق مشاكل لبغداد مع اثنتين من العواصم التي لا ترغب في الابتعاد عنهما، وهما واشنطن وطهران.
فبعض الدوائر في العراق ستسعى –في هذه الحالة- إلى معاقبة الولايات المتحدة، ما دامت لا تستطيع الرد مباشرة بالمثل على إسرائيل، ومن شأن ذلك أن يُربك العلاقة الأمنية الأميركية مع تلك الدولة العربية؛ مما قد يعرض الشركات المرتبطة بالولايات المتحدة والمصالح الأميركية لعمليات ثأرية من قوى مناهضة لواشنطن وإسرائيل داخل العراق.
ويرى الموقع -في مقاله- أن العمليات الانتقامية لن تقتصر على أهداف أميركية في العراق وحدها، بل ستطول دولا أخرى؛ مثل السعودية والإمارات والبحرين، التي تسعى لتقارب أكثر مع إسرائيل.
وإذا احتدم الغضب العراقي ضد إسرائيل إلى درجة قد تدفع إلى شن هجمات على القوات الأميركية أو عتادها، فإن أي انتقام أميركي ربما يجر إيران إلى صراع بالوكالة، وقد يفضي إلى حرب أوسع نطاقا بين الولايات المتحدة وإيران.
من ناحية أخرى، فإن نجاح إسرائيل في توسيع رقعة عملياتها إلى العراق من شأنه أن يجعلها أكثر جرأة في تنفيذ إستراتيجيتها المناوئة لإيران، لا سيما أنها تتمتع حاليا بدعم قوي من البيت الأبيض.
وربما تنظر إسرائيل –حسب المركز الأميركي- في شن عمل “أشد حزما” ضد إيران في ساحات أبعد من العراق، وقد يكون أحد الخيارات القيام بعمليات استخباراتية في اليمن، التي بات الحوثيون هناك جزءا من إستراتيجية إيران في المنطقة.
المصدر : الصحافة الأميركية