بعضهم يرى حربا بالأفق.. كيف ينظر الإيرانيون لاستهداف إسرائيل حلفاءهم؟

بعضهم يرى حربا بالأفق.. كيف ينظر الإيرانيون لاستهداف إسرائيل حلفاءهم؟

رأت أوساط سياسية إيرانية، في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على حلفائها في العراق وسوريا ولبنان “حربا تلوح في الأفق”، فيما أكدت الحكومة الإيرانية دعمها لأي رد على تلك الاعتداءات.

وفيما لم يصدر بيان حتى كتابة هذا التقرير من الخارجية الإيرانية على الهجمات الإسرائيلية ضد سوريا والعراق ولبنان، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي إن الاعتداءات الإسرائيلية الوقحة لن تمر دون رد، حسب تعبيره.

وأشار الربيعي إلى مواقف الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أمس، مؤكدا دعم طهران لأي رد للحزب ودول المنطقة على أي اعتداء إسرائيلي، وأضاف أنه على إسرائيل دفع ثمن اعتدائها على دول المنطقة، كما ينبغي عليها ألا تستغل ضبط النفس الذي تبديه هذه الدول.
وتوعد نصر الله أمس، إسرائيل بالرد على هذه الغارات وعلى سقوط طائرتين مسيرتين إسرائيليتين في معقله بالضاحية الجنوبية ببيروت.

آخر التخبطات
وعلى الصعيد العسكري، وصف قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري، اللواء قاسم سليماني، العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حلفاء بلاده بـ”الجنونية”، معتبرا أنها ستكون آخر عمليات له.

وتوعد سليماني -في تغريدة مقتضبة على حسابه في تويتر- بأن “هذه العمليات الجنونية دون شك ستكون آخر تخبطات الكيان الصهيوني”.

وفي أول تعليق للجنرال حسين علائي أول قائد لبحرية الحرس الثوري الإيراني حول الهدف من التصعيد الإسرائيلي الأخير ضد حلفاء إيران، قال إن الهدف هو “رفع حساسية أميركا وبعض الدول الأوروبية والعربية تجاه توسع ونفوذ إيران في الشرق الأوسط”.

ورأى القائد العسكري المتقاعد، أن إسرائيل تسعى للقيام بحرب نيابية (بالوكالة) تضطر أميركا عقبها لزيادة ضغوطها على إيران، موضحا أن الاعتداءات الإسرائيلية على حلفاء إيران في العراق وسوريا ولبنان، تأتي استكمالا للعقوبات الأميركية على طهران.
تشغيل الفيديو

قراءة في الأهداف
ولايستبعد الجنرال علائي، أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد تعويض الهزيمة الأميركية التي تمثلت في إسقاط طائرتها المسيرة قبل شهرين في مضيق هرمز.

وعن توقعاته حول الرد الإيراني على استهداف حركات المقاومة اللبنانية ومقرات للحشد الشعبي في العراق، أوضح الجنرل علائي أنه “قد لا تكون هناك حاجة للقيام برد إيراني مباشر على هذه الانتهاكات”، لأنه بإمكان حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي أخذ المهمة على عاتقهما.
وختم بأن إسرائيل تعمل على إيجاد شرخ بين حكومتي لبنان والعراق مع إيران من خلال ربط الأمن في هاتین الدولتين بالتضييق على حزب الله والحشد الشعبي ونشاط فيلق القدس الإيراني هناك.
حرب في الأفق
من جانبه، قرأ الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه، التحركات الإسرائيلية الأخيرة في سياق الحرب التي تلوح بالأفق، وحمل الكيان الصهيوني مسؤوليتها.

وكتب النائب الإيراني البارز -في تغريدته على تويتر- أن “نتنياهو اعتدى على أجواء الذين يُعتبرون أبطال النصر على أكبر فتنة إرهابية على مدى التاريخ”.

وأعلنت تل أبيب أن القصف الجوي على مواقع جنوب شرق العاصمة السورية، تأكيد لـطهران ألا حصانة لها في أي مكان.

وفي تصريح صحفي، اعتبر النائب الإيراني الاعتداءات الإسرائيلية على مواقع للحشد الشعبي امتدادا لقصفه المنشآت النووية العراقية “أوسيراك” عام 1981، وحذر من مغبة الاستمرار بمثل هذه الانتهاكات التي من شأنها أن تؤدي إلى تطبيق مبدأ “الرد المماثل” من قبل محور المقاومة وتهديد “حدود” الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف “إذا لم يأخذ نتنياهو هذه النقطة على محمل الجد، فإنه مما لا شك فيه سيعرض أمن كيانه إلى تهديد جدي”.
شبح الزوال
وعلى النقيض من فلاحت بيشه، هناك في إيران من يرى أن إسرائيل تسير بسرعة فائقة في طريقها إلى الزوال، وأن ما تقوم به من استهداف ما يسمونه “أذرع المقاومة”، لا يتجاوز تشبث الغارق الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة.

وتوقع المرشد الإيراني علي خامنئي قبل أربعة أعوام زوال إسرائيل، وقال “إن الكيان الصهيوني لن يرى الـ25 عاما المقبلة”.

وفي السياق، اعتبر الناشط السياسي المحافظ مهدي محمدي، أن ما تقوم به إسرائيل عمليات دفاعية مرتبكة أكثر مما تكون هجومية.

وغرد عضو الوفد الإيراني في المفاوضات النووية إبان حقبة الرئيس السابق أحمدي نجاد على تويتر، أن “من أكثر القراءات المضللة هي أن يعتقد المرء أن إسرائيل تقوم بعمليات هجومية، إذ إنهم يقومون بعمليات دفاعية هيستيرية ناجمة عن الاضطراب والإرباك الذي ينتابهم”.

وأطلق الإيرانيون منذ يومين، وسم “الكيان المؤقت” على منصات التواصل للتعبير عن غضبهم جراء الاعتداءات الإسرائيلية على حلفائهم فيما يسمونه محور المقاومة.

كما أن بعض المواقع الإلكترونية الإيرانية أطلقت -تأسيسا على رأي خامنئي السابق- نوافذ للعد العكسي (التنازلي) لزوال إسرائيل.

الجزيرة