اعتبرت الخارجية البريطانية قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة لزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب مخيبًا للغاية.
وذكرت الخارجية البريطانية -في بيان لها- أن هذا التطور -الذي يخالف التعهدات في الاتفاق المبرم- مخيب للغاية، في الوقت الذي قالت فيه لندن إنها تسعى مع شركائها الأوروبيين والدوليين لنزع فتيل الأزمة مع طهران.
وأوضحت إيران أن الوقت يضيق أمام الأوروبيين، حيث يجب عليهم القيام بتعهداتهم للحفاظ على الاتفاق النووي، موضحة أنه يجب ألا يتوقع أحد التزاما أحاديا من إيران بالاتفاق النووي، لأن هذا غير وارد.
وسيصل وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران غدا الأحد لعقد اجتماعات مهمة، وأكدت الجمهورية الإسلامية -في السياق ذاته- أنه ليست لديها خطط للحد من قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية للوصول لمواقعها النووية.
لا مفاجآت
من جهته، أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر اليوم السبت في باريس أنه “لم يفاجأ” بإعلان طهران تشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة سيزيد إنتاجها مخزون اليورانيوم الإيراني المخصب.
وقال -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الفرنسية فلورانس بارلي- “لم أفاجأ بإعلان إيران أنها ستخرق الاتفاق (حول النووي الإيراني) المبرم في 2015”.
وتابع “يخرقونه أصلا.. يخرقون معاهدة الحد من الانتشار النووي منذ سنوات، وبالتالي الأمر ليس مفاجئا”.
بدورها، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية إن بلادها ستواصل الجهود الرامية إلى دفع إيران للالتزام الكامل بالاتفاق النووي، مضيفة أن التحركات الأميركية والأوروبية لتعزيز أمن الخليج يجب أن تكون “متكاملة ومنسقة على نحو جيد”.
عدم التهويل
في سياق متصل، دعا ممثل روسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف إلى عدم التهويل التراجيدي الزائد إزاء الخطوة الإيرانية الأخيرة المتعلقة بتخفيض مستوى التزامات طهران بالاتفاق النووي.
وقال أوليانوف إن الخطوة الإيرانية هي من دون شك ابتعاد عن تطبيق خطة العمل الشاملة المشتركة، لكنها تبقى تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واعتبر الدبلوماسي الروسي أن خطوة طهران لا تهدد نظام منع الانتشار، وإنما هي مجرد إشارة قوية جديدة إلى ضرورة إعادة التوازن في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة.
خطوة ثالثة
ردود الفعل هذه جاءت بعد أن أعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية بدء تنفيذ الخطوة الثالثة من خفض الالتزام بالاتفاق النووي، مشترطة للعودة عن هذا القرار وفاء الأطراف الأخرى بتعهداتها.
وكشفت طهران عن أن تقليص التزاماتها النووية بدأ أمس الجمعة؛ ردا على خرق واشنطن الاتفاق، مشيرة إلى أن رفع أي قيود على الأبحاث والتطوير كان الاتفاق النووي ينص عليه.
كما كشفت عن أن عشرين من أجهزة الطرد المركزي من طراز “آي4” باتت تعمل، وهذا يعني أن لديها القدرة على تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز 20%.
وقالت الهيئة الإيرانية إن خفض الالتزام يشمل العمل على أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا، وسيبدأ تشغيلها الشهر المقبل، وذلك يعني أنه بإمكان الصناعة النووية الإيرانية تحقيق أهدافها بعيدة المدى بسهولة.
المصدر : الجزيرة + وكالات