واشنطن – من المقرر أن يجتمع اليوم مجلس الأمن القومي الأميركي برئاسة الرئيس دونالد ترامب من أجل بحث خيارات الرد على الهجوم الذي استهدف السبت الماضي منشأتي نفط بالسعودية، في تصعيد خطير من شأنه أن يزيد من حدة التوتر في المنطقة.
وسيطرح البنتاغون على طاولة اجتماع المجلس الجمعة مجموعة واسعة من الخيارات العسكرية للرئيس الأميركي، في الوقت الذي يدرس كيفية الرد على هجوم إيراني غير مسبوق استهدف صناعة النفط في السعودية.
ويتوقع أن يعرض على ترامب قائمة بأهداف محددة للضربات الجوية داخل إيران دون الانزلاق إلى حرب شاملة مع الجمهورية الإسلامية.
كما يدرس البنتاغون خيار إرسال المزيد من بطاريات الدفاع الجوي، فضلا عن طائرات ومعدات مراقبة إلى منطقة الخليج لتعزيز دفاعاتها بعد هجمات أرامكو، إضافة إلى فرضية الإبقاء على حاملة طائرات واحدة على الأقل في المنطقة بالمستقبل المنظور.
من جانبه، دعا وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم من إيران التي باتت تهدد الأمن الدولي. وقال الجبير إن التهاون مع إيران سيشجعها “لارتكاب المزيد من الأعمال التخريبية والعدائية” تمتد آثارها على الأمن والسلم الدوليين.
وأضاف في تغريدة له على تويتر أن الهجوم على منشآت أرامكو النفطية “ليس اعتداء على السعودية فقط وإنما على العالم” وأن “هذا الاعتداء الآثم امتداد لسياسات إيران التخريبية والعدوانية، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته ويتخذ موقفا صارما تجاه سلوكيات إيران الإجرامية”.
ويأتي التحرك الأميركي بعد ثبوت بما لا يدعو مجالا للشك تورط إيران في الهجمات التي استهدفت السعودية، حيث أطلعت الاستخبارات الأميركية نظيرتها السعودية بدلائل تكشف أن الصواريخ لم يكن مصدرها اليمن.
وتعمل الولايات المتحدة الأميركية بالتنسيق مع السعودية لبحث سبل مواجهة التهديدات من شمال المملكة بعد هجوم السبت، ودراسة السبل المحتملة للدفاع في مواجهة أي هجمات مقبلة.
وكان أكد مساعد وزير الدفاع الأميركي، جوناثان هوفمان دعم بلاده للتحقيقات السعودية، مشيرا إلى أن الهجمات على منشآت أرامكو قضية دولية. وأبلغ سفير السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي رسميا عن الهجوم، داعيا خبراء الأمم المتحدة للمشاركة في التحقيقات.
وأضاف في الرسالة أن كل المؤشرات الأولية تشير إلى أن هذا الهجوم لم ينفذ انطلاقا من أراض يمنية وأن الأسلحة المستخدمة إيرانية الصنع.
وسافر خبراء الأمم المتحدة، الذين يراقبون ويبلغون مجلس الأمن الدولي بشأن مدى الالتزام بعقوبات فرضتها المنظمة الدولية على إيران واليمن، إلى الرياض.
وقال دبلوماسي أوروبي كبير طلب عدم ذكر اسمه إن “سياسة الضغوط القصوى تلك تهدف إلى تغيير سلوك إيران. العكس تماما هو الذي يحدث وإيران لن تجثو وتتوسل للولايات المتحدة لإبرام اتفاق أفضل. بالتالي الخيار الآن هو التحلي بالواقعية والعودة لنهج منطقي” في إشارة لسياسة الضغوط القصوى التي تتبعها واشنطن مع طهران.
العرب