تل أبيب – يبدأ رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين الأحد مشاورات نيابية مع ممثلي جميع الكتل البرلمانية التي تم انتخابها مؤخرا، وذلك تمهيدا لتسمية النائب الأوفر حظا ليُكلف بمهمة تشكيل الحكومة القادمة.
وأكدت نتائج الاقتراع حجم المأزق السياسي الذي يعرض للخطر حكم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والذي جاء حزبه في المرتبة الثانية.
ومن المقرر أن تعقد “القائمة المشتركة”، التي حلت في المرتبة الثالثة في الانتخابات الأخيرة، اجتماعا اليوم لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستوصي ريفلين بتكليف بيني غانتس زعيم حزب “أزرق أبيض”، الذي تصدر الانتخابات الأخيرة، بتشكيل الحكومة.
وأكد أحمد الطيبي القيادي بـ”القائمة المشتركة” أن القائمة لن توصي أحدا بتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة مجانا، بما في ذلك بيني غانتس زعيم حزب “أزرق أبيض”، الذي تصدر الانتخابات الأخيرة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلي الأحد عن الطيبي أن القائمة متمسكة بهدفين وعدت بهما خلال الحملة الانتخابية، وهما تحقيق إنجازات للمجتمع العربي وإسقاط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وتجدر الإشارة إلى أن غانتس قد يكون هو الخيار أمام القائمة المشتركة، التي تضم أحزابا عربية في إسرائيل، للتخلص من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلا أن مصادر في القائمة تشكك في ما إذا كان غانتس هو البديل المرجو بسبب مواقفه اليمينية ونيته تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب ليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو حاليا.
وحصل تحالف “أزرق أبيض” الوسطي بزعامة بيني غانتس على 33 مقعدا مقابل 31 لحزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته، لكن لا يملك أي منهما طريقا واضحا لتشكيل ائتلاف أغلبية.
وفي اعتراف واضح، أقر نتنياهو بأنه غير قادر على تشكيل تحالف يميني كما كان يتمنى ودعا غانتس إلى أن يشكلا معا حكومة وحدة، لكن خصمه رد بأنه يريد أيضا حكومة وحدة تخرج إسرائيل من المأزق السياسي لكن شرط أن تكون برئاسته، خصوصا أن حزبه جاء في الطليعة في الانتخابات.
ويزيد الخلاف الحالي من احتمال إجراء انتخابات جديدة، ستكون الثالثة في غضون عام واحد بعد اقتراع أبريل الذي لم يفض إلى فوز حاسم لأي طرف.
وكان نتنياهو يأمل في أن يمنحه البرلمان الجديد حصانة من المحاكمة، لكنّ ذلك بات الآن مستحيلا على الأرجح حتى لو بقي في منصب رئيس الحكومة.
وحلت القائمة العربية المشتركة في المرتبة الثالثة بحصولها على 13 مقعدا. وقد أدى أداؤها القوي إلى فتح الباب أمام إمكانية أن يصبح رئيسها أيمن عودة أول عربي يقود المعارضة في الدولة العبرية إذا شكل حزبا الليكود وتحالف “أزرق أبيض” حكومة وحدة.
وأرجع عدد من المحللين تحقيق القائمة العربية المشتركة هذا الاختراق إلى الغضب من نتنياهو بسبب سياساته وخطبه التي ينظر إليها على أنها شيطنة للسكان العرب في البلاد، ما ساعد على تحفيز إقبال الناخبين العرب على صناديق الاقتراع.
وواجه نتنياهو واحدة من أكبر الهزائم في مسيرته السياسية بعد انتخابات أبريل الماضي. وشكلت النتائج الأخيرة إشارة جديدة إلى الضعف الذي أصاب حكمه الطويل في إسرائيل. ولكن بقاء نتنياهو البالغ 69 عاما في منصبه رئيسا للوزراء ليس مستبعدا تماما، فقد تمكن بفضل حسه السياسي من التغلب على منافسيه مرارا في الماضي.
العرب