صورة خامنئي وسليماني ونصرالله… لبنان في صلب المشروع الإيراني

صورة خامنئي وسليماني ونصرالله… لبنان في صلب المشروع الإيراني

تحت عنوان “معادلة نصر”، تصدّرت صورة جمعت مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي وقائد فيلق القدس قاسم سليماني والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله مجلة جديدة أصدرها مكتب خامنئي باسم “المسير”، من دون الكشف عن تاريخ اللقاء.

تضمّنت المجلة حواراً مع نصرالله تناول أحداث المنطقة التاريخية وعلاقة حزب الله بخامنئي، إضافة إلى مقابلة مع سليماني تحدّث فيها عن “خفايا وقضايا” حرب يوليو (تموز) 2006 بين إسرائيل وحزب الله وتأثيرها في المنطقة.

ما تقدّم من عناوين كبرى لما جاء في مضمون المقابلات، بدا كاف لتحديد المقصود بـ”النصر” الذي رافق الصورة وهو “نصر” إيران بالسيطرة على لبنان، وعلى مجموعات أخرى في دول عربية لتنفيذ مشروعها التوسّعي في الشرق الأوسط.

ولاء تام لخامنئي

لبنانياً، لا يتردّد نصرالله في إظهار ولائه المطلق لطهران والتزامه الكامل بأجندتها، من دون أي اعتبار لسيادة لبنان أو استقلاله أو مصالح شعبه. وجدد نصرالله هذا الولاء أخيراً في ذكرى عاشوراء في العاشر من سبتمبر (أيلول) الحالي، قائلاً “نحن هنا من لبنان، نقول للعالم كله، إن إمامَنا وقائدنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان هو سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي …”. وأبعد منذ ذلك، رفض أي حرب ضدّ إيران، مؤكداً أن حزبه لن يكون “على الحياد” إذا وقعت حرباً “ستشعل المنطقة وتدمر دولاً وشعوباً” على حدّ قوله.

كلام نصرالله خرق معادلة “النأي بالنفس” التي تعهّدت الحكومة اللبنانية باتباعها، وعلى الرغم من استدعائه ردود شجب وغضب كثيرة في الشارع اللبناني من قبل سياسيين وإعلاميين ومواطنين، إلا أنه قوبل بصمت رسمي مدوٍّ. وعلى أرض الواقع، يُجمع محللون على إحكام حزب الله قبضته على مؤسسات الدولة وحدودها، نقطة انطلاقه لتنفيذ الأجندة الإيرانية، إن في سوريا إنقاذاً لنظام بشار الأسد، وإن ضدّ إسرائيل التي يتفرّد بقرار إشعال الجبهة معها حين يريد، وإن في دول أخرى في العالم حيث ألقي القبض على خلايا تابعة له، كخلية “العبدلي” في الكويت.

الرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان: حزب الله يتفرد بالقرار وعون يلتزم الصمت
أما سليماني، فهو رمز فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والذي يتولّى مهامه خارج الحدود الإيرانية. وأحد أبرز مسارح “الفيلق” أرض العراق، حيث يمارس نفوذه عبر ميليشيات يقدّم لها الدعم المادي والعسكري، وفي طليعتها “الحشد الشعبي”. يستغلّ “فيلق القدس” نفوذه في العراق، ليخرق مؤسسات الدولة ويبني شبكات أمنية ومالية تساعده بالالتفاف على العقوبات الأميركية.

كما يقدّم فيلق القدس الدعم لحركة “حماس” في فلسطين ومجموعات عدة في سوريا، إضافة للميليشيات الحوثية في اليمن، التي تمارس انقلاباً على الحكومة الشرعية.

ويأتي هذا في إطار تنفيذ مشروع إيران التوسعي في الشرق الأوسط، الذي أكّده أخيراً كلام لإمام مدينة مشهد الإيرانية أحمد علم الهدى، قال فيه إن “إيران اليوم ليست فقط إيران ولا تحدّ بحدودها الجغرافية. الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان وأنصار الله (المتمردون الحوثيون) في اليمن وقوات الدفاع الوطني في سوريا والجهاد الإسلامي وحماس في فلسطين، هذه كلها إيران”.

اندبدنت العربي