أعلنت وزارة الدفاع التركية أن قواتها سيطرت على الطريق السريع “أم 4” بعمق يتراوح بين 30 و35 كيلومترا داخل الأراضي السورية، وذلك عقب سيطرتها على مدينة تل أبيض في شمالي شرقي سوريا.
ويقع الطريق “أم 4” جنوب المنطقة الممتدة بين بلدة رأس العين ومدينة تل أبيض في شمالي شرقي سوريا حيث تشهد لليوم الخامس معارك ضمن عملية أطلقت عليها القوات التركية “نبع السلام”.
ويربط هذا الطريق الدولي محافظة الحسكة (شرق) بمحافظتي الرقة وحلب، وصولا إلى محافظة اللاذقية غربا، ويصل بين مدن عدة واقعة في المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية، مما سيجعل سيطرة القوات التركية على هذا الطريق من الصعب التنقل بين مناطق سيطرتهم.
وفي محور “رأس العين”، سيطرت قوات المعارضة السورية المدعومة من الجيش التركي على أربع قرى غرب مدينة رأس العين شمال الحسكة، إضافة إلى بلدة سلوك شمال محافظة الرقة.
وبينما تتضارب الأنباء بشأن سيطرة قوات الجيش الوطني السوري مدعوما بالقوات التركية على تلك المدينة، قال مراسل الجزيرة عمرو حلبي إن هناك اشتباكات تدور بين الحين والآخر في محيطها، وإن ذلك التضارب يعود ربما إلى طبيعة المعارك التي تشهد عمليات كر وفر، وإن قوات الجيش والمعارضة تقوم بعمليات تمشيط داخل المدينة وفي محيطها لطرد عناصر قوات سوريا الديمقراطية.
وأضاف أن توغل القوات المعارضة وصل حتى الآن إلى عمق 12 كلم داخل الأراضي السورية، وهو ما مكنها من السيطرة على عدد من الطرق المهمة، والوصول إلى الطريق الرابط بين تل أبيض ورأس العين.
وارتفعت حصيلة قتلى العملية في الجانب الكردي، وفقا لوزارة الدفاع التركية، إلى 480 قتيلا منذ انطلاق عملية “نبع السلام” الأربعاء الماضي.
وأطلقت تركيا الأربعاء عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة “إرهابية”، وتؤكد تركيا أن هدف العملية منع إنشاء “ممر إرهابي” في جنوب البلاد، وتوفير منطقة آمنة لإعادة ملايين اللاجئين.
وفي الجانب الإنساني، أعلنت الأمم المتحدة الأحد أن العملية العسكرية التركية الجارية في الشمال السوري أجبرت 130 ألف شخص على الفرار من منازلهم، مشيرة إلى أنها تتوقع أن يرتفع هذا العدد أكثر من ثلاث مرات.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لاركي في رسالة عبر البريد الإلكتروني لوكالة الصحافة الفرنسية “انتقلنا إلى سيناريو الاستعداد لنزوح ما يقارب من 400 ألف شخص داخليا في أنحاء المناطق المتأثرة” بالعملية التركية، مضيفا أن هؤلاء سيكونون “بحاجة إلى المساعدة والحماية”.
واستقر كثير من النازحين عند أقاربهم أو لدى مجتمعات محلية مضيفة، لكن أعدادا متزايدة تصل إلى ملاجئ جماعية بما فيها مدارس.
المصدر : الجزيرة + وكالات