مصطلح “القوة الذكية” نهج جديد في السياسة الخارجية الامريكية خلال رئاسة اوباما

مصطلح “القوة الذكية” نهج جديد في السياسة الخارجية الامريكية خلال رئاسة اوباما

74ACED3C-FAF5-4F0B-8846-B7A175CCA488_mw1024_s_n 

سعى العديد من  المفكرين الأمريكيين في بداية فترة رئاسة الرئيس الأمريكي ( باراك اوباما ) بالترويج لمصطلح القوة الذكية Smart Power إذ عمل بعضهم امثال ( جوزيف ناي ، زبيغنيو بريجنسكي, وريتشارد ارميتاج ) على ايجاد استراتيجية أمريكية عالمية جديدة، تهدف إلى العمل لإعادة الولايات المتحدة الأمريكية، كدولة لها القدرة على الاقناع وبث الأمل في دول العالم بدلاً من التركيز على الاستخدام المنفرد للقوة.

وذلك بالاعتماد على خلق نوع من التوافق بين القوتين الناعمة والخشنة، ومحاولة دمجهما فيما تسمى ( القوة الذكية ) لكي يكون لهم القدرة على مواجهة التحديات وايجاد حالة من الحوار للوصول إلى اعادة اكتساب للحلفاء، الذين يقدمون خدمات للمصالح الامريكية في دول العالم المختلفة مع ضمان المحافظة على الأمن القومي الأمريكي، إذ اشار الباحث الأمريكي ( تيدغلين كاربنتر ) في كتابة الموسوم بعنوان: ( القوة الذكية : نحو سياسة خارجية حكيمة لأمريكا ) المنشور عام ( 2008م ) والذي بدورة أكد فيه على ضرورة تجاوز نتائج الاعتماد على القوة العسكرية المفرطة التي مارستها الأدارة الامريكية في عهد الرئيس ( جورج بوش الأبن ) ما يتطلب من الادارة الأمريكية الجديدة العمل على تقليص حجم القوات العسكرية المنتشرة في المعمورة.

وبناءً على ذلك عمل المفكرون الأمريكيون خلال ادارة الرئيس الأمريكي ( اوباما ) على محاولة تطوير نظام الأمن القومي، الذي أصبح حسب وجهة نظرهم قديماً ويجب إعادة تجديده وايجاد استراتيجية تحافظ على الأمن القومي الأمريكي. و ساهمت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة ( هيلاري كلينتون ) في التأكيد على هذا المصطلح من خلال مقال لها يحمل عنوان : القيادة المدنية … اعادة تعريف الدبلوماسية والتنمية الأمريكية، المنشور في مجلة ( Affairs Foreign)  حيث ذكرت فيه : ( أن أبرز مهامها كوزيرة لخارجية الولايات المتحدة الأمريكية تتمثل في تحقيق الأتساق والاندماج والتنمية، وتشديد الأهمية على ذلك بالقدر نفسه الذي تحظى به القدرات الدفاعية الأمريكية) وأكدت ان ترسيخ مفهوم القوة الذكية كنهج جديد لحل المشكلات العالمية لن يتحقق دون تعزيز القوة الأمريكية المدنية وتوسيعها إلى أبعد أمد .

ودعت ( كلينتون ) على حد قولها ( فيما نركز على العراق و باكستان وافغانستان، يجب أن نتبع نهج القوة الذكية في الشرق الأوسط …)،مؤكدة على ضرورة أن تعمل الولايات المتحدة الأمريكية في أرتباطاتها الخارجية إلى أبعد من التفاعل مع حكومات الدول ، لأنه في عصر المعلومات، يكتسب الرأي العام أهمية اضافية حتى في الدول الشمولية، إذ أن الجهات غير الحكومية هي الأقدر على التأثير في الاحداث الجارية، واشارت إلى ضرورة أن لا يقتصر دور سفير الولايات المتحدة الأمريكية على بلورة العلاقات مع حكومة البلد المضيف، بل أيضاً مع شعبها ، وايدت ضرورة ايجاد استراتيجية جديدة للدبلوماسية العامة تجعل من المشاركة العامة واجباً على كل دبلوماسي.

والمتتبع يلاحظ ان نهج القوة الذكية في سياسة الخارجية الأمريكية، لم يؤتي اكله بعد، وما زالت الكثير من دول العالم تعتبر اسباب الاخفاق والخلل في السياسة الدولية، يعود للسياسة الامريكية وسياساتها التي تبدو في عهد اوباما خاثرة وغير حازمة مما فاقم الاوضاع، والشرق الاوسط دليلاً ساطعاً.

د . حمزه السلامات