ان الاعلام وسيلة حضارية متقدمة تستخدم لتنوير الناس وتسعى الى تطوير المجتمعات وتهدف الى ابراز الحقيقة والتعامل معها بكل شفافية، ولكن هناك من يسعى الى الإساءة لهذه الوسيلة ويستخدمها لأغراضه الشخصية وتحقيق احلامه واهدافه بعيدا عن الواقع والحقيقة .
من هنا نرى ان علينا ان نتابع بجدية وموضوعية اوضاع “داعش” اليوم بعد التحولات التي جرت على الارض، والتغيير الذي احدثته الخطط والعمليات الأخيرة، التي طالت التنظيم بعيدا عن الاعلام وما تنشره الصحف والمجلات وتتناقله الفضائيات وما يتحدث به الاعلاميون والمحللون السياسيون، والتي نستطيع ان نوجزها بالاتي :
الوضع التنظيمي:
- وجهت قيادة التنظيم كوادرها القيادية بإيقاف انتماء العراقيين، ومنع طلبات الانتساب الى فصائلهم والويتهم القتالية، بعد ان شعرت ان هناك مقاتلين يسعون الى تحقيق مصالحهم الذاتية بعيدا عن اهداف التنظيم.
- تكليف اجهزة التنظيم الامنية والاستخباراتية بإعادة تقييم جميع ابناء المناطق التي تمت السيطرة عليها، من الذين تطوعوا للعمل معهم، وكلف بهذه المهمة مقاتلين من قيادات عربية ( تونسية وفلسطينية وليبية).
- كشف وفضح وانزال العقوبة بكل المندسين في صفوف التنظيم، الذين يسربون المعلومات عن خطط التنظيم وقياداته وتوجهاته القتالية.
- دراسة اسباب الاخفاقات التي جرت في مناطق( زمار، جرف الصخر، تكريت ) ووضع الحلول لمنع تكرارها .
- تغيير القيادات الميدانية في المناطق التي شهدت تراجعا ميدانيا لقوات “داعش” ومحاسبة الامراء والقادة العراقيين وأبعادهم عن المراكز القيادية.
- ابتعاد المواطنين عن التنظيم في المناطق التي يوجد فيها مقاتلو “داعش” خوفا من النهج الذي يتبعه هذا التنظيم، والذي يتسم بالقوة والعنف، والامتناع عن شراء الحاجيات والامتعة التي سيطر عليها “داعش” والتي يعدها الاخير “غنيمة” يستطع التصرف بها، من اثاث ومتاع وممتلكات المواطنين الذين تركوا بيوتهم بعد دخول التنظيم الى محافظاتهم.
- الوضع الامني والعسكري :
- تم توجيه قيادات التنظيم الميدانية لإعداد الخطط الكفيلة باستمرار التقدم والزحف لتعزيز وجود عناصر التنظيم.
- العمل على رفع معنويات المقاتلين وحثهم على القتال وعدم التراجع في مناطق معينة بعد ضربات التحالف الدولي، التي احدثت تغييرات جذرية على ارض الواقع .
- اشارت قيادات التنظيم الى ان الاختراق الامني لقياداتهم تم من خلال تطوع عدد من المقاتلين العرب من الجنسية اللبنانية، وتبين انهم يرتبطون بعلاقات مع “حزب الله” اللبناني والحرس الثوري الايراني ووجود مقاتلين فلسطينيين يعملون مع اجهزة المخابرات الاميركية.
- قام عدد من المقاتلين العرب بسرقة اموال التنظيم، وهذا ما حدث في مدينة الموصل، حيث تمت سرقة مبلغ مليوني دولار من قبل عنصرين عربيين هربا بالمبلغ خارج العراق ولايزال البحث مستمر عنهما.
- توجيه مقاتلي التنظيم لتفجير الابنية الحكومية والطرق والجسور المهمة التي ينسحبون منها، ومعالجة الاهداف بمزيد من العبوات الناسفة والبنايات المفخخة.
الوضع الداخلي
وضعت قيادة تنظيم “داعش” اسسا وقواعد لإدارة مقاتليها وتوجيههم وفق المعايير الامنية الاتية :
- المجموعة الاولى: وهي التي تسمى بعناصر (التلقي) ويتم من خلالها بث المشورات والمطبوعات والاشرطة الخاصة بنشاطات التنظيم وعملياته، والتي تؤكد سياسة ” داعش” وادارتها والمعارك التي تخوضها رفع معنويات عناصرها .
- المجموعة الثانية : وهي التي تسمى مجموعة (القتال) وهم مقاتلو “داعش” الذين يتلقون التعليمات التي تسعى لرفع المعنويات وابراز محاسن ادارة الخلافة والحكم.
- المجموعة الثالثة : مجموعة الانصار والمؤيدين لأفكار “داعش” وطروحاته ومنهجه في التغيير وإعلانه “الخلافة الاسلامية” .
ان هذه المسارات التنظيمية والعسكرية والداخلية لتنظيم “داعش” تؤكد على ضرورة الابقاء على قوة مقاتلي التنظيم، وحث قياداتهم لإحداث تغييرات على الارض، مع الحفاظ على روحهم المعنوية. فهل سنرى استمرارا لزحف وسيطرة مقاتلي “داعش” ام هناك مواقف ستحدث تغيير في خارطة العراق والمنطقة؟
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية