تذهب العديد من القراءات المتابعة لمستجدات ما يحصل من تطورات الأحداث في بعض دول منطقة الشرق الأوسط كالعراق ولبنان اللذين يعيشان على وقع احتجاجات شعبية متواصلة، إلى التأكيد أن المطالب الشعبية وإن كانت في ظاهرها مطلبية اجتماعية واقتصادية، إلا أنها تعبرّ بالنهاية عن رفض هذه الشعوب للمشروع الإيراني المتغلغل في بلدانها عبر أذرعته النافذة في الحكم. عن هذه المقاربات والتحليلات تحدّث الدكتور عبدالعزيز بن عثمان بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، لـ”العرب”عن الاهتمامات التي تشغل خبراء وقاطني المنطقة العربية ودول الخليج، وذلك بفضل ما يتمتع به الرجل من دراسة وتمعن بفضل احتكاكه المستمر بملفات وقضايا المنطقة.
الرياض – تتواصل في العراق ولبنان الاحتجاجات الشعبية المطلبية دون أن يختلف عاقلان وهما يتابعان عن كثب تواتر التطورات أن شعبي هذين البلدين يوجّهان رسائل واضحة لحكومتيها اللتين تسيطر على أجنداتهما سياسات تمليها إيران ويتم تمريريها عبر أذرعها المتمركزة في لبنان عبر حزب الله وفي العراق عبر الأحزاب الشيعية.
ويذهب الكثير من المحللين في تعاطيهم مع تحليلات الوضع الراهن في منطقة الشرق الأوسط إلى الاعتقاد بأن الاحتجاجات التي تفجّرت في العراق ولبنان وإن حملت نفسا مطلبيا اجتماعيا إلا أنها تعبّر في نهاية المطاف عن رفض شعبي هذين البلدين تواصل المشروع الإيراني الذي أفضى بالنهاية إلى تحقيق وضع اقتصادي مترد.
وحول مدى حقيقة هذا الربط والاستنتاج السياسي، الذي يذهب إلى أكثر من ذلك بكثير بالتأكيد أن طهران باتت في حالة فزع من أن تنتقل عدوى الاحتجاجات إلى أرضها، يقول الدكتور عبدالعزيز بن عثمان بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، لـ”العرب”، “من المؤكد أن الشعوب العربية ترفض المشروع الإيراني في بلادها، ومن الطبيعي أن تثور عليه، واحتجاج العراقيين في البداية يجسد ذلك بوضوح، ثم جاءت بعد ذلك الاحتجاجات في لبنان”.
دول المنطقة أمام تحدي التنويع في الصداقات والشراكات الدولية والإقليمية الذي لا يأتي بدولة على حساب دولة أخرى، بل بطريقة تكاملية وليست تنافسية
ويضيف الدكتور عبدالعزيز “هناك رفض منذ البداية لدى الشعب العراقي للاحتلال الإيراني كونه من أخطر أنواع الاحتلال، فهو يعمل على تغيير الخارطة الديمغرافية للشعب العراقي عبر تجنيس العديد من الإيرانيين بالجنسية العراقية لتغيير الخارطة السكانية بما يضمن تواجدا إيرانيا دائما خاصة في الحكومة ومفاصل الدولة”.
ويعلل رئيس مركز الخليج للأبحاث مقاربته بتأكيده أنه سبق أن قدم العراقيون قائمات بأسماء وزراء ومسؤولين عراقيين وهم في الأصل إيرانيين، وأن إيران استغلت القرب الجغرافي والمذهبية والطائفية لنشر ما يسمى بالطابور الخامس الإيراني في العراق بغية إضعاف العراق، ولغاية اتخاذه منطلقا للتوسع الإيراني في المنطقة العربية كي يكون لها الجسر الذي يربطها بريا بسوريا ولبنان ولتصل إلى البحر الأبيض المتوسط وحتى شمال أفريقيا حلمها القديم.
كما يشدد بن صقر على أن أهم مقاصد طهران هو تصدير الثورة للدول المجاورة وزعزعة استقرار هذه الدول والتدخل في شؤونها الداخلية ونشر التشيع، وذلك من أهداف الثورة الإيرانية منذ نهاية السبعينات، لذلك الشعوب العربية ذات التاريخ والحضارة لا تقبل أن تكون مجرد تابعة للدولة الإيرانية بحسب قوله.
أزمة اليمن والعلاقة مع العراق
تحظى قضية انفصال الجنوب اليمني بشعبية هامة في اليمن، لكن هذه القضية الشائكة تعترضها تفاصيل معقّدة تنتظر من دول الخليج لعب أدوار أكثر حضورا لمنع أي اقتتال داخلي.
حول الأدوار التي تلعبها دول الخليج في هذه المسألة، يشدد عبدالعزيز بن صقر في حديثه لـ”العرب”، “على أن العلاقة بين جنوب اليمن وشماله مرت في أوقات كثيرة بحالة من التوتر منذ الوحدة التي أرساها الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في مطلع تسعينات القرن العشرين، حيث يراها بعض أبناء الجنوب وحدة قسرية ولا تخدم أبناء الجنوب، في حين يرى أبناء الشمال أن اليمن الموحد أفضل من اليمن المجزأ”.
ويؤكد أن وتيرة الخلافات قد ارتفعت مؤخرا ما دعا المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى تنظيم اجتماع جدة في الشهر الحالي بين الحراك الجنوبي والحكومة الشرعية لحل الخلافات بين الحكومة وأبناء الجنوب بما يخدم مصلحة اليمن وشعبه ويوحد صفوفه لإزاحة الانقلاب الحوثي أولا وقبل كل شيء، مشددا على أن السعودية ترى أن الوفاق اليمني ضرورة وأن هذا شأن اليمنيين فقط دون غيرهم وعليهم التوافق في ما بينهم.
منذ عقود، بدت العلاقات الثنائية بين دول الخليج والعراق غير مستقرة والتواصل مع قيادته السياسية غير مستمر، ولئن يذهب الكثير من المحللين إلى التأكيد أن القيادة السياسية فضّلت الهروب إلى الأمام في السنوات الأخيرة باصطفافها وراء المشروع الإيراني الدافع لإخراج بغداد من محيطها العربي، فإن عبدالعزيز بن صقر بدا أكثر تفاؤلا بقوله “دول الخليج عامة والسعودية خاصة لم تتردد في التعامل مع العراق، فقد تم افتتاح السفارات وتبادل الدبلوماسيين، وتمت زيارات رفيعة المستوى بين البلدين واستقبلت المملكة كبار المسؤولين ورموز الدولة العراقية، كما سهلت المملكة وصول ضيوف الرحمن من الأخوة العراقيين لأداء مناسك الحج والعمرة”.
وأكد محدثنا أن السعودية تقدر أهمية العراق الدولة الشقيقة والجارة والتي تربطها معها حدود مشتركة طويلة، وأنها تدعم استقرار وأمن العراق ووحدة أراضيه، وتدعو الأطراف العراقية كافة إلى التلاحم واستخدام الحوار البناء لتحقيق التعايش السلمي.
ويلاحظ بن صقر أن الرياض تتعامل مع الدولة العراقية المركزية كدولة مستقلة وذات سيادة سواء في الإطار العربي أو في المحافل الدولية، لأنها تؤمن أن استقرار العراق ضرورة استراتيجية لاستقرار المنطقة برمتها وأنها لا تريد للشعب العراقي أن يعيش في اقتتال واحتراب داخلي لأن ذلك يضر بالشعب العراقي ويعطل مسيرة التنمية ويعطي الفرصة لتنامي الإرهاب وترسيخ الطائفية، بينما من حق الشعب العراقي العيش على أرضه بسلام كما عاش في تجانس طيلة التاريخ.
استفزازات طهران
تواصل طهران اعتماد سياساتها الاستفزازية لدول المنطقة لكن البعض يرى أن ما ينتظر مستقبلها من عقوبات اقتصادية ستتراكم عليها، قد يجعلها تتنازل عن مواصلة الدفع بمشروعها التخريبي بعدما بدت العملية راهنا صعبة أو مستحيلة.
من جهتها تدفع دول الخليج للمحافظة على استقرارها بالطرق المشروعة ولا تدفع لتفجير حرب في المنطقة، وحول هذه الإشكالية يرى الدكتور عبدالعزيز بن صقر في مقاربتها للتطورات أن “إيران مستمرة في مشروعها التخريبي ومستمرة في استفزاز دول الجوار الخليجي، وكذلك مستمرة في حالة عداء مع المجتمع الدولي وتتصرف بطريقة تتنافى مع الأعراف والقوانين الدولية، وتقود الإرهاب في المنطقة على أكثر من مستوى سواء بدعمها الإرهاب والإرهابيين بطريقة مباشرة أو عن طريق أذرعها المسلحة والميليشيات التي تمولها وتدفع بها للتخريب في المنطقة مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق والحرس الثوري في سوريا”.
ويشير إلى تواجدها في الكثير من الدول، وإلى اعتداءاتها على دول الجوار وقيادتها للهجوم الإرهابي على منشآت أرامكو في بقيق وخريص ومن قبل على ناقلات النفط في بحر العرب، مذكرا بدورها المشبوه والمرفوض في اليمن حيث تشعل القتال في هذا البلد العربي لتدميره وإثارة الفتن والشقاق بين أبنائه، وترفض إيران الاستجابة للقرارات الأممية أو مواقف المجتمع الدولي، وتسعى لأن تكون دولة نووية لتزيد من عدم استقرار المنطقة.
ويخلص بن صقر إلى أنه من المؤكّد وقياسا على التجارب السابقة فإن إيران لم تلتزم بقواعد الجوار وقد سبق وقدمت السعودية العديد من المبادرات التي تؤكد النوايا الحسنة للمملكة، لكن وفق قوله فإن إيران تظل تتعامل مع دول المنطقة بطريقتها التي انتهجتها منذ قيام الثورة الإيرانية والتي تعمل من خلالها على ما يسمى بتصدير الثورة، والتذرع بحجج واهية لنشر نظرية ولاية الفقيه.
قفزة موسكو نحو الخليج
أفضت التطورات الجديدة في منطقة الشرق الأوسط والتي تشهد بداية انسحاب القرار الأميركي عن سياساته الكلاسيكية، إلى بروز بوتين ليقوم بجولة خليجية يرى فيها الكثير أنها تأتي لتعزيز التحالف الإماراتي السعودي قصد البحث عن موطئ قدم لموسكو في المنطقة.
وبينما لا تشجع بعض الأوساط الخليجية على الذهاب بعيدا في هذا الخط الدافع لحضور روسي مكتمل الأركان في المنطقة، يطرح الدكتور عبدالعزيز بن صقر تصوراته في هذه القضية بتأكيده أن “روسيا دولة كبرى ووريثة الاتحاد السوفييتي السابق، ولاعب مهم في منطقة الشرق الأوسط، وترتبط مع دول المنطقة بعلاقات اقتصادية مهمة، كما أنها دولة نفطية مهمة ومن أكبر الدول المنتجة للنفط خارج منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) كما أنها دولة صناعية ولديها صادرات مهمة سواء مدنية أو عسكرية، والسعودية تتعامل معها من هذا المنظور، وليس من منظور انسحاب أو بقاء واشنطن في المنطقة”.
ويشدد محدثنا على أن “التنويع في الصداقات والشراكات الدولية والإقليمية لا يأتي بدولة على حساب دولة أخرى، بل بطريقة تكاملية وليست تنافسية حيث تربطنا علاقة استراتيجية بالولايات المتحدة بدأت منذ منتصف أربعينات القرن العشرين وما زالت مستمرة”.
ويؤكّد أن “العلاقات الدولية منذ انتهاء الحرب الباردة لا تعرف هذا الفصل الأحادي أو الاستقطاب الأحادي، حيث تعتمد العلاقات على تبادل المنافع خاصة بعد سقوط الأيدولوجيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، فلا يوجد الآن الصراع بين الرأسمالية والاشتراكية، ولا توجد مواجهة بين حلف وارسو وحلف الناتو، فعالم ما بعد الحرب الباردة يبحث عن المصالح بعيدا عن الأيدولوجيات، لذلك زيارة بوتين إلى المملكة ودولة الإمارات العربية المتحدة والتي كانت الشهر الحالي أدت إلى توقيع العديد من الاتفاقيات الخاصة بالتعاون الاقتصادي والعلمي والتكنولوجي، وإلى شراكات لتحقيق المصالح المتبادلة بعيدا عن الصراعات السياسية، أو فرض أيدولوجيات معينة أو قيام أحلاف عسكرية”.
منذ أن أمسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسدة الحكم في البيت الأبيض، بدت ملامح تغيير جذري للسياسات الخارجية الأميركية، وهو ما يزيد من حيرة شركائه في المنطقة عبر أدائه السياسي المتميز في الكثير من الأحيان بطرح متناقض.
وحول هذه النقطة الشائكة وبشأن كم سيدوم هذا الوضع المتقلب في سياسات ترامب؟ وماذا ينبغي على دول الخليج فعله لتجنب أي مفاجأة؟ يقول رئيس مركز الخليج للأبحاث لـ”العرب”، “إن دول الخليج والولايات المتحدة تتمسكان بعلاقات استراتيجية مستقبلية قائمة على أسس تاريخية ومصالح مشتركة، وليست علاقات طارئة أو مؤقتة، ومن الطبيعي أن يحدث تباين في وجهات النظر بين الأصدقاء أو الحلفاء تجاه بعض القضايا التي تشهدها المنطقة”.
ويؤكد أن التباين في وجهات النظر ليس بالضرورة يقود إلى خلافات أو اختلافات، بل يظل هو (تباين في وجهات النظر)، وهذه العلاقات الراسخة لا تخضع للتقلبات السياسية، وليست مرهونة بموقف حزب أميركي من هنا أو هناك، بل هي علاقة ذات أسس وثوابت وأهداف مشتركة لا تتغير بين عشية وضحاها.
ويشدد بن صقر على أن دول الخليج متفهمة لطبيعة السياسة الأميركية، ولطبيعة المتغيرات الدولية والإقليمية، ومتفهمة لاختلاف وجهات نظر الإدارات الأميركية المتعاقبة، وفي الوقت نفسه ملتزمة بسياسة خارجية منفتحة ومتوازنة تراعي المصالح العليا لدول المنطقة وكذلك تتفهم طبيعة العلاقات الدولية، وفي الوقت نفسه تعمل على تنويع مصادر الدخل وتوسيع القاعدة الاقتصادية كما جاء في رؤية 2030 للمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بما في ذلك توطين الصناعات.
أما بخصوص سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يعتبر أحد أهم اللاعبين في منطقة الشرق الأوسط وما أفرزه ذلك من اختلافات تظهر مرة إلى العلن ومرة أخرى تبقى مكتومة، يقول عبدالعزيز بن صقر إن “رجب طيب أردوغان لديه رغبة جامحة في قيادة العالم الإسلامي لتحقيق حلم إعادة الإمبراطورية التركية، ومن أجل ذلك يلبس أردوغان مشروعه عباءة الإسلام ولتحقيق هذا الحلم تحالف مع جماعات الإسلام السياسي في المنطقة العربية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين ليستفيد من دعم التنظيم الدولي للإخوان الموجود في الكثير من دول العالم”.
ويؤكد أن أردوغان يستفيد من الوجود الإخواني المنتشر بصورة واسعة في كل الدول تقريبا، وتمثله في منطقة الخليج قناة الجزيرة القطرية ومن على شاكلتها، إضافة إلى مجموعة الإعلاميين العرب الموجودين في تركيا، خاصة أن إعلام الإخوان المسلمين مؤدلج ويعمل بكل إصرار ودأب على تسويق مشروع أردوغان.
في ملف آخر يذهب البعض إلى التأكيد أن أزمة العلاقات التي ضربت الخليج جعلت من المنطقة مشلولة بفضل استمرار الهوة في العلاقات مع قطر، و قيام عمان بأدوار غير مجمع عليها خليجيا، فيما يعتبر البعض الآخر الكويت غير مؤهلة للدخول في تعقيد الوضع الداخلي.
لكن عبدالعزيز بن صقر لديه تصور آخر يؤكّد أن الصورة ليست قاتمة مثلما يتم الترويج له في علاقة بمجلس التعاون الخليجي، قائلا “نعم توجد خلافات بين بعض دول مجلس التعاون ومنها الأزمة الخليجية ـ القطرية، لكن مجلس التعاون ولد ليبقى وليس ليموت، لقد جاء لتلبية رغبات الشعب الخليجي الواحد الذي له سمات مشتركة من حيث الموقع الجغرافي والتلاحم والعادات والتقاليد والسياسة الداخلية والخارجية ومقومات الاقتصاد، إضافة إلى القرابة والعمق القبلي المشترك، وليس بسر أن ما يجمع دول مجلس التعاون الخليجي أكثر مما يفرقها وتوجد قواسم مشتركة لدول وشعوب مجلس التعاون الخليجي يندر أن تكون في أي تكتل آخر في العالم، لذلك نراهن على عامل الوقت لوحدة الصف الخليجي كما كان وفي أقرب وقت ممكن”.
ويشدد بن صقر على أن أهم التحديات والرهانات التي تواجه مجلس التعاون الخليجي تتلخص في مواجهة العديد من التحديات المشتركة والتي لا تستثني دولة واحدة، منها: الإرهاب، لأن دول مجلس التعاون الخليجي ما زالت تعاني من الإرهاب للجماعات الإرهابية المتطرفة والعابرة للحدود ومن الضروري المواجهة الجماعية لهذه الآفة المدمرة والتي تهدد كل المكتسبات التي تحققت في دول مجلس التعاون.
أما التحدي الأهم فهو وفق محدثنا متعلق بالتدخل الإيراني في شأن دول مجلس التعاون، بقوله إن “هذه التدخلات قديمة ومستمرة وتستخدم الورقة الطائفية والميليشيات المسلحة لتحقيق ذلك”. علاوة على قضايا أخرى أهمها معضلة اليمن حيث يمثل الانقلاب الحوثي على الشرعية والعمل على تغيير ثقافته وتركيبته الدينية والثقافية والاجتماعية، إضافة إلى تهديد دول الجوار والأمن الإقليمي، من أخطر التحديات التي تواجه المنطقة.
العرب