قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية إن الشباب الغاضب في العراق، والذي كان يطالب بالوظائف والخدمات العامة ووضع حد للفساد، بات الآن يدين بشكل متزايد إيران، الجارة ذات النفوذ القوي منذ سقوط صدام حسين في عام 2003.
واعتبرت الصحيفة الفرنسية، في تقرير بعددها الصادر اليوم، أن إطلاق المتظاهرين العراقيين يوم أمس، في مدينة النجف الشيعية، اسم زنقة “شارع ثورة أكتوبر” على الزنقة التي تحمل اسم آية الله الخميني، يعدّ “خطوة ذات دلالة رمزية قوية”. يضاف إلى ذلك، محاولة بعض المحتجين إضرام النار في قنصلية إيران في كربلاء التي كتبوا على حائط مبناها شعار: “كربلاء حرة – إيران ارحلي”، قبل أن يواجهوا بقمع قوات الأمن التي فتحت عليهم الرصاص الحي، في تطور عنيف أدى إلى مقتل أربعة محتجين.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه منذ الأول من شهر أكتوبر الماضي، تسبب قمع القوات الأمنية العراقية في مقتل نحو 300 شخص، موضحةً في نفس الوقت أن حملة القمع هذه تزداد صلابة.
وفي محاولة لتهدئة الأوضاع، قال رئيس الحكومة العراقية عادل عبد المهدي إنه مستعد للاستقالة إذا وافقت الأحزاب السياسية على اسم بديل له، واعدا بجملة إصلاحات. وقبل ذلك، قال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، والقيادي البارز في القوات شبه العسكرية الموالية لإيران هادي العامري، إنهما مستعدان “للعمل معاً” لاستبدال رئيس الوزراء.
غير أن العامري غير موقفه، في اليوم التالي، بعد وقت قصير من دعوة المرشد الأعلى الإيراني إلى “الرد على انعدام الأمن”، إذ يدعو إلى الحفاظ على عبد المهدي رئيساً للوزراء، ويعارض شعار “فليرحل الجميع” الذي يتبناه العديد من المتظاهرين، المصممين على مواصلة ثورتهم، معتبرين أن النخبة السياسية تابعة، إما لواشنطن أو طهران.