طرابلس – أحبط الجيش الليبي مسعى حكومة الوفاق في السيطرة على أحد أهم الحقول النفطية بالجنوب والذهاب إلى مؤتمر برلين وفي يدها ورقة الحقول النفطية لتحسين الاعتراف الدولي بها بعد أن مالت الكفة لفائدة خصمها المشير خليفة حفتر.
وقال الجيش إنه طرد مجموعات مسلحة من حقل الفيل النفطي البالغة طاقته 70 ألف برميل يوميا بعد شن غارات جوية على المنطقة، مما تسبب في توقف الإنتاج.
وشن الجيش هجوما مضادا استعاد فيه السيطرة على الحقل “750 كلم جنوب غرب طرابلس” بعد ساعات من المعارك نفذت فيها ضربات جوية مكثفة، أدت إلى انسحاب المجموعات المهاجمة.
وقال أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي إن قواته طردت مجاميع مسلحة وإنها تقوم بتأمين الحقل.
ولم يكن استهداف حقل الفيل معزولا، ما يؤكد شكوكا بأنه يأتي في سياق خطة منسقة، فقد قال مسؤول عسكري في الجيش الوطني الليبي إن طائرات هليكوبتر من طراز إم آي-35 استهدفت الخميس قوات تشادية معارضة كانت تتأهب لمهاجمة حقل الشرارة النفطي أكبر الحقول في ليبيا.
وفي وقت سابق من الأسبوع، قال مهندسون بحقل الشرارة إن إنتاج الحقل استقر على نحو 300-280 ألف برميل يوميا وإن الوضع الأمني في الحقل جيد.
وتستضيف ألمانيا في 10 ديسمبر المقبل، جولة رابعة ضمن جولات الحوار مع الدول التسع المعنية بالأزمة الليبية، في محاولة جديدة لتذليل العقبات التي تراكمت أمام المؤتمر الدولي التي تخطط له، والذي تأجل لأكثر من مرة بسبب اختلاف الحسابات بين الدول الغربية المعنية بالملف الليبي.
وتراجعت أجواء التفاؤل التي صاحبت إعلان ألمانيا عقد مؤتمر دولي، وباتت تواجه القمة التي كان من المقرر انعقادها في برلين نهاية أكتوبر الماضي وبداية نوفمبر الجاري، عقبات كبيرة أثرت سلبا على التقديرات المؤيدة للمؤتمر، وقادت إلى فقدان الحماس له.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا في بيان نشرته، الخميس، عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك “نؤكد استئناف الإنتاج في حقل الفيل بعد توقف الأعمال العسكرية بالحقل”.
وقالت إنه لم يتعرض أي من موظفي الحقل لإصابات، بالرغم من تعرض بعض المنشآت لأضرار بسيطة.
وقال مصطفى صنع الله، رئيس مؤسسة النفط في هذا الصدد، “أذكر جميع الأطراف بأن حقول النفط والغاز هي المصدر الأساسي للدخل في ليبيا، والحفاظ عليها يصب في مصلحة الشعب، لذلك يجب ألا يتم التعامل معها كأهداف عسكرية”.
وأضاف أن “أي عمليات قتال بالقرب من أي من منشآتنا تجبرنا على وقف الإنتاج، ضمانا لسلامة موظفينا”، مشيرا إلى أن “الضرر يطال جميع الليبيين” بتوقف الإنتاج.
ويقع حقل الفيل في منطقة حوض مرزق الغنية بالنفط، على مسافة 750 كلم جنوب غرب طرابلس، ولديه احتياطي يتخطى 1.2 مليار برميل، بحسب المؤسسة الوطنية للنفط.
وتدير الحقل البالغ إنتاجه 70 ألف برميل يوميا بالشراكة مع مؤسسة النفط شركة إيني الإيطالية. ويضخ الحقل الخام إلى مرفأ مليتة في غرب ليبيا.
العرب