صانع الصفقة ( عراب الصفقة) : تعاون مولر مع السمسار جورج نادر بشأن التحقيق في صفقة الاسلحة الروسية العراقية بقيمة اربعة مليارات دولار
لورا روزن مراسلة المونيتور الدبلوماسية ومقرها في العاصمة واشنطن
ملخص المقالة
– المستشار الخاص روبرت مولر واحدث مسعى له ,
– رجل الاعمال اللبناني الامريكي الذي يحمل اسم جورج نادر الذي لديه تاريخ طويل من التعاملات والصفقات الغامضة في الشرق الاوسط على الرغم من ان ملفه الشخصي ضئيل في واشنطن .

افادت مصادر عراقية لمجلة امونيتور عن تعاون رجل اعمال لبناني- امريكي مع عضو اللجنة الخاصة روبرت مولر في التحقيق عن الدور الروسي الذي ساعد في التوسط في صفقة اسلحة روسية عراقية المثيرة للجدل في عام 2012 بقيمة 2.4 مليار دولار .
صفقة الاسلحة الروسية
سافر جورج نادر البالغ من العمر 58 سنة الى موسكو في عام 2012 وابلغ المحاورين الروس انه يمثل رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي ويجب التفاوض على الصفقة من خلاله وفقا لمصدرين عراقيين وكان دور جورج نادر في الصفقة مثير للجدل للمسؤولين العراقيين لان وزير الدفاع العراقي كان في روسيا لاجراء المفاوضات وكانوا لايتوقعون ان المالكي كان يعمل مع نادر لتجاوز القنوات الرسمية .
احد المصادر العراقية وهو مسؤول عراقي سابق تحدث الى مجلة المونيتور شريطة عدم ذكر اسمه شهد شخصيا تفاعلات نادر مع المالكي في فندقه في موسكو عندما رافق المالكي الى موسكو في تشرين الاول 2012 لتوقيع صفقة السلاح مع الرئيس فلادمير بوتين في روسيا .
وقالت المصادر العراقية ان مهنة نادر كوسيط للصفقة في العراق استمر من منتصف الالفينيات حتى ترك المالكي منصبه في عام 2014 . بعد ذالك اصبح جورج نادر مستشارا لولي عهد ابوظبي المتنفذ محمد بن زايد ال نهيان .
وبهذه الصفة يجري نادر لقاءات واجتماعات مع اعضاء ادارة دونالد ترامب القادمة في الفترة مابين 2016 -2017 بما في ذالك صهر ترامب جاريد كوشنر , مستشار الامن القومي السابق مايكل فلين وكبير الاستراتيجيين السابق ستيف بانون , الذي لفت انتباه مولر الى جورج نادر .
ذكرت صحيفة نيورك تايمز يوم الثلاثاء انه تم القبض على نادر واستجوابه من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي( FBI) عندما هبط في مطار واشنطن دولس الدولي يوم 17 كانون الثاني في طريقه للاحتفال بالسنة الاولى لتولي ترامب منصبه في مار-اي- لاغو في فلوريدا. وقد تم استجوابه من قبل هيئة المحلفيين الكبرى لمولر في 2 اذار وتفيد التقارير بأنه يتعاون الان مع تحقيقات مولر وقد ورد ان احد اسئلة التحقيق هو ان مولر كان يستجوب نادر حول ما اذا كانت دولة الامارات العربية المتحدة قد مررت اموالا لأعضاء ادارة ترامب القادمة في محاولة للسيطرة على النفوذ معهم بما في ذالك في نزاعهم مع قطر .

من كونه صحفي الى صانع الصفقات (سمسار صفقات تجارية)
ان مهنة جورج نادر في الاونة الاخيرة بصفته وسيطا لصفقات الشرق الاوسط هي نمو و مغادرة ماضيه . وكمحرر لمجلة ميدل ايست انسايت في واشنطن( مجلة الشرق الاوسط ) في الثمانينات والتسعينات , اجرى نادر مقابلة مع الرئيس بيل كلينتون والزعيم الايراني الخميني .
وخلال هذه الفترة عما نادر ايضا كوسيط مفاوض (سمسار ) في المحادثات السورية الاسرائيلية غير الرسمية التي شجعت عليها ادارة كلينتون قبل ان تختفي فجأة من مسرح واشنطن في عام 2002 .
قال مارتن انديك , الذي كان يعرف نادر عندما شغل منصب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الادنى والسفير لدى اسرائيل في تسعينات القرن الماضي , لمجلة المونيتور : لقد كان وسيطا موثوقا به وميسر للامور , لم يكن رجلا مخادعا .”
وقال انديك ان جورج نادر كان مرتبطا بنظام حافظ الاسد من خلال وزير الخارجية السوري انذاك فاروق الشرع والسفير السوري في الولايات المتحدة ووزير الخارجية الحالي وليد المعلم . كان يذهب الى اسرائيل من وقت الى اخر . ورتب مقابلة بين وزير الخارجية السوري الشرع مع الصحفي الاسرائيلي ايهود يعاري كتدابير لبناء الثقة .
” جورج نادر هو الذي جعل ذالك يحدث ثم تواصل مع ارون لودر . سافر مع لودر 16 مرة الى دمشق في عام 1998 في الجهود الرامية الى احراز تقدم في اتفاقية سلام اسرائيلية –سورية .
وقال انديك , الذي يشغل الان منصب نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة بروكينز , “عندما غادرت ادارة كلينتون , غادر جورج ” .
وقال الصحفي هشام ملحم لمونيتر : ” اخر مرة سمعت فيها من نادر كانت بعد الغزو الامريكي للعراق ” . ” اتصل بي من كردستان . لكن لماذا يريده (ولي العهد) محمد بن زايد عندما يكون عنده يوسف العتيبة ( سفير دولة الامارات العربية المتحدة) ؟ .

من نشاطه الصحفي في محادثات السلام السورية الاسرائيلية الى انع صفقات في العراق مابعد الحرب :
ظهر جورج نادر في العراق في منتصف العقد الاول من القرن الحالي (منتصف الالفيات)حيث كان يترجم روليديكس (قائمة عناوين للمتصلين) الخاص به من ايام عمله في ” ميديل ايست انسيت(مجلة الشرق الاوسط ) ” ضمن الية عمل عمل حيث يقدم المشورة للعديد من العملاء السياسيين العراقيين بما في ذالك بعض القادة السياسيين الشيعة في العراق , بالاضافة الى المسؤولين الاكراد .
ووفقا لمصادر عراقية ساعد جورج نادر في تنظيم لقاءات لزيارته عام 2005 لواشنطن مع اعضاء قياديين في حزب سياسي شيعي عراقي له علاقات وثيقة مع ايران هو المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق .
وفي عام 2010 نظم جورج نادر اجتماعات مماثلة لرئيس وزراء حكومة اقليم كردستان العراقي نيجيرفان بارزاني مع مسؤولين اماراتيين رفيعي المستوى , بما في ذالك ولي العهد حسبما قال مصدر عراقي اخر يعيش الان في المنفى لموقع المونيتور . لكن نادر اخفق في الفوز برضاء زعيم حكومة اقليم كردستان حسب المصدر العراقي الثاني .
وقال المصدر العراقي الثاني : ” حصل جورج نادر لنيرجفان بارزاني على لقاءات مع محمد بن زايد وسعد الحريري ( رئيس الوزراء اللبناني) ” , مضيفا انه نصح محاورين اكراد عراقيين في ذالك الوقت بالحذر من جورج نادر .
وقال المصدر العراقي الثاني ان جورج نادر كانت لديه براعة في الادعاءات بأنه عنده طريقة فريدة للوصول الى اشخاص غامضيين ” . بهذه الطريقة يكون قادرا على توطيد العلاقات مع رجل مقرب اخر ومنه الى اخر .
وبحلول عام 2012 , كان نادر قد اقام علاقات وثيقة مع رئيس الوزراء العراقي وابنه احمد المالكي , حسب المصادر العراقية , وقال المسؤول العراقي السابق ان جورد نادر عمل مع المالكي الابن في مشروعات لتوليد الكهرباء . ويبدو ان العلاقة التي قام بها نادر مع نظيره المالكي قد جلبته الى الدائرة الداخلية للاب عندما تم التفاوض على صفقة الاسلحة الروسية الضخمة .
وفي اب 2012 امضي وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي 24 يوما في موسكو لانهاء المفاوضات الخاصة بصفقة الاسلحة الروسية البالغة 2.4 مليار دولار .
لكن خلال المفاوضات قال المسؤول العراقي السابق للمونيتور انه تلقى رسالة من وزير الطاقة الروسي السابق يوري شافرانك يحذره فيها من وجود اشخاص اخرين في موسكو يدعون انهم , وليس وزير الدفاع , يمثلون المالكي وان الصفقة يجب ان تمر عبرهم .
وفي نهاية المطاف في 3 تشرين الاول 2012 جاء شفرانيك الى بغداد لمحاولة توضيح الوضع مع المالكي , كما قال المسؤول العراقي السابق حتى انه عرض على المالكي خط اتصال مباشر مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين لتجنب الالتباسات والتسريبات .
وفي الثالث من تشرين الاول وصل يوري شافرانك الى بغداد واجتمع مع رئيس الوزراء واخبره بوضوح ان السيد بوتين يقترح علاقات مباشرة بينه وبين الرئيس الروسي بوتين لتجنب اي تسرب ويقطع اي اشياء غير صحيحة . كما قال المسؤول العراقي السابق ” رحب رئيس الوزراء بذالك” .
واكد المالكي للمسؤولين انه يرحب باقتراح تبسيط اتصالاتهم واشار الى ان الارتباك حول من يمثل بغداد في صفقة السلاح سيتم حله .
لذا فقد دهش المسؤول العراقي السابق عندما رافق الملكي الى موسكو في تشرين الاول 2012 لتوقيع صفقة الاسلحة الروسية لرؤية جورج نادر يدخل الفندق ويأخذ المصعد الى جناح المالكي .
وقال المسؤول العراقي السابق ” كنا في فندق راديسون في موسكو وفجأة جاء جورج نادر يسير بسرعة كبيرة دخل المصعد, وصعد ورأيت من الشاشة فوق المصعد وذهب الى الطابق الذي كان يقيم فيه رئيس الوزراء .
عندما وصل وزير الدفاع الى الطابق الارضي سألت هل لاحظت جورج نادر ؟ وقال نعم رأه يدخل جناح رئيس الوزراء كما قال المسؤول العراقي السابق في ذالك الوقت ادركت ان القضية داخلية . الحزب الفاسد الذي ذهب الى موسكو لتمثيل المالكي , لم يكونو اناسا غرباء هم في الحلقة مع المالكي .
وتابع المسؤول العراقي السابق : ” ايضا , بينما كنا هنالك اكتشفنا حقائق جديدة . انا شخصيا لم اكن اعرف ان هؤلاء الاشخاص الذين سافرو الى موسكو في نهاية اب , بأنهم مرتبطون بالمالكي وابنه . لكن جورج نادر اعرفه جيدا لقد صدمت . ثم فهمت على الفور بان نادر على علاقة مع نجل المالكي .
وخلال الرحلة الى موسكو , عرفنا ان ااحد الاشخاص الثلاثة الذين كانو في موسكو ليقدمو انفسهم ممثليين (للمالكي ) هو جورج نادر , كما قال المسؤول العراقي السابق .
لم يأتي اي رد لمكالمة يوم الاربعاء من المونيتور الى محام يمثل نادر في قضية سابقة . وقال متحدث بأسم السفارة العراقية انه ليس لديه معلومات عن هذه المسألة .
كانت صفقة الاسلحة الروسية العراقية مثيرة للجدل في العراق ويشتبه في انها تشتمل على عملية فساد في صفقة تشرين الثاني 2012 , و بعد شهر واحد من توقيعها , اعلن وزير الدفاع العراقي بالوكالة عدنان الدالدليمي الذي كان يعمل في ذالك الوقت , ان الاتفاق الغي بسبب فساد محتمل في العقد حسب ما اوردته رويترز .
لكن علي الموسوي المستشار الاعلامي للمالكي انذاك كما استشهدت به رويترز حين قال ان الصفقات سيعاد التفاوض بشأنها واي تعليق للعقد كان اجراء احترازي بسبب الفساد المشتبه به .

من العراق الى الامارات العربية المتحدة :
بعد نهاية المالكي كرئيس لوزراء العراق في الانتخابات العراقية في عام 2014 شق جورج نادر طريقه ليصبح مسنسشارا لولي عهد ابو ظبي . والى وقت انتخاب ترامب كان قد حرص على عدم الظهور في الاعلام لدرجة ان العديد من الاستشاريين في واشنطن الذين يعملون مع الامارات قالو انهم على غير دراية تامة لدوره .
قد يترك الامر لمولر للمساعدة في تعميق فهم انشطة نادر الغامضة والدور الذي ربما لعبوه في التأثير على سياسات ادارة ترامب تجاه الشرق الاوسط .
لورا روزن مراسلة المونيتور الدبلوماسية ومقرها في العامة واشنطن