مناورات درع الشمال : الاسباب والاهداف

مناورات درع الشمال : الاسباب والاهداف

السعودية-العراق-ميليشيات
أعلن العميد الركن احمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي والمتحدث الرسمي باسم التحالف العربي عن وصول طلائع القوات المشاركة في التمرين العسكري الاكبر في تاريخ المنطقة العربية والشرق الاوسط والذي اطلق عليه تسمية(درع الشمال) ويجري في مدينة الملك خالد العسكرية بمدينة حفر الباطن الواقعة شمال المملكة العربية السعودية .
وتشارك في هذه التظاهرة العسكرية الكبرى (20) دولة عربية واسيوية وأفريقية اضافة الى درع الجزيرة والدول المشاركة هي (المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والمملكة الاردنية الهاشمية ومملكة البحرين ودولة الكويت وسلطنة عمان ودولة قطر وجمهورية مصر العربية وجمهورية السودان وتونس وجيبوتي وجزر القمر والمملكة المغربية وموريتانيا وجمهورية المالديف وباكستان وماليزيا والسنغال وموريوشيوس ).
وان عديد القوات المشاركة في (رعد الشمال ) تبلغ (150) الف جندي مع (2540) طائرة مقاتلة و(20) الف دبابة و(460) طائرة هليكوبتر ، فيما يبلغ عدد الجيوش التابعة للدول المشاركة في هذه المناورات (2.2) مليون مقاتل تدعمهم قوة طيران مكونة من (4923) طائرة و(13642) دبابة و(924) قطعة بحرية مع (2342) منظومة صواريخ.
تأتي هذه الفعاليات العسكرية قبل شهر من اجتماع من المؤمل عقده نهاية شهر اذار 2016 هو الاول للتحالف العسكري الاسلامي ضد(الارهاب) الذي اعلنه ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية ووزير الدفاع فيها (الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز) في كانون الاول من عام 2015 ويضم (35) دولة عربية واسلامية .
ان الاعلان عن هذه المناورات العسكرية والبدأ بفعاليتها في مدينة حفر الباطن تأتي في خضم وقائع وتحولات جسيمة تشهدها المنطقة العربية وتسارع الاحداث في دول عربية مهمة تشهد صراعات سياسية ونزاعات عسكرية مستمرة ، فما نراه الان من تقدم لجحافل التحالف العربي في اليمن واصرار المقاتلين على استعادة مدينة(صنعاء) عاصمة الجمهورية العربية اليمنية من سيطرة الحوثيين وقوات الرئيس علي عبدالله صالح والمعارك الجارية الان بين جميع اطراف المعارضة السورية والقوات الكردية ومقاتلي الجيش العربي السوري في جبهة حلب وباقي المدن السورية والمشاركة الروسية في دعم واسناد وتقدم القطعات الموالية لنظام الاسد ،وما تشهده المعارك الجارية في منطقة الحدود السورية-التركية والقصف الجوي التركي على مواقع حزب العمال التركي داخل الاراضي السورية ،يحفزنا على قراءة الغايات والاتجاهات الاستراتيجية والرسائل التي تحملها عمليات (درع الشمال) والموجهة للمحيط العالمي والاقليمي وماهي التحديات التي تواجهها هذه الدول المشاركة والغايات التي ستعمل جاهدة على تنفيذها والسعي اليها بعد الانتهاء من هذه التظاهرة العسكرية الكبرى .
ويمكن لنا ان نحدد أهم المسارات والدوافع والاهداف التي تؤكدها هذه المشاركة الكبرى وانعكاساتها على المحيط العربي والاقليمي وفق ما يأتي :
1.تؤكد المملكة العربية السعودية بدعمها واحتضانها لهذه التظاهرة عزمها الاكيد على حماية وتعزيز أمنها الوطني والمشاركة الفعلية في ترسيخ مفهوم الامن الاقليمي والعربي للدول المشاركة .
2.تعزيز المكانة الكبيرة التي تحضى بها القيادة السعودية بانها الراعية الاساسية الان لمواجهة (الارهاب) بالتنسيق مع جميع الدول المشاركة في قيادة التحالف العربي والدولي .
3.الاعلان عن الوقوف صفا واحدا لجميع الدول المشاركة في مواجهة كافة التحديات والحفاظ على الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط والوطن العربي وان الدول المشاركة في هذه التظاهرة تتفق مع المملكة في رؤيتها للأحداث وكيفية التعامل معها وسعيها لتعزيز السلام في المنطقة .
4.ان هذه المناورات تؤكد الموقف العربي الرسمي لقيادة المملكة في رعايتها للتحالف العربي الذي أعلن عنه في اذار 2015 ومشاركتها الفعلية في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية منذ اب 2014 .
5.توثيق عرى العلاقات السياسية مع الدول المشاركة وتمتين حالة التعاون العسكري وتعزيز الفعاليات العسكرية ضمن برنامج واستراتيجية دقيقة واضحة المعالم ولها تطبيق واقعي ومشهود في الميدان وتنفيذ جميع الخطط العسكرية المتفق عليها وتدارسها بما يخدم الغاية الاساسية من المشاركة .
6.اعداد البيانات العلمية الدقيقة عن حجم وفعالية الدول المشاركة وامكانيتها في مواجهة المخاطر الجسيمة التي تهدد امنها الوطني والاقليمي وكيفية التعاون الاستراتيجي في مساعدة الدول المشاركة لبعضها ودرء اي خطر يهدد كيان ومستقبل الدول المشاركة وشعوبها .
7.ارسال رسالة واضحة للدول الاقليمية وخاصة (ايران) ان للمملكة حلفاء استراتيجيين من جميع العالم وانها جادة في بناء قوة عربية اسلامية رادعة لمواجهة التحديات والمخاطر التي تعيشها المنطقة .
8.تزامن هذه الفعاليات مع الدور الاقليمي الذي اعلنته السعودية والمتمثل بأرسال طائرات حربية الى قاعدة إنجرليك التركية وبمشاورة واتفاق مع القيادة التركية لاستهداف معاقل الارهاب واجتثاثه من داخل الاراضي السورية ضمن دور سعودي-تركي مشترك وبمساندة دولية من قبل قيادة التحالف الدولي .
9.التأكيد على ان القرارات السعودية تتسم بالجدية الواقعية المستندة الى ارادة صلبة وقوة داخلية تسعى لأثبات حقيقة التأثير العربي والاقليمي والعالمي الذي تتمتع به القيادة السعودية وهذا ما لمسه الجميع منذ البدء بالإعلان عن تشكيل التحاف الدولي والعربي والاسلامي واخرها الاتفاق الاستراتيجي مع تركيا .
10.أثارت هذه التظاهرة العسكرية مخاوف المسؤولين العراقيين كونها تجري بالقرب من الحدود العراقية-السعودية فارسل عدد من القوات العسكرية المسلحة الى منطقة الحدود مع السعودية وبالقرب من التدريبات التي تجريها المملكة مع عدد من الدول المشاركة ، كما ارسلت قيادة الحشد الشعبي مجموعة من مقاتليها الى قضاء(عرعر) المحاذي للحدود المشتركة مع السعودية تتكون من مقاتلين تابعين لمجاميع تعمل مع (كتائب الامام علي-عصائب الحق-جند الامام -سرايا السلام- كتائب الشهيد الصدر ) .
ان مجمل الاحداث والوقائع تؤكد لنا ان المملكة العربية السعودية جادة وحريصة بكل تحركاتها لتعزيز الامن العربي والاقليمي في منطقة تشهد احداث دامية وصراعات جسيمة تهدد كيانها وبقاءها ، وانها ستعمل بكل جهدها وتأثيرها ومكانتها لتحقيق الاهداف والغايات الاستراتيجية بما يعزز امنها الوطني وامن جميع الدول المتحالفة معها .

وحدة الدراسات العربية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية