الديلي بيست: الولايات المتحدة تساند إيران رسميا ضد داعش

الديلي بيست: الولايات المتحدة تساند إيران رسميا ضد داعش

أطلق التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الضربات الجوية لدعم القوات الإيرانية والعراقية في مدينة تكريت، وفقًا لما قاله مسؤول أمريكي للديلي بيست. وكانت هذه القوات قد بدأت سابقًا محاولتها استعادة مسقط رأس صدام حسين من الدولة الإسلامية من دون إبلاغ الجيش الأمريكي. ولكن، وعندما توقفت تلك الحملة، عادت هذه القوات لطلب مساندة القوة الجوية الأمريكية.

وقال مسؤولان أمريكيان للديلي بيست إن الولايات المتحدة كانت تنتظر طلبًا رسميًا من الحكومة العراقية لتنفيذ الضرابات. وأضاف المسؤولان إنه الآن، وبعد أن تلقت أمريكا هذا الطلب، قد تبدأ تلك الهجمات على الفور. وأشار أحد المسؤولين إلى أن “الائتلاف قد أظهر القدرة على الاستجابة السريعة للظروف على الأرض“.

وبينما تدهور الوضع في تكريت بالنسبة للقوات العراقية، وضع الجيش الأمريكي بهدوء الأسس لتوسيع الضربات الجوية لقوات التحالف إلى هذه المدينة الواقعة وسط العراق. حيث نقلت المعدات، وبدأ الجيش بصياغة الخطط العسكرية لضرب أهداف داعش هناك.

ويوم الأربعاء، أفاد مراسل أسوشيتد برس في تكريت بسماع أصوات الطائرات الحربية في سماء المنطقة وانفجارات متعددة. وفي مقابلة مع وكالة رويترز، نشرت في وقت مبكر الأربعاء، قال الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، إن الضربات الجوية ستبدأ قريبًا. وأضاف: “أرادت الحكومة العراقية وسكان المنطقة مساهمة نشطة من التحالف الدولي“.

وتمثل الغارات الجوية الأمريكية في تكريت تحولًا هامًا في الحرب ضد داعش. حيث  إن المسؤولين العراقيين لم يستشيروا نظراءهم الأمريكيين قبل أن يشنوا هجومًا على تكريت في 1 مارس إلى جانب الجنرالات والدبابات الإيرانية. وقد أصر الجيش الأمريكي منذ فترة طويلة على أنه لن ينسق بشكل وثيق مع الإيرانيين، حتى مع محاربة كلا الطرفين لعدو مشترك في العراق، هو داعش.

وانطلقت الحملة على تكريت بقوة من 20 ألف من مقاتلي الميليشيات الشيعية، و3 آلاف من القوات العراقية، وسرب من القوات والدبابات والأسلحة والضربات الصاروخية الإيرانية. وفي الأيام الأولى من الحملة، كان الجنرال قاسم سليمان، قائد قوة القدس الإيرانية، متواجدًا على أرض الواقع في تكريت.

وبينما شقت القوات طريقها بسرعة إلى تكريت في تلك اللحظات الافتتاحية للمعركة، كانت هناك آمال بأن العراق سوف يحصل على أكبر فوز له ضد داعش خلال أيام. وتفاخر المسؤولون العراقيون بأنهم كانوا يسترجعون المدينة بسرعة مستغربة، رغم أنها أكبر معقل لداعش في محافظة صلاح الدين في العراق. ولكن، وفي الأسبوع الماضي، توقفت الحملة بعد أن واجهت القوات والميليشيات العراقية مدينةً مليئةً بالمتفجرات. وبالإضافة إلى ذلك، تم تدمير جسر رئيس مؤدٍّ إلى المدينة فوق نهر دجلة، مما عقد حركة هذه القوات العراقية في تكريت.

ومع ارتفاع عدد القتلى بين القوات والميليشيات العراقية، اقترح سياسيون أكثر أن العراق يحتاج مساعدة الولايات المتحدة. ويوم السبت، وبعد تلقي طلب رسمي من الحكومة العراقية، بدأت الولايات المتحدة وقوات التحالف بتزويد الجيش العراقي بأشرطة الفيديو والمعلومات الاستخبارات الأخرى التي تم جمعها عن طريق المراقبة الجوية، كما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، وهو ما أكده الكولونيل ستيفن وارن، المتحدث باسم البنتاغون، يوم الأربعاء.

وأجرت الولايات المتحدة 5314 غارة ضد أهداف داعش في العراق وسوريا حتى 15 مارس، وفقًا لإحصاءات وزارة الدفاع الأمريكية. وقال مسؤولون أمريكيون للديلي بيست إن أثقل مقاومة لتوسيع التدخل الأمريكي لم تأتِ من إدارة أوباما، بل من بعض قادة الميليشيات الشيعية الذين قالوا إنهم قادرون على استعادة المدينة من دون مساعدة أمريكية. وفي مقابلته مع وكالة رويترز، اعترف معصوم بهذا الاحتكاك، ولكنه قال: “إن الحكومة العراقية وحدها من تقرر هذ، وليس أي قوى أخرى“، في إشارة إلى الميليشيات الشيعية.

وقد كان في استقبال قرار توسيع الحرب الجوية الأمريكية لتشمل تكريت مشاعر مختلطة داخل وزارة الدفاع. وفي حين يخشى البعض من الآثار المترتبة على إنقاذ جهد فاشل تقوده إيران، رحب آخرون بالأمر على أنه فرصة كي يعرف العراق وإيران أنه لا يمكن كسب الحرب ضد داعش دون مساعدة الولايات المتحدة. وقال مسؤول دفاعي للديلي بيست: “إذا كان هذا سيؤدي إلى إجبار الإيرانيين على الاعتراف بالهزيمة، فستكون هذه نتيجة مرضية“.

وربما تكون الحملة المماثلة الوحيدة لهذه الحملة الجوية على تكريت هي الهجوم العراقي على المدينة الواقعة في شمال العراق، أمرلي. حيث كسرت القوات العراقية، والقوات الكردية البشمركة، والميليشيات الشيعية، حصار داعش على تلك المدينة في الخريف الماضي، بمساعدة من الضربات الجوية الأمريكية.

وفي كل الأحوال، يشير طلب القوة الجوية الأمريكية إلى نهاية الآمال بأن القوة البرية وحدها تستطيع هزيمة داعش في تكريت. وهو ما قد يكون بداية لمرحلة مختلفة جدًا من الحرب ضد داعش.

التقرير