تحركات الميليشيات التابعة لفيلق القدس الايراني في المحافظات العراقية

تحركات الميليشيات التابعة لفيلق القدس الايراني في المحافظات العراقية

القدس

المقدمة:

مع نشوب ازمة الانبار، وتوالي خسائر جيش المالكي، ادرك قاسم سليماني ان قمع العشائر المنتفضة، يتطلب استخدام قوات متمرسة ومتدربة على حرب المدن، إذ تمحورت خطة فيلق القدس، حول ارسال عدد محدود من قادته وخبرائه الى العراق، وتحريك الميليشيات الشيعية للسيطرة على الموقف، ومنها ميليشيات بدر والعصائب والكتائب، حيث اعيد تنظيم بعض العناصر القديمة للعصائب والكتائب ممن تلقوا تدريبات خاصة في ايران في مجاميع صغيرة بجانب القوات الحكومية، كما تم نقل القسم الأعظم من هذه المجاميع الى ايران لتلقي دورات تدريبية مكثفة وقصيرة بخصوص المواجهات في المدن. وفيما يلي بعض الأعمال التي مورست في هذا المجال:

  • في أواسط كانون الثاني 2014 أرسل فيلق القدس بعض قادته الى العراق، وعملوا مع علي غيدان قائد القوة البرية العراقية وفاضل برواري قائد الفرقة الذهبية، حيث استخدموا ما لديهم من تجارب في الممارسات القمعية في المدن، وتدور خطة قاسم سليماني حول اعادة تنظيم قوات الصحوة على غرار ما فعله في سوريا، تحت عنوان “قوات الدفاع المدني” التي تعمل بجانب الجيش الأسدي
  • في بداية شباط / فبراير الماضي توجهت المجموعة الأولى من ميليشيات العصائب الى ايران لتتلقى دورة تدريبية لاسبوعين،ثم توجهت بعدها مجاميع أخرى من الميليشيات التي كانت لها سوابق في الأعمال الارهابية في العراق لتنخرط في دورات تدريبية مكثفة، وتم توزيعها على المعسكرات التدريبية المخصصة لوحدات جيش المالكي، وبالتنسيق مع مكتب الاخير. ومن أجل عدم اثارة الحساسية، ارتدت الميليشيات زي الشرطة والجيش  ليدخلوا في محافظة الانبار، بقصد جمع المعلومات اماكن وجود ثوار العشائر، وارسال تربيعاتها لقوات المالكي، لتقصف اماكن تجمع الآبرياء بالصواريخ والقذائف.
  • جرى توزيع الميليشيات بعد التدريب الى مجموعتين؛ الاولى تم توزيعها بعد اعادة التنظيم في محافظة الانبار، للعمل بجانب قوات المالكي العسكرية. والمجموعة الاخرى تم تنظيمهما في محافظات تشهد حراكا شعبيا، مثل محافظة ديالى، وقسم آخر من الميليشيات المدربة كلف بحماية مناطق حزام بغداد في اللطيفية واليوسفية وزيدان وجرف الصخر.
  • اشرف هادي العامري وابو مهدي المهندس على عملية دمج جديدة للميليشيات، وجاء هذا التنظيم بهدف تجنيد العناصر المحلية بجانب القوات العسكرية للمالكي، لاحتواء الأزمات والسيطرة على المدن.
  • توجيه الدعوة للقادة القدامى في تنظيمات بدر والعصائب، طبقا للسياسة الجديدة التي رسمها فيلق القدس، إذ استجمع هادي العامري والعصائب العناصر القديمة خاصة العسكرية منها، لتجنيدها لمواجهة حالة الاستياء العام وقمع القوات العشائرية.
  • وبهذا الصدد أعلن اللواء “آبنوش” قائد الحرس الثوري في محافظة قزوين في أيار الماضي في كلمة ألقاها بمناسبة الاسبوع العقائدي السياسي لقوات الحرس الثوري، تشكيل قوات حرس عراقية. وقال أمام الصحفيين “نحن نشاهد الآن أن قوات حرس تم تشكيلها في دول أخرى وتقوم بأدوار مهمة في تلك الدول منها قوات الحرس العراقية التي تقوم بدور خطير في العراق.”
  • اضفاء طابع الشرعية على الميليشيات، لتصبح ضمن الملاكات الرسمية اسوة بالمؤسسات والوحدات العسكرية.

تدريب الميليشيات في العراق

ارسل فيلق القدس عددا من قادته الى العراق، لتأسيس مراكز تدريب هناك بقصد تشكيل قوات الحرس العراقي. و اثارة الحرب الطائفية والظهور بمظهر المدافع عن الشيعة، وركوب موجة المتطوعين ليعزز بذلك فكرة تشكيل قوات الحرس في العراق، وفعلا مارس لبعض الأعمال فيهذا الصدد, ومنها :

1- استخدم فيلق القدس معسكرا تدريبيا في منطقة الابراهيمية في محافظة كربلاء، لتدريب جزء من المتطوعين فيه، حيث بلغ عددهم بحدود 250 شخصا معظمهم قادمون من محافظة ديالى حيث تلقوا تدريبات خاصة.

2- بعد زيارة قاسم سليماني لمحافظة ديالى، استقر خمسة من قادة فيلق القدس في مكتب بدر في مدينة الخالص، للاشراف وتوجيه مناهج التدريب، وكان بينهم اثنان من أعضاء “حزب الله” اللبناني.

3- جند فيلق القدس ميليشيات العصائب لتدريب المتطوعين في معسكر أشرف.

4- تولت كتائب “حزب الله” العراقي، تدريب المتطوعين تحت اشراف عناصر لفيلق القدس في مبنى مركز شباب الخالص.

5- بعض المتطوعين الذين انخرطوا مع ميليشيات بدر والعصائب، تم نقلهم الى ملعب مدينة الخالص، التي تعد المركز الرئيس للتدريبات في محافظة ديالى، الا أن بعض الدورات نفذت في مناطق اخرى مثل سعدية الشط وجيزاني.

6- ولغرض تشكيل قوات الحرس العراقي، أوعز قاسم سليماني بالتنسيق مع هادي العامري قائد ميليشيات بدر، وقيس الخزعلي قائد ميليشيات العصائب، بأن يتم تجنيد أعداد كبيرة من الميليشيات التابعة لهاتين المجموعتين في ديالى، وارسالهم الى مركز منطقة الابراهيمية في محافظة كربلاء، التي يشرف عليها فيلق القدس لتلقي دورات خاصة.

7- فتح فيلق القدس مركزا آخر للتدريب في تل الزينبية في كربلاء، اضافة الى مركز تدريب الميليشيات في منطقة الابراهيمية، والمركز الاخير مخصص لتدريب الاشخاص الذين لم يتلقوا اي تدريبات عسكرية.

8- ارسل المثنى ومعسكر التاجي لغرض تلقي التدريبات.

9- تشكيل كتائب شيعية من ميليشيات العصائب ممن شاركوا في “الزينبية” في حرب سوريا، ومن هنا طرح قيس الخزعلي قائد ميليشيات العصائب في اجتماع في الديوانية خطة تشكيل كتائب شيعية، وقال :ان هذه الكتائب ستتكون من الميليشيات الشيعية للدفاع عن مصالح الشيعة حيثما يكونون. من المقرر أن تتكون كتائب الشيعة من ميليشيات العصائب وبدر والكتائب وغيرها من الفصائل الشيعية.

جرائم ميليشيات بدر وميليشيات العصائب في ديالى وآمرلي

بعد تعيين هادي العامري لقيادة العمليات في محافظتي ديالى وصلاح الدين، وبعد ما نقل مقر قيادته الى معسكر أشرف، ارسل العامري ميليشيات بدر من مختلف المحافظات الى محافظة ديالى، واتخذوا من مكتب بدر في الخالص مقرا لهم، لقمع أبناء العشائر في المحافظة. وارسل لهم المالكي حمولات من السلاح والمعدات والذخائر والصواريخ والهاون، وبكميات كبيرة لتسليح الميليشيات في ديالى، ووجه أوامر لقادة قواته العسكرية والشرطة، بمن فيهم اللواء جميل وقيادة عمليات دجلة ليعملوا تحت قيادة هادي العامري، دعما واسنادا لأعمال الميليشيات في المحافظة . وفيما يلي بعض الجرائم التي ارتكبتها ميلشيات بدر والعصائب في مواجهات ديالى وآمرلي:

  • شن هادي العامري حرب طائفية شعواء لقمع أهالي ديالى وابادتهم بحجة محاربة داعش، واللاعب الأساسي فيها ميليشيات بدر والعصائب، إذ ارتكبوا اعمال ابادة جماعية ومازالوا.
  • يعد الخطف واحدا من أساليب عمل هذه الميليشيات، إذ يداهمون المنازل او مواقع العمل، لخطف الافراد ثم قتلهم والقاء جثثهم في الشوارع. بالاضافة الى تدمير ونهب وحرق وسرقة الممتلكات الخاصة بالمواطنين، بحجة محاربة “داعش”. مما أثار كراهية شديدة لدى أهالي ديالى، وأهالي القرى الشيعية والمناطق التي تسيطر عليها الميليشيات.
  • احدث نموذج لهذه الجرائم، هو ما ارتكبته هذه القوات بقيادة هادي العامري خلال عمليات ما يسمى بكسر حصار آمرلي، حيث كانت عملية مشتركة مع القوات الكردية. وارتكبت أعمال قتل بشعة في المنطقة التي دفع اهلها، شكواهم الى حكومة الاقليم، متسائلين عن سبب السماح بدخول الميليشيات الى مناطقهم والقيام بعمليات قتل. وأدى هذا الأمر الى تقديم حكومة الاقليم طلباً رسمياً الى الولايات المتحدة وحيدر العبادي، لاخراج هادي العامري وقواته الميليشياوية من هذه المناطق.
  • اكد أهالي المنطقة أن جرائم الميليشيات لا تختلف عن جرائم داعش، فميليشيات بدر والعصائب قطعوا الرؤوس وحرقوا الجثث، وفي بعض الحالات ربطوا الجثث بالعجلات والسلاسل ثم سحلوها في الشوارع، وعلقوا جثث القتلى على أعمدة الانارة، وتركوها مدة من الزمن آمام أعين المواطنين بهدف التنكيل بهم ونشر الرعب والخوف.
  • قصف صاروخي مكثف للقرى والمناطق الاهلة بالسكان، ما يؤدي الى مقتل العديد من المدنيين الأبرياء، ثم مداهمة منازل المواطنين في عمليات مباغتة ليلية لحرقها ونهبها من قبل الميليشيات.

العصائب تشارك الشرطة في عمليات محافظة ديالى

تعمل ميليشيات العصائب في محافظة ديالى اليوم بالتنسيق الكامل مع قوات الشرطة بقيادة اللواء جميل الشمري، وتستهدف المعارضين من السنة بمن فيهم شيوخ العشائر ووجوه القوى السياسية، في مناطق شهربان والسعدية، بقيادة ابو زهراء، الذي يحضر بزي قوات سوات ومع قوات الشرطة.

الميليشيات في محافظة الانبار

بعد ان تكبدت قوات الشرطة وجيش المالكي خسائر جسيمة في اول هجوم لها على المناطق المدنية في محافظة الانبار، بدأ فيلق القدس بدعوة المجاميع الميليشياوية التابعة له ومنها العصائب وكتائب حزب الله وكذلك ميليشيات بدر، للقتال في محافظة الانبار بهدف مساعدة قوات المالكي. وفيما يلي تتبع لابرز الخطوات التي جرى اعتمادها بهذا الخصوص:

-عقد هادي العامري اجتماعا بتاريخ 6 كانون الثاني/ يناير 2014 في المكتب المركزي لتنظيم بدر في الجادرية مع عدد من معممي الشيعة وقادة الميليشيات، وقال لهم :تجب تعبئة قواتهم لدعم المالكي وايفادهم الى الانبار للقتال.

-كانت اول مهمة تم تحديدها آنذاك لعناصر الميليشيات هي الانخراط في صفوف قوات المالكي، بهدف رفع معنوياتها، وكذلك المشاركة في الشؤون المعلوماتية العسكرية، وتم زج اول مجموعة منهم في عدد من مناطق الرمادي والكرمة.

-بتاريخ 20 كانون الثاني/ يناير 2014 قامت الميليشيات بتعبئة عناصرها للمشاركة في القتال بمحافظة الأنبار، بشكل اكثر فاعلية حيث تم تعيين اثنين من مسؤولي تنظيم بدر وهما سيد علاق من اعضاء مجلس مدينة بغداد، والجزائري مسؤول لجنة الأمن في محافظة بغداد.

-في شباط/ فبراير 2014 شكلت ميليشيات بدر والعصائب والكتائب، مجموعة جديدة تحت اسم “حيدريون” بهدف تنفيذ عمليات عسكرية مع قوات المالكي العسكرية، ومنحهم مكتب المالكي بطاقات هوية سوداء، مثل تلك الهويات التي يملكها قدامي رجال الميليشيات من العصائب، لكي يتمكنوا من التنقل بحرية في جميع المناطق.

-وفي شباط/ فبراير 2014 ايضا أرسل فيلق القدس احد قادته باسم حركي “حاج عباس” الى العراق، بهدف إعادة تنظيم ميليشيات العصائب ومجموعات أخرى. حيث اتخذ اجراءات بتسديد رواتب الميليشيات المتأخرة لمدة 3 أشهر من الميزانية الحكومية، ثم استأنفت لميليشيات العصائب نشاطاتها العملياتية في محافظة الانبار، وتأهلت مجموعات منظمة جديدة للعصائب للمشاركة في معارك الأنبار.

-تحديد جبهات عملياتية للميليشيات بهدف ضمان حرية عملهم في قتل المدنيين الأنبار، وتم التوافق بين فيلق القدس وقيادة عمليات قوات المالكي في معارك الأنبار بانه يتم تحديد جبهة معينة لكل مجموعة من الميليشيات بهدف التمركز في القتال ضد ثوار العشائر، ومنح المزيد من حرية عمل للميليشيات في معارك الأنبار. ولتطبيق هذا الاتفاق عمليا تم توزيع بعض المناطق بين مجاميع الميليشيات مايلي:

وضعت منطقة الكرمة حتى الزيدان كجبهة تحت مسؤولية ميليشيات العصائب، ومذلك منطقة حزام بغداد من الطارمية حتى ابوغريب، وحددت مدينة الفلوجة كجبهة تحت مسؤولية ميليشيات كتائب “حزب الله” العراق، فيما اضيف مطار بغداد حتى اليوسفية في حزام بغداد لكتائب حزب الله ايضا.

وضعت منطقة غرب الفلوجة ومناطق من مدينة الرمادي تحت مسؤولية ميليشيات بدر.

إعادة تنظيم ميليشيات بدر من قبل فيلق القدس

يعد هادي العامري اكثر العناصر موالاة لفيلق القدس، من بين رجال الميليشيات والعملاء العراقيين، اذ اضافة الى تقبيل يد خامنئي، اعلن مرارا ان مرجعه هو الولي الفقيه الايراني، ويتبعه في الأمور الشرعية والسياسية، لذا فان فيلق القدس اعتمد على هادي العامري وميليشيات بدر بشكل خاص، فضلا عن ذلك فان غالبية قيادات فيلق بدر القدامى، عاشوا في ايران لسنوات وعملوا تحت امرة الحرس الثوري عن كثب، وفيما يلي بعض الاعمال التي نفذها فيلق القدس مع ميليشيات بدر لتعزيز قوات المالكي العسكرية في جبهات القتال ضد ثوار العشائر:

  • بعد فتوى السيستاني لتعبئة القوى الشيعية، طلب هادي العامري من قادة بدر تسجيل متطوعين في مناطقهم، وجرى تزويدهم من قبل الحكومة بالسلاح والتجهيزات؛ وهي بندقية وبي كي سي وهاون وصواريخ 107 ملم ورشاشات، و تم ارسالهم مع عناصر قديمة في بدر الى مراكز تدريب متعددة، ونقل عدد كبير منهم الى البساتين في منطقة الدورة في بغداد لكي يشاركوا في دورات تدريب.
  • جرى تعيين هادي العامري بصفته نائب قاسم سليماني والمسؤول الكامل عن القضايا العسكرية في محافظة ديالى، بامر من خامنئي، واضحت جميع الميليشيات سواء من العصائب أو بدر أو الكتائب وغيرها من القوات العسكرية تعمل تحت قيادته. ولهذا اكد قاسم سليماني لهادي العامري أن المالكي وحكومته لا تتحمل أي مسؤولية بخصوص الدفاع عن محافظة ديالى وهو المسؤول شخصيا عنها.
  • وبأمر من هادي العامري تم توزيع بعض ميليشيات بدر في ابوغريب ومنطقتي الكرخ والرصافة ببغداد، ولاسيما في مناطق حساسة مثل المنصور والكاظمية والشعلة، وبعضهم تم تجنيده للدفاع عن ديالى لاهميتها الخاصة بالنسبة لايران، كما انتشرت هذه الميليشيات في مناطق مثل الغالبية والراشدية والخالص وبعقوبة.
  • يتولى قدماء قادة بدر، قيادة كل مجموعة من ميليشيات بدر الجديدة التي تشكلت بعد احداث الانبار والموصل.
  • في أواسط حزيران / يونيو استقدم هادي العامري نحو250 من القادة القدامى في بدر من المحافظات الجنوبية الى بغداد وديالى، وجرى زج معظمهم في الهجوم على ناحية العظيم، التي كانت تحت سيطرة ثوار العشائر.
  • المتطوعون الجدد والقدامى التابعون لبدر، تم توزيعهم على أفواج مستقلة ولم يتم دمجهم مع القوات العسكرية والأمنية الحكومية، وظلوا يعملون تحت إمرة هادي العامري شخصياً.
  • في يوم 19 حزيران / يونيو 2014 اجتمع عدد من قادة فيلق القدس الايراني في مقر  بدر في الجادرية، ليتفقدوا بعدها اماكن متعددة في بغداد، ورافقهم عبدالكريم يونس عيلان مساعد هادي العامري ووزير البلديات في حكومة العبادي حاليا، واسمه الحركي ابو مريم الانصاري.
  • بأمر من قاسم سليماني تمت ترقية القادة القدامى في بدر، كما جرى اعادتهم الى الخدمة ومنحوا رواتب وعلاوات خاصة. حيث تمت ترقية كل من كان في ايران برتبة مقدم الى رتبة عقيد.
  • في يوم 17 حزيران/ يونيو 2014 وصل عدد من الأفواج المستعدة للقتال في ديالى وتم توزيعهم في اماكن متعددة.
  • في 18 حزيران / يونيو 2014 زار وفد من قادة فيلق القدس يرافقهم هادي العامري محافظة ديالى، وتفقدوا جميع المواقع التي كانت تستقر فيها الميليشات التابعة لفيلق القدس. وقد ضم الوفد ضابط الحرس الايراني كاظمي (من قادة فيلق القدس) وهادي العامري وابو مهدي المهندس، وقائد ميليشيات كتائب “حزب الله” العراق، حيث زاروا الخالص والطرق المنتهية الى العظيم والمقدادية.
  • بعد زيارة قادة فيلق القدس لمحافظة ديالى، استقر فريق مكون من خمسة خبراء من فيلق القدس في مدينة الخالص في مقر بدر، ليعملوا تحت قيادة احدهم ويدعى امير.
  • بعض القادة الميدانيين لفيلق القدس استقروا في بغداد، لتقييم الاوضاع العسكرية وتوجيه سير المعارك، ويعمل عدد كبير من القادة القدامى في بدر بامرة هؤلاء القادة.
  • يؤدي ابو مهدي المهندس وبالتنسيق القريب مع القادة الكبار في فيلق القدس دورا مفصليا في تنظيم ميليشيات بدر وغيرها من الميليشيات. وهو ممثل فيلق القدس في بغداد ، وله ارتباط مع كل الميليشيات العسكرية العراقية، وهو القائد الأعلى للجهاز الأمني لفيلق القدس.
  • وبأمر من المهندس فان جميع المتطوعين العاملين في الأجهزة الحكومية، عليهم أن يتركوا اشغالهم، ويتفرغوا للالتحاق بقوات بدر بشكل كامل. وتم تخصيص راتب شهري مقداره 625 ألف دينار عراقي، اضافة الى رواتبهم في الوظائف الحكومية التي يستلمونها.
  • يجري التنسيق بين العصائب والكتائب وميليشيات 9 بدر،و يتم من قبل ابو مهدي المهندس، تنفيذا لأوامر قيادة فيلق القدس في بغداد، وبالتنسيق مع ابو مريم الانصاري معاون هادي العامري ووزير البلديات في حكومة حيدر العبادي.

وفيما يلي ترتيب التوزيع حسب المناطق والمحافظات وأسماء قادتها:

  1. منطقة الكرخ بقيادة ابو صادق الموالي وابوجاسم العسكري من قدماء القادة في فيلق بدر.
  2. منطقة الرصافة بغداد – الرصافة الأولى (حي الاور ومدينة الصدر حتى الحسينية) بقيادة ابو علي الجيزاوي.
  3. منطقة الرصافة بغداد – الرصافة الثانية (شارع فلسطين والزيونه وبغداد الجديدة وناحية السد) بقيادة سيد علي العلاق.
  4. منطقة جنوب بغداد بقيادة ابو منتظر الحسيني وابو هشام الأحمدي.
  5. المحور الشمالي من كركوك الى الموصل بقيادة محمد مهدي البياتي الملقب بأبو ايوب البياتي (وزير حقوق الانسان في حكومة حيدر العبادي).
  6. منطقة سامراء في صلاح الدين بقيادة ابو علي البصري القائد السابق لـ9 بدر في ايران، يعاونه مساعده ابو جعفر اللامي وهما من القادة القدامى في بدر، وفيلق القدس.
  7. عمليات محافظة ديالى تحت قيادة هادي العامري أمين عام بدر وقاسم الأعرجي، وبالنظر لاهمية هذه المحافظة فانه يستقر فيها عدداً من خبراء فيلق القدس وتحديدا في معسكر كركوش في بلدروز، ليتنقلوا الى نقاط أخرى في ديالى.

توزيع السلاح والصواريخ من قبل فيلق القدس بين الميليشيات

لاشك في ان تسليح الميليشيات الشيعية اضافة الى تدريبها، كان واحدا من سياسات فيلق القدس الارهابي في العراق. وبعد أيار/ مايو 2014 تدفقت عدة وجبات أسلحة من قبل النظام الايراني، ثم زادت وتيرة هذه المساعات في حزيران/ يونيو الماضي بشكل لافت. وقد لعبت ميليشيا بدر الدور المحوري في تسليم وتوزيع الأسلحة المستلمة. وفيما بعض الطرق التي يتبعها فيلق القدس لتزويد الميليشيات بالأسلحة وكذلك نوع السلاح :

– نقل حمولات السلاح تحت غطاء المواد الغذائية  باستخدام الطائرات الى مطار النجف، حيث تتولى عناصر بدر نقلها الى مقرات في النجف القديمة وتخفيها في الفنادق والمنازل السكنية القديمة. حيث تسجل على الحمولات المرسلة تحت غطاء المواد الغذائية أسماء من سيتسلمها، وهم من قادة المليشيات العسكرية للعصائب والكتائب، وتشمل مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والهاونات والقذائف والصواريخ.

-اضافة الى مطار النجف يرسل فيلق القدس الأسلحة الى الميليشيات عبر الحدود البرية الى المحافظات الجنوبية.

-خلال معركة ثوار العشائر مع قوات المالكي في محافظة الأنبار، ارسل فيلق القدس السلاح والمعدات الحربية، الى ميليشيات العصائب والكتائب وبدر في مختلف جبهات الأنبار وفي مواقع مختلفة.

-في حزيران/ يونيو الماضي استلمت الميليشيات من فيلق القدس وفي عدة وجبات من  مختلف أنواع الصواريخ من نوع فجر 3 وفجر 5 وكذلك الصواريخ الأخرى من فلق 1 و فلق 2 لاستخدامها لقتل أهالي مدينتي الفلوجة والكرمه. هذه الصواريخ محشوة بكميات كبيرة من المتفجرات، لزيادة قوتها التدميرية، وهذا النوع من الصواريخ يستخدم اليوم من قبل “حزب الله” اللبناني في سوريا ضد المواطنين العزل.

-جرى الدخول الاول لمحافظة نينوى عبر بوابة (قضاء تلعفر) شمال مدينة الموصل حيث التنويع الطائفي العرقي ( وجود السنة والشيعة وعرب وتركمان) والتركمان فيهم (سنة وشيعة). ولهذا استغل المالكي هذا الجانب الطائفي وبدفع واسناد من علي الاديب الذي اشرف في البداية على ادامة العلاقة ودفع المجاميع الشيعية لسيطرة والنفوذ داخل مدينة الموصل، وخاصة تلعفر باعتبارها قاعدة انطلاق لهم نحو الداخل وتمثل ذلك بالاتي:

– تعيين جاسم محمد جعفر مسؤولا عن مكتب الموصل، وكان شغل منصب وزير الشباب في حكومة المالكي السابقة، ويرتبط بعلاقات مع اجهزة النظام الايراني.

– تقديم جميع التسيلات والخدمات، واعطاء الاولوية في الدعم لميزانية خاصة لاهالي تلعفر من الشيعة التركمان.

– اصبحت هذه حواضن لانطلاق الميليشيات، حيث انخرط عدد كبير من شباب القضاء في هذه التشكيلات، وضمن توجيه وقيادة العسكريين الذين ارسلهم المالكي بمحافظة نينوى، وباشراف فيلق القدس، وقامت هذه المجاميع بالأعمال التالية:

-اغتيال عدد من الشخصيات الدينية من علماء واساتذة بالشريعة.

– اغتيال عدد من الشخصيات والاكاديميين والباحثين في جامعة الموصل.

-اغتيال عدد من القضاة والحكام.

– جمع المعلومات عن الضباط والقادة العسكريين العاملين في الجيش العراقي السابق، واستهدافهم ثم اغتيالهم.

-تمكنت هذه المليشيات من كسب السكان في مناطق علي رش بقضاء الحمدانية وقريتي القبة وجريوخان التابعة لمنطقة الرشيدية في ضواحي مدينة الموصل، وهذه المناطق كلها شيعية المذهب، وشكلت منها مجاميع ترتبط بعناصر فيلق بدر وفيلق القدس الايراني.

-تتلقى هذه المجاميع تدريباتها في معسكرات خاصة بمحافظة بغداد او بالقرب من الحدود الايرانية العراقية، ضمن قاطع محافظة ديالى وبإشراف قوات المالكي.

اعمال الميليشيات الارهابية في محافظة ديالى

– اطلاق يد المليشيات في محافظة ديالى وبحماية قائد شرطة ديالى مثنى التميمي، الذي يقود الميليشيات الارهابية بنفسه وباشراف هادي العامري، حيث تم تنفيذ عمليات تهجير منظمة كانت بدايتها بتهجير عشيرة العبيد ابو علي من مركز قضاء الخالص، وطردهم الى كركوك وافراغ مدينة الخالص من السنة تماما، وكذلك حدث مناطق الخويلص والقرى المجاورة ، وتلاها تهجير السنة من قرى بز الشاخة في قضاء المقدادية.

– فجرت مساجد اهل السنة وحرقت دورهم في مناطق العطافي والججان و القراغول والجف وجميلة والجعار، وطرودا من قراهم بإشراف القوات الامنية وبدعم منها وقد تولى هذه الجرائم عدة عوائل من بني تميم اهمها عائلة الشيخ  مصطاف محمد عباس الشلال شيخ عشيرة المصالحة  التميمي واسرة  بيت حاوي وبيت اطعيس وهم من تميم المصابحة، واسرة  حسين الشاجي المصلحي.

-هاجر من هذه القرى أكثر من ثمانية الاف عائلة سنية، وتبعتها تهجير القرى السنية في منطقة ناحية ابي صيدا، حيث هجرت العشائر السنية في قرية الحساوية وذيابة وبروانة وضباب واركبة وابي صيدا الكبيرة. وافرغت هذه القرى من السنة بالكامل وفجرت مساجدهم في ذيابة والحساوية وبروانة وابي صيدا الكبيرة فجر الجامع الكبير والمدرسة الدينية التاريخية.

– تهجير أكثر من 5 الاف عائلة من هذه القرى وتبعتها موجة تهجير السنة من مناطق ابو خنازير و المحولة وساطي وشيخي و المخيسة والكبة وابي كرمة وابي صيدا الصغيرة، وفجرت مساجد هذه القرى والبالغ عددها  9 مساجد وهجرت الاف العوائل السنية من هذه القرى وتلاها تهجير قرى العبارة ودورة و الهويدر و الدركزية .

-ارتكبت في ديالى الكثير من المجازر على ايدي مليشيات وكان من اهمها مجزرة جامع سارية، حيث نصبت عبوة نافورية بالقرب من جسر سارية استشهد على اثرها اكثر من 70 شهيدا ووقع عشرات الجرحى، وكانت المنطقة محمية من قبل القوات الامنية. ثم مجزرة جامع ابي بكر الصديق في الوجيهية، التي استشهد  فيها اكثر من 50 شهيدا وعشرات الجرحى تلاتها مجزرة مقبرة ناحية كنعان حيث نصبت عبوة في طريق المقبرة استشهد على اثرها اكثر من 30 شهيدا عدا الجرحى.

– مجزرة ناحية بهرز التي نفذت باشراف هادي العامري مباشرة، واعدم فيها اكثر من ثلاثين رجلا من اهل السنة، وجرى تهديهم المساجد الثلاثة في الناحية، بحجة تطهيرها من داعش، ومجزرة قرية المخيسة، التي هاجمتها الميليششيات بقيادة حارث الربيعي مدير ناحية ابي صيدا، واخيرا مجزرة مصعب بن عمير التي استشهدت فيها اكثر من 70 شهيدا ووقع عشرات الجرحى .

-اطلقت الحكومة ايدي الأجهزة الامنية جميعها لاعتقال اهل السنة من قبل الجيش و الشرطة المحلية والشرطة الاتحادية والامن الوطني ومكافحة الارهاب وافواج الطوارئ والفوج الاقليمي والمخابرات وحتى المليشيات، تداهم المناطق السنية وتعتقلهم حيث تجاوز عدد المعتقلين اكثر من عشرة الاف معتقل ولا يطلق اي مواطن من السجن مجانا الا بعد ان يدفع مبالغ كبيرة ما بين عشرة و خمسين الف  دولار امريكي.

-ارتكبت سلطات السجون مجزرة تم خلالها حرق اكثر من 58 معتقلا في سجن فوج سنسل، بعد ان قتلوا باطلاقات نارية، ومجزرة قتل السجناء في المفرق التي اعدم فيها اكثر من اربعين معتقلا ، وجريمة اعدام 39 معتقلا في سجن مركز ابي صيدا، علاوة على نقل اكثر السجناء من محافظة ديالى الى محافظة الناصرية.

– عمليات الخطف والاغتيال تتم باستخدام السيارات الحكومية وقد اشتهرت بعض العوائل الشيعية بهذه الاعمال وبالتنسيق مع قائد شرطة ديالى اللواء جميل الشمري،  حيث خطف الى الان اكثر من الف مواطن في ديالى، ولا يطلق سراح المخطوف الا بعد دفع مبالغ طائلة جدا ومن اهم العصابات الاجرامية التي تقوم بخطف اهل السنة في المقدادية بيت الطعيس في منطقة الشاجي، وعائلة الحلوي ومنهم علي حمد في الحي العسكري، صفاء وعلاء غزالة  وحارس سعدون الربيعي في ابو صيدا، حيث جعل من منطقة تقاطع ابي صيدا ما يسمى بتقاطع  الموت وقد خطف مئات المواطنين .

-تم تفجير ما يزيد على 30 مسجدا ، في مناطق المقدادية وابي صيدا، و الوجيهية وفي ديلي عباس، وناحية العبارة.

 

مركز الروابط للدراسات والابحاث الاستراتيجية