اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس يوم الجمعة الماضية السادس و العشرين من الشهر الحالي في كلمته على منصة الأمم المتحدة ان محادثات السلام مع إسرائيل لا قيمة لها، ما لم يكن الهدف هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في إطار “جدول زمني صارم” ويأتي هذا الخطاب بعد مناشدته عام 2012 بذات المكان بعدم وقوع نكبة جديدة للفلسطينيين الا ان ما حدث في الحرب الاخيرة في غزة اكبر دليل على ان اسرائيل تتمسك بالاحتلال و لا جدوى من المفاوضات معها بعد اليوم.
وبالرغم من الضغوط الامريكية المفروضة على عباس الا انه قدم مشروعه من جديد والذي يعده “غير تقليدي ” وما زال يطرح من جديد قضية تحرير فلسطين, ففي الدورة الـسابعة و الستين في عام الفين واحد عشر قدم عباس لمجلس الامن مشروعا للاعتراف بدولة فلسطينية عضوا في الامم المتحدة لم ينجح في الحصول على اكثر من تسع اصوات من اصل خمسة عشر مجموع اعضاء المجلس , وفي الدورة الـثامنة و الستين قدم عباس مشروعه الى الجمعية العامة وجود معارضة امريكية كبيرة ، لكنه نجح في وضع فلسطين دولة غير عضو بحصولها على اكثر من ثلثي الاعضاء رغم ايضا المعارضة التي واجهته. الجديد في هذا اللقاء هو هول الابادة و الدمار الذي حدث مؤخرا في غزة مؤكدا انه ليس له مثيل في هذا العصر, وتساءل عباس خلال كلمته انه هل يعقل ان يتجاهل البعض حجم الجرائم و الضحايا الكبير التي ارتكبتها اسرائيل خلال الحرب على غزة، فإن كان هناك من يجهلها ! فالحقائق تثبت ذلك!
و تساءل ايضا عن سبب نمو التطرف ومداه , وانهيار جهود السلام الذي بات يهدد المنطقة العربية, مؤكدا في الوقت ذاته ان فلسطين” لن تنسى ولن تغفر ماذا حدث وستحاسب كل مجرمي الحر ومن جهة اخرى اعتبرت واشنطن خطاب الذي عباس في الأمم المتحدة غير مثمر اذ وصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي تصريحات عباس ب”استفزازية” وان التوصيات المهنية التي جاء بها مخيبة للامال
فيما اكدت أوساط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ان الخطاب يحرض الكراهية ومليء بالأكاذيب وفي المقابل قال وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان إن”محمود عباس لا يريد ولا يمكنه أن يكون شريكا من اجل تسوية سياسية للنزاع مبينا انه ما دام محمود عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية فإن النزاع سيستمر».
ودعا وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي من جهته العالم لمواجهة ما تقوم به اسرائيل في فلسطين الذي يعد انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان ” محذرا من استدامة انفلات اسرائيل من العقاب على جرائمها البشعة “
وما حصل في غزة مؤخرا, اوضح عباس انها عبارة عن سلسلة من جرائم الحرب مكتملة الأركان مستغربا اعتراف بعضهم بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها دون الالتفات الى مصير ضحايا أبناء فلسطين مطالبا برفع الحصار على غزة التي حولها الاحتلال الاسرائلي الى سجن ليس له مثيل في العالم اجمعه. كما اكد على وضع سقف زمني محدد لتنفيذ الأهداف المطلوبة بينما كان مسؤولون إسرائيليون تحدثوا ان المهلة مدتها ثلاث سنين.
وياتي هذه الخطاب بعد مفاوضات عديدة غير مجدي بها فكل مرة يكون هناك اتفاق على هدنة ما وسرعان ما يكون غدر الجانب الإسرائيلي و تعود الامور اسوأ مما كانت عليه بين الطرفين ,فهذه المرة مختلفة عن كل مرة يخاطب بها عباس اعضاء الامم المتحدة مشيرا بكل جدية الى انه “لقد دقت ساعة استقلال فلسطين.
اماني العبوشي