يمر الشرق الأوسط بسلسلة أخرى من الاحتجاجات، من لبنان إلى إيران، تغذيها مجموعة من الأسباب، من بينها السخط الشعبي من فساد الحكومات والبطالة وانعدام حرية التعبير والحقوق الأساسية، ولكن العديد من المحللين الأمريكيين والغربيين كانوا بشكل مستمر ملفت للنظر يحاولون تسليط الضوء على الانقسام السني الشيعي كسبب للنزاع.
يقول الكاتب سيث فرانتزمان في مقال نشره في موقع”ذا هيل ” القريب من الكونغرس إن الحد من الصراع الديني الطائفي في الشرق الأوسط يذكر بالصراعات الأخرى مثل أيرلندا الشمالية، ولكنه يؤكد في نفس الوقت أن تقسيم الشرق الأوسط إلى كتل دينية يمثل وجهة نظر بسيطة.
وبالنسبة لفرانتزمان، فإن التقارير الاستخبارية التي تسريبها من إيران تكشف أن الأمور ليست بهذه البساطة، حيث توضح الوثائق المسربة أن الجماعات الشيعية والسنية تعمل معاً ضد أعداء مشتركين.
الوثائق، التي تم نشرها في صحيفة”نيويورك تايمز” وموقع “انترسيبت” تكشف عن لقاءات بين الحرس الثوري الإيراني وجماعة الاخوان المسلمين ، مع الاشارة إلى أن ” قوة القدس” تمثل أقوى دولة يهيمن عليها الشيعة في العالم في حين أن جماعة الاخوان المسلمين هي قوة سياسية ودينية مؤثرة في العالم السني.
قبل أكثر من عقد من الزمن، بينما غرق العراق في حلقة مفرغة من القتل بين تنظيم “القاعدة” والمليشيات الشيعية، كان من السهل بالنسبة للمحللين الأمريكيين النظر إلى نزاعات الشرق الأوسط على أنها انعكاس للانشقاق الديني أو صراع عصري في دولة فاشلة يغذيها التنافس السياسي والقومي والجيو-إستراتيجي.
يؤكد الكاتب أنه لا يمكن النظر بسذاجة إلى الأمور، هنا تحالف بين دول سنية وشيعية ضد بلدان سنية، وتنظر إيران إلى جماعات المقاومة الاسلامية”السنية” بشكل ايجابي كما تنظر الجماعات السنية إلى إيران باحترام، وهناك عاصمة عربية سنية تستخدم كقناة رئيسة إيران لدعم حزب الله في لبنان.
ويضيف فرانتزمان أنه لا يمكن وضع كل شئ في الشرق الأوسط في صورة ثنائية بسيطة، وقال أن الدول العربية كانت منقسمة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، وفي وقت لاحق، كانت هناك مناقشات حول تقسيم الشرق الأوسط إلى “سياسة قبلية” ثم انقسامات شيعية سنية، والحقيقة أن كل هذه الاشياء تلعب دوراً في الصراعات.
وأستنتج المقال أنه لا يوجد تفسير ديني بسيط لهذه التغييرات أو التحالفات.
القدس العربي