بغداد – انطلقت مظاهرات حاشدة في ساحة التحرير ببغداد وفي عدة محافظات عراقية رافضة لقانون الانتخابات الجديد الذي أقره البرلمان العراقي.
ورفع المتظاهرون شعارات تؤكد أن الحراك هو من سيشكل الحكومة، وأن الكتلة الأكبر للشعب وممثلة لـ “دماء القتلى من المتظاهرين في التحرير”، وفقاً لهتافاتهم،
وتعبيرا عن رفضهم لتواصل التدخل الإيراني في الشأن السياسي العراقي وتورط الميليشيات التابعة لها في قتل وترهيب المتظاهرين، أحرق متظاهرون فجر الأربعاء مكاتب ومقار أحزاب شيعية كبرى بمحافظة الديوانية جنوب بغداد، بعد وفاة ناشط مدني.
وقال شهود عيان إن “متظاهرين قاموا فجر اليوم بإحراق مكاتب ومقار أحزاب الفضيلة والدعوة والحكمة الوطني ومنظمة بدر وعصائب أهل الحق، على خلفية وفاة الناشط المدني ثائر كريم الطيب الذي تعرض لإصابة قبل أكثر من أسبوع من جراء انفجار عبوة لاصقة”.
وبحسب المصادر ذاتها فإن المتظاهرين خرجوا إلى الشوارع فور سماعهم نبأ وفاة الناشط، وقاموا بقطع الطرق التي تربط محافظة الديوانية بالمدن المجاورة وسط انتشار كثيف للقوات العراقية.
وتحت وطأة رفض الشارع العراقي، اعتذر قصي السهيل مرشح تحالف البناء عن تكليفه بمهمة تشكيل حكومة عراقية جديدة خلفا لعادل عبدالمهدي.
ونشرت مواقع صحافية محلية صورة لوثيقة صادرة من مرشح تحالف البناء لرئاسة الوزراء قصي السهيل تتضمن اعتذاره عن التكليف برئاسة الوزراء.
ويعيش العراق اليوم فراغا دستوريا بعد نفاذ المدة اللازمة لاختيار رئيس حكومة جديد عمقت الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، حيث قوبل ترشيح شخصيات سياسية عبر وكلاء إيران في العراق برفض الشارع الذي أكد في أكثر من مناسبة على ضرورة أن يكون رئيس الحكومة المستقبلي مستقل ولا تربطه أي صلة بالأحزاب السياسية.
وفي سياق متصل، قال مصدر أمني، إن عشرات من المتظاهرين قطعوا طريق سريع محمد القاسم، وسط بغداد، احتجاجا على اغتيال الطيب.
كما أغلق متظاهرون في محافظة النجف الأربعاء، عددا من الطرق الرئيسية في المحافظة لذات السبب.
ويتهم ناشطون مسلحو فصائل شيعية مقربة من إيران بالوقوف وراء هذه العمليات، بينما تقول الحكومة إنهم “طرف ثالث” دون تحديد هويته على وجه الدقة.
ويتعرض ناشطون في الاحتجاجات إلى هجمات منسقة، من قبيل عمليات اغتيال واختطاف وتعذيب في أماكن سرية منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أكثر من شهرين.
لكن وتيرة الهجمات تصاعدت بصورة كبيرة خلال الأسبوع الماضي. وتعهدت الحكومة مراراً بملاحقة المسؤولين عن هذه العمليات، لكن دون نتائج تذكر لغاية الآن.
وتواصل الأحزاب الشيعية الموالية لإيران، مقاومة الضغوط الهائلة التي يمارسها الشارع المحتج ضد تصاعد نفوذ نظام ولاية الفقيه وضد الفساد والتبعية للخارج.
وبرغم إجبار الشارع رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي على تقديم استقالته، إلا أن القوى التي دعمته، تصر على إنتاج خليفته بالطريقة نفسها التي تسببت في تفجر تظاهرات حاشدة.
وتضغط إيران على حلفائها في العراق، لتقديم بدائل أمام حالة الانسداد السياسي، التي يمثلها العجز عن تقديم مرشح بديل لعبدالمهدي بما يضمن الحفاظ على موطئ قدم لها في العراق.
وتسعى إيران إلى حفاظ الأحزاب الشيعية الموالية لها على جميع مكاسبها السياسية، كي يتسنى لها الاستمرار في قيادة البلاد، لكن هذا المطلب يصطدم بجدار الشارع العراقي المنتفض الذي رفع شعار لا للتبعية إلى إيران.
العرب