أثار إعلان رئيس الحكومة العراقية المستقيلة عادل عبد المهدي، الإثنين الماضي، عن “الغياب الطوعي” عن منصبه كرئيس لحكومة تصريف الأعمال، جدلاً سياسياً ودستورياً وشعبياً.
وفيما اعتبر قانونيون أن مصطلح “الغياب الطوعي” الذي جاء به عبد المهدي لا أساس له بالدستور، ولا حتى بالقانون الدستوري، قال سياسيون إن الغائب ليس له حق التحكم بالحاضرين.
وعلى الرغم من اتفاق خبراء القانون على عدم وجود شيء اسمه “الغياب الطوعي” في الدستور العراقي، إلا أنهم اختلفوا بشأن قضية بقاء عبد المهدي في السلطة.
وفيما يرى الخبير القانوني علي التميمي أن بقاء عبد المهدي في منصبه يمثل خرقاً للدستور، لأن حكومته يجب ألا تبقى أكثر من 60 يوماً بعد استقالته، يرى خبير قانوني آخر، هو طارق حرب، أن عبد المهدي يمكن أن يستمر في إدارة حكومة تصريف الأعمال، مؤكداً لـ”العربي الجديد”، أن أحد نائبيه، وهما وزير المالية فؤاد حسين ووزير النفط ثامر الغضبان، يمكن أن يدير المنصب في حال غياب عبد المهدي لأي سبب كان، وفي حال غياب الثلاثة (أي رئيس حكومة تصريف الأعمال ونائبيه)، ففي هذه الحالة يكون لبرهم صالح الحق في تولي منصب رئيس مجلس الوزراء على الوزراء الحاليين.
ويقول أستاذ القانون الدستوري في جامعة البيان العراقية حسام الحاج إن مفردة “الغياب الطوعي” غير موجودة في القانون الدستوري، موضحاً في تغريدة على موقع “تويتر”، أنه “منذ يومين أبحث عن مصطلح (الغياب الطوعي) في مصادر القانون الدستوري، ولم أجد أي ذكر له”، مضيفاً “ربما تكون طريقة من طرق الاحتجاج السياسي ابتكرها السيد المستقيل، وربما تكون (زعلة شايب) لا تفسير لها”.مُنذ يومين ابحث بمفردة (الغياب الطوعي) في مصادر القانون الدستوري ولم اجد اي ذكر لها ، ربما تكون طريقة من طرق الاحتجاج السياسي ابتكرها السيد المستقيل وربما تكون ( زعلة شايب ) لا تفسير لها ..!
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد غسان السعد، فأوضح في منشور على صفحه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أن عبد المهدي “دق المسمار الأخير في نعش تاريخه السياسي، وذلك بـ(خلطة عطار) صنعها ببيان الغياب الطوعي من غير حرفة”، مبيناً أن مكونات هذه الخلطة هي “انتخابات تشريعية مبكرة مع كل تعقيداتها، تعديلات دستورية وغياب عن ترؤس مجلس الوزراء، لكنه يبقى قائداً عاماً للقوات المسلحة، دعوة لاختيار حكومة”.
وأوضح أن رئيس الجمهورية قد يصبح رئيسا لمجلس الوزراء في غياب عبد المهدي، مشيراً إلى أن الأخير زاد من تعقيد الوضع.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مصطلح “الغياب الطوعي” لعبد المهدي بالسخرية. وقال الناشط طالب حسن في تغريدة، إن “الغياب الطوعي حسب المفاهيم الإغريقية والرقم البابلية واللقى الأثرية السومرية، تعني (ما طول خليت حصة للبرزاني 25% من الميزانية) بعد ما احتاج منصب وما طول نفذت الأوامر الأرجنتينية (إيران) بحذافيرها بعد منين أخاف؟ وما طول فلوس العدس صارن بالجيب عليمن ازعل؟ وما طول الشعب نساني عليمن اذكرهم وأعم ع نفسي”.
كما قال ياسر علاي، وهو مدون، في تغريدة: “جدالنا أصبح بيزنطيا وأنت قافل تريد الطبقة السياسية كلها لو أبيض لو أسود في حين الحياة رمادية وتجبرك على التعامل معها وإلا سيستمر نزيف دم المتظاهرين ورئيس وزراء يختار الغياب الطوعي ويتركنا انت وربك يا موسى مع الكورونا”.
جدالنا اصبح بيزنطي وانت قافل تريد الطبقة السياسية كلها لو ابيض لو اسود في حين الحياة رمادية وتجبرك على التعامل معها وإلا سيستمر نزيف دم المتظاهرين و رئيس وزراء يختار الغياب الطوعي ويتركنا انت وربك يا موسى مع الكورونا، فقط تخيل عامر عبدالجبار بدل منه في هذا الظرف.
براء الشمري
العربي الجديد