أفادت مصادر ميدانية بتجدد المعارك مساء السبت بجنوب العاصمة الليبية طرابلس بين قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا وقوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، في وقت بشر فيه رئيس الحكومة فايز السراج بقرب نهاية “المشروع الدموي”.
وقال الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية بركان الغضب التابعة للوفاق، إن الاشتباكات تجددت بمحور صلاح الدين جنوبي طرابلس بعد هجوم شنته قوات الوفاق على تمركزات لمليشيا حفتر.
وأوضح مصطفى المجعي أن الاشتباكات لا تزال مستمرة بالمحور، “ويتم التعامل مع تمركزات مليشيا حفتر بالمدفعية الثقيلة”.
وأوضح المجعي أن قواتهم تمكنت اليوم من تدمير عربتين غراد لمليشيا تابعة لحفتر كانت تتمركز بمعسكر اليرموك جنوبي العاصمة.
وكانت قوات حفتر شنت في وقت سابق هجمات صاروخية على أحياء سكنية بالعاصمة، كما قصفت مطار معيتيقة الدولي بأكثر من 80 صاروخا، مما أسفر عن مقتل 6 مدنيين، بينهم امرأة، وإصابة آخرين، حسب وزارة الصحة الليبية.
وأعلنت عملية بركان الغضب أن قصفا تعرض له مطار معيتيقة في العاصمة طرابلس أدى إلى تضرر طائرتي إيرباص 320 و330 بعدد من الشظايا، وخروجهما من العمل كليا.
كما أفادت مصادر ليبية رسمية بأن طائرة مدنية كانت تقل مدنيين أوروبيين تضررت بسبب قصف قوات حفتر مطار معيتيقة، وقالت إن القصف أحدث رعبا وحالات إغماء بين المدنيين الذين كانوا على متنها.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط إن خزانات وقود الطيران بمطار معيتيقة الدولي في ليبيا أصيبت في هجوم وقع يوم السبت، مما تسبب في اندلاع حرائق.
وأظهر تسجيل فيديو أرسله أحد العاملين في المطار لوكالة رويترز، أعمدة من الدخان الأسود وهي تتصاعد فوق ساحة المطار.
من جهته، نقل مراسل الجزيرة في ليبيا أحمد خليفة عن مصدر طبي رسمي أن 17 ليبيا قتلوا وأصيب 59 آخرون جميعهم من المدنيين، جراء قصف عشوائي بصواريخ غراد وقذائف هاون أطلقها مسلحون تابعون لقوات حفتر على مناطق وأحياء سكنية في العاصمة طرابلس خلال الأيام الأربعة الأخيرة.
وأكد المصدر الرسمي في وزارة الصحة بحكومة الوفاق الوطني أن من بين القتلى نساء وأطفالا، وأن أغلب الجرحى الذين تفاوتت إصاباتهم أصيبوا بقذائف وصواريخ عشوائية سقطت على مناطق وأحياء سكنية في جنوب العاصمة وشرقها وشمالها، أبرزها بوسليم وتاجوراء وسوق الجمعة.
ووفقا للمصدر، فإن القصف أسفر عن وقوع أضرار بليغة في ممتلكات المدنيين، وأدى إلى تدمير بيوتهم وسياراتهم، مما اضطرت معه بعض الأسر للنزوح من منازلها.
تنديد أممي
وتأتي هذه الهجمات عقب ساعات من إعلان بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن الهجمات العشوائية التي تشنها مليشيا حفتر على المناطق المأهولة في طرابلس، قد ترقى إلى جرائم حرب.
وأضافت البعثة -في بيان أول أمس الجمعة- أن “القصف المروع الذي طال حي زاوية الدهماني بطرابلس، قرب السفارة التركية ومقر إقامة السفير الإيطالي، أسفر عن مقتل مدنيين اثنين على الأقل، وإصابة ثلاثة آخرين”.
ولفتت البعثة إلى أنه منذ الأول من مايو/أيار الجاري، أدى ازدياد الهجمات العشوائية لقوات حفتر -بما فيها الهجمات على بوسليم وتاجوراء والهضبة البدري وزناتة وزاوية الدهماني- إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين، وإلحاق أضرار بالمنازل والممتلكات.
جنون ونهاية
من جانبه وصف رئيس المجلس الرئاسي للحكومة الليبية فايز السراج “هجمات الجنرال الانقلابي خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، جنونية ومؤشر على قرب نهاية مشروعه للاستيلاء على الحكم”.
وقال السراج، في بيان، إن “الأعمال الجنونية لمجرم الحرب الإرهابي هذه الأيام، التي راح ضحيتها عشرات المدنيين، دليل ضعف ويأس بعد هزائمه المتتالية، ومؤشر على قرب نهاية مشروعه الدموي للاستيلاء على الحكم”.
وأضاف “انتهاكات حفتر وجرائمه البشعة لن تدفعنا إلا إصرارا للضرب بيد من حديد بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة”. وتابع “لن يقف أمامنا أي عائق لتوفير ما يحتاجه المجهود الحربي لإتمام هذه المهمة”.
واستنكر السراج التنديدات الدولية لجرائم حفتر، قائلا “لم نعد نكترث بالتنديدات الخجولة للمجتمع الدولي، والعاجزة عن تسمية المعتدي ومحاسبته وإيقاف من يدعمه”.
وتواصل قوات حفتر منذ 4 أبريل/نيسان 2019 هجومها للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر الحكومة المعترف بها دوليا.
المصدر : الجزيرة + وكالات