علنت قوات أذربيجان اليوم السبت أنها تقدمت ميدانيا وسيطرت على معاقل لجيش أرمينيا، وسط استمرار المعارك بين الجانبين في إقليم ناغورني قره باغ المتنازع عليه، وفي حين أخفقت مبادرة الرئيس الفرنسي لوقف إطلاق النار حذرت إيران طرفي الصراع من الاعتداء على حدودها.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية اليوم إن قواتها أحرزت تقدما كبيرا في ناغورني قره باغ، وسيطرت على معاقل جديدة للجيش الأرمني.
وأضافت الوزارة في بيان أن الجيش الأذربيجاني ألحق بالجيش الأرمني خسائر كبيرة شملت 300 دبابة وعربة عسكرية، و250 مدفعا ونظاما صاروخيا، و38 نظام دفاع جوي، بينها نظام “إس-300” (S-300)، إضافة إلى معدات أخرى، وقالت إن “المعارك الشرسة مستمرة على طول الجبهة”.
وصرح مصدر في الحكومة الأرمنية بأن أذربيجان تحشد قوات ضخمة على طول الحدود مع أرمينيا “وليس فقط في منطقة النزاع”.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن مدينة ستيباناكيرت عاصمة إقليم ناغورني قره باغ تتعرض للقصف لليوم الثاني على التوالي، في وقت تتواصل فيه المعارك على الجبهات الشمالية الشرقية والجنوبية من الإقليم بين القوات الأرمنية والأذربيجانية.
وقتل مدني وأصيب آخرون في القصف الصاروخي الذي طال المدينة، وأعلن الصليب الأحمر أن المدنيين يحملون العبء الأكبر في الصراع.
في المقابل ، قالت سلطات إقليم ناغورني قره باغ -غير المعترف بها- إن حصيلة قتلى الجيش الأذري تجاوزت 3 آلاف عسكري.
وقالت وزارة الدفاع الأرمنية إن المعارك مع الجيش الأذري اشتدت منذ الليلة الماضية في الإقليم المتنازع عليه على المحورين الشمالي والغربي بتركيز أعداد كبيرة من القوات هناك، مضيفة أن القوات الموالية لأرمينيا تتصدى بنجاح لهجمات القوات الأذرية.
مبادرة ماكرون
ونقلت رويترز أنه لم تظهر أي مؤشرات على الاستجابة لمحاولة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دفع الجانبين للدخول في محادثات سلام.
وكان ماكرون تحدث أمس الجمعة مع رئيس أذربيجان إلهام علييف ومع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، وقال في بيان إنه اقترح سبيلا جديدا للعودة إلى المحادثات.
والقتال الحالي هو الأعنف منذ التسعينيات، ويعزز مخاوف من نشوب حرب إقليمية أوسع قد تجر إليها روسيا وتركيا، وسط مخاوف شديدة على الاستقرار في جنوب القوقاز، وهي المنطقة التي تنقل النفط والغاز من أذربيجان إلى الأسواق العالمية.
وأعلنت أرمينيا أمس الجمعة أنها مستعدة للتواصل مع روسيا والولايات المتحدة وفرنسا من أجل العودة إلى وقف إطلاق النار في ناغورني قره باغ.
وتشارك الدول الثلاث في رئاسة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والتي تلعب دور الوساطة في الصراع.
لكن رئيس أذربيجان إلهام علييف قال لقناة الجزيرة في مقابلة أمس الجمعة إن مجموعة مينسك أخفقت على مدى العقود الثلاثة الماضية في تحقيق تقدم في هذا النزاع.
وأضاف أن بلاده لا تتجاهل دعوات وقف إطلاق النار، لكن ذلك لا يمكن أن يتحقق قبل انسحاب القوات الأرمنية من أراضي أذربيجان، في إشارة إلى إقليم ناغورني قره باغ و7 مناطق محيطة به تحت سيطرتها منذ التسعينيات.
من جانبه، شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على وقوفه إلى جانب أذربيجان، واستبعد وقف إطلاق النار قبل انسحاب أرمينيا “من كل الأراضي التي احتلتها”.
تحذير إيراني
في غضون ذلك، قالت الخارجية الإيرانية إنها لن تتحمل أي اعتداء من أي طرف كان على حدودها القريبة من دائرة النزاع في إقليم ناغورني قره باغ.
وحذرت الخارجية الإيرانية بشدة جميع أطراف النزاع في الإقليم بشأن ضرورة ضمان عدم تكرار الاعتداء على حدودها.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) أفادت في الأيام الماضية بسقوط عدد من القذائف على المناطق الحدودية في شمال غرب إيران جراء النزاع الدائر على الجانب الآخر من الحدود.
وسقطت القذائف على وجه الخصوص في مقاطعتي أصلاندوز (محافظة أردبيل) وخداآفرين (أذربيجان الشرقية)، مما أدى لإصابة طفل في السادسة من عمره بجروح وتضرر منازل وأراض زراعية.
وقالت الخارجية الإيرانية إنها تراقب بحساسية عالية جدا كل التحركات قرب حدودها، وتدعو إلى إنهاء فوري للمعارك في إقليم ناغورني قره باغ.
وأكدت على أهمية احترام الأراضي الأذربيجانية كافة، ودعت إلى حل الأزمة في الإقليم عبر الحوار.
وأدانت استهداف المدنيين خلال النزاع المستمر في ناغورني قره باغ، وقالت “مستعدون لدعم وتسهيل الحل السياسي”.
المصدر : الجزيرة + وكالات