قتل 58 شخصا على الأقل وأصيب عشرات آخرون في حريق شب بمركز لعزل مرضى مصابين بوباء فيروس كورونا (كوفيد-19)، في مستشفى الحسين التعليمي وسط مدينة الناصرية الواقعة على بعد 300 كلم جنوب بغداد، في حين عقد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اجتماعا طارئا مع عدد من الوزراء والقادة الأمنيين للوقوف على أسباب الحريق.
وقالت مديرية الصحة في محافظة ذي قار -التي تتبع لها مدينة الناصرية- إن من بين ضحايا الحريق اثنين من الكادر الطبي ورجل أمن، وإن سببه استخدام خاطئ لأسطوانات الأكسجين، كما أعلن الدفاع المدني أنه سيطر على الحريق لكنه ما يزال يخلي الضحايا والمصابين.
وأضافت المديرية أن وسائل إخماد الحريق لم تكن كافية، وهو ما تسبب في تفاقمه وصعوبة السيطرة عليه.
وقال مدير مكتب الجزيرة في بغداد وليد إبراهيم إن مدير صحة ذي قار صدام الطويل، قدّم استقالته على خلفية الحريق، ووجه بتشكيل لجنة عليا للتحقيق في ملابسات الحادث.
وأكد المدير العام لدائرة الدفاع المدني في العراق اللواء كاظم بوهان، مساء الاثنين، أن قواته استعانت بفرق من الدفاع المدني في محافظتي المثنى وواسط، للمشاركة في إخماد النيران.
وذكر الصحفي العراقي أرشد الزهيري -في حديث للجزيرة من موقع الحريق- أن هناك احتمالا كبيرا لوجود عدة جثث تحت الأنقاض، وأن هناك حالات اختناق كثيرة.
وأكد أن العديد من سكان مدينة الناصرية تظاهروا قرب المستشفى معبرين عن غضبهم من الإهمال الذي أدى إلى الحريق، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ألسنة النيران وهي تلتهم المبنى الذي تصاعدت منه أعمدة الدخان الأسود.
فاجعة كبيرة
وفي أول ردود الفعل، وصف الزعيم الشيعي عمار الحكيم -زعيم تيار الحكمة الوطني- هذا الحريق بأنه “فاجعة كبيرة”، وقال إنها “امتداد لفواجع مؤسفة سابقة من دون حلول على الرغم من كل التحذيرات والمطالبات”.
وأضاف الحكيم “أن هذه الفاجعة أحيت في الذاكرة ما حصل قبل شهور في مستشفى ابن الخطيب ببغداد، وسط استغراب من عدم اتخاذ الإجراءات والتدابير المطلوبة للحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة”.
وطالب الحكيم الجهات المعنية بفتح تحقيق فوري للوقوف على أسباب الحادث ومحاسبة المقصرين والمتسببين.
وفي أواخر أبريل/نيسان الماضي، أدى حريق في مستشفى ابن الخطيب المخصص للمصابين بفيروس كورونا في بغداد إلى مقتل 82 شخصا، وإصابة ما لا يقل عن 110 بجروح، وقدم وزير الصحة حسن التميمي استقالته من منصبه بعد أيام من الحادثة.
وبحسب لجنة التحقيق التي تم تشكيلها، فإن معظم المراكز التي أنشئت على عجل لعزل مصابي كورونا تفتقر إلى إجراءات السلامة، كما المواد المستخدمة في تشييدها تعد غير آمنة.
المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع التواصل الاجتماعي