شن تنظيم داعش هجوما إرهابيا، استهدف مجلس عزاء في ناحية يثرب في محافظة صلاح الدين العراقية، راح ضحيته العديد من القتلى والجرحى، وسط تضارب في المعلومات عن الحصيلة النهائية للهجوم الدموي.
واعتبر مراقبون الهجوم علامة على أن استهداف التنظيم الإرهابي، للتجمعات المدنية بات يتصاعد، هذا إلى جانب عملياته ضد القوى العسكرية والأمنية العراقية، الأمر الذي ينذر بعمليات أوسع نطاقا تطال المدن والبلدات الآمنة، إن لم يتم تدارك الوضع.
وللتعليق على الهجوم الدموي، قال جمال عكاب مدير الإعلام والعلاقات العامة في محافظة صلاح الدين، في لقاء مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “كما تعلمون مشكلتنا في محافظة صلاح الدين، أن مناطق تماسها مع محافظتي ديالى وكركوك، رخوة أمنيا بفعل طبيعتها الجغرافية، وهي صعبة السيطرة من قبل القوى الأمنية والعسكرية، ما يجعلها مناطق صالحة لتمركز عصابات داعش، واختبائها فيها”.
وأضاف المسؤول العراقي: “ناحية يثرب التي وقع فيها هذا الهجوم الجبان، رغم الجهود لضبط وضعها الأمني، لكن بحكم كونها منطقة زراعية تمتاز ببساتينها وحقولها، كانت سهلة الاستهداف من إرهابيي داعش، ولنكن صريحين إذ ثمة ولا شك حواضن للدواعش في مختلف هذه المناطق، التي تتعرض لهجمات وإلا فأين يبيت هؤلاء الإرهابيون، ومن أين يأكلون ويشربون؟”.
وتابع قائلا: “استهداف مجلس العزاء تم من قبل قناصة من الدواعش، والنتيجة 7 ضحايا و9 جرحى، مدنيين وعسكريين”.
وعن السبل الكفيلة بكبح تصاعد نشاط التنظيم الإرهابي في المنطقة مجددا، أوضح عكاب: “لا بد من وجود قرار أمني مركزي مع ظاهرة تعدد الجهات الأمنية والعسكرية في المحافظة، ثم لا بد من إشراك أهل المنطقة في الأجهزة الأمنية ذلك أن أهل مكة أدرى بشعابها كما يقول المثل، وإن أتيح لهم مجال العمل في تلك الأجهزة، فسينعكس ذلك إيجابا بطبيعة الحال على استتباب الأمن والاستقرار في عموم محافظة صلاح الدين، حيث أن عدد أبناء المحافظة في سلك الأجهزة الأمنية في منطقتهم قليل جدا، ورغم مطالباتنا المتكررة بتعيين أبناء المنطقة وإعطائهم الأولوية في العمل في إطار قوى الأمن والشرطة وغيرها، من مؤسسات حكومية وعسكرية في صلاح الدين، لكن لا جدوى”.
وأردف عكاب “نطالب بعملية أمنية واسعة، للسيطرة على المنطقة بشكل محكم وتطهيرها من الإرهابيين، فبعد سنوات من إعلاننا عن تحرير مناطقنا من الدواعش ها هم يعودون وينفذون سلاسل من الهجمات الإرهابية، ليس في صلاح الدين فقط وإنما في مختلف المحافظات العراقية، فمثلا المناطق الفاصلة بيننا ومحافظة كركوك في سلسلة جبال حمرين، تمثل ملاذات لتنظيم داعش الإرهابي، ما يعني أنه لا بد من عمليات تطهير واسعة تمتد في مختلف المناطق التي يتخذ الدواعش، منها منصات لتحركهم وعملياتهم”.
ومن جانبه قال أحمد ناظم العزاوي، نائب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين السابق، وهو من أقارب ضحايا الهجوم الداعشي على مجلس عزاء ناحية يثرب، في حوار مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “يثرب هي أكبر ناحية بمحافظة صلاح الدين، حيث يبلغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة، وهي أكبر من أقضية الدور والبلد والضلوعية والعلم وغيرها، ومع تحرير المنطقة في العام 2017 من الدواعش، وعودة الأهالي لمناطقهم ورغم أن مختلف الأقضية والنواحي المجاورة لنا ينتسب أبناؤها للأجهزة والقوى الأمنية، إلا نحن محرومون من ذلك مع الأسف”.
وأوضح العزاوي أن: “ناحية يثرب يشرف عليها أمنيا، فوج شرطة طوارىء بالكاد يبلغ عدد مقاتليه 300 عنصرا، وهو عدد ضئيل لا يكفي لتأمين المنطقة ودرء الأخطار الإرهابية عنها، على عكس بقية الأفواج المشابهة في المناطق المتاخمة لها، والتي يبلغ عدد واحدها 700 عنصرا، أي ضعف عدد منتسبي فوج يثرب وأكثر، وهي مجهزة لوجستيا وتسليحيا بشكل أفضل منه”.
وختم نائب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين السابق قائلا: “هذا ليس الهجوم الإرهابي الأول على ناحيتنا، حيث سبقه العديد من العمليات الإرهابية، والتي راح ضحيتها العشرات من الضحايا والجرحى، لكن هذا الهجوم الجبان على مجلس العزاء يعد أبشعها وأخطرها”.
تجدر الإشارة إلى أن وتيرة العمليات الإرهابية لبقايا تنظيم داعش وخلاياه النائمة، باتت تتصاعد بشكل ملحوظ ولافت، خلال الأشهر القليلة الماضية في مختلف أرجاء العراق، لا سيما في محافظات مثل كركوك وديالى وصلاح الدين والأنبار، موسعة نطاق استهدافاتها لتطال فضلا عن المواقع العسكرية والمدنية العراقية، حقول النفط والغاز، وشبكات إنتاج وأبراج وخطوط نقل الطاقة الكهربائية والمائية.
الشرق الاوسط /سكاي نيوز