بعد أسبوع من شراكة “أوكوس”.. بايدن يعقد قمة رباعية وسط مساع لتشكيل تحالفات لمواجهة الصين

بعد أسبوع من شراكة “أوكوس”.. بايدن يعقد قمة رباعية وسط مساع لتشكيل تحالفات لمواجهة الصين

عقد الرئيس الأميركي جو بايدن قمة لقادة مجموعة “كواد” (Quad) بحضور رؤساء وزراء أستراليا والهند واليابان، وذلك بعد أسبوع من الإعلان عن شراكة “أوكوس” (AUKUS) العسكرية بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا، وسط مساع لتشكيل تحالفات لمواجهة تنامي قوة الصين.

وخلال اللقاء الرباعي الذي عقد الجمعة في البيت الأبيض، قال بايدن إن هذه القمة تجمع بين قادة ديمقراطيين يشتركون في قيم موحدة للمستقبل، والعمل على مواجهة التحديات، مثل جائحة كورونا، والتغيرات المناخية، بالإضافة إلى التكنولوجيا.

وشدد على التزام المجموعة بالمضي قدما في أجندتها في منطقة المحيطين الهندي والهادي، وضمان بقائها حرة مفتوحة، وأكد أن مبادرة إنتاج اللقاحات التي ترعاها المجموعة، تهدف إلى تصنيع مليار جرعة لقاح مضاد لفيروس كورونا في الهند من أجل تدعيم التطعيم عبر العالم.

وهذه ثاني قمة خلال حكم إدارة بايدن للمجموعة التي تهدف إلى تعزيز قوة الدول الأربع في منطقة المحيطين الهندي والهادي لمواجهة نمو القوة الصينية، وعقدت القمة الجديدة حضوريا في حين أن القمة التي عقدت في مارس/آذار الماضي كانت افتراضية.

ورغم أن الدول الأربع حرصت على عدم ذكر الصين في بياناتها المتعلقة بالاجتماع، فإن بكين تنظر إلى هذه المجموعة على أنها محاولة لعرقلة قوتها المتنامية على الساحة العالمية.

وقبيل القمة، عقد الرئيس الأميركي لقاء ثنائيا مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، كما عقد مودي ورئيس الوزراء الياباني يوشهيدي سوغا أول لقاء بينهما، واتفق الجانبان الهندي والياباني على ما وصفته طوكيو بمعارضة قوية ضد الإكراه الاقتصادي، وتغيير الوضع الراهن في المياه البحرية في آسيا والمحيط الهادي، في إشارة إلى الصين دون تسميتها.

وبينما شدد رئيس الوزراء الهندي على أن بلدان مجموعة كواد ستلعب دورا في ضمان الاستقرار والسلام في العالم، قال رئيس الوزراء الياباني إن القمة تعكس رؤية الدول الأربع المشتركة للاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

أما رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريس فقال إن منطقة المحيطين الهندي والهادي ينبغي أن تكون مفتوحة لضمان استقرارها.

ورغم أن مسؤولين أميركيين يصفون مجموعة كواد بالودية وغير الرسمية، فإن سعي بايدن لإحياء هذه الصيغة الدبلوماسية التي انطلقت رسميا عام 2007 وتعرف بـ”الحوار الأمني الرباعي”، يأتي بعد أسبوع فقط من إعلان شراكة “أوكوس” العسكرية بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا.

وأثار الإعلان المفاجئ لهذه الشراكة غضب فرنسا بعد إلغاء أستراليا صفقة غواصات معها بقيمة أكثر من 50 مليار يورو، واستبدالها بغواصات أميركية تعمل بالطاقة النووية، في حين نددت الصين بهذه الشراكة بوصفها تهديدا للاستقرار.

ويأمل الرئيس الأميركي، الذي يريد تجاوز المواجهة المباشرة بين القوتين العظميين، في إحياء لعبة التحالفات، وتحفيز شركائه التقليديين على اتخاذ مواقف صريحة للتصدي للصين.

وتستند جهود بايدن إلى رغبته في حشد شركاء واشنطن فيما يعتبرها معركة هامة بين “الاستبداد والديمقراطية”، وهو أحد الأهداف المحددة لرئاسته، خاصة أنه جعل من مواجهة الصين جزءا مركزيا من سياسته الخارجية، مع تزايد التوتر حول الملاحة والسيادة في بحر جنوب الصين ومستقبل تايوان.

ويقول مسؤولون أميركيون إنه ليس لدى مجموعة كواد هدف عسكري، وإنها ستكون مكملة لمبادرات إقليمية أخرى.

ومع ذلك تخشى بعض الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أن تؤدي الحملة الأميركية في المنطقة إلى تصعيد مع الصين.

المصدر : الجزيرة + وكالات