استقبل العراقيون إعلان السفير الفرنسي لدى العراق إريك شوفالييه الخميس عن تقديم العراق طلبا للانضمام إلى منظمة الفرانكفونية بسخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. وتساءل بعضهم “منذ متى يتحدث العراقيون اللغة الفرنسية؟”.
وقال شوفالييه في تصريح لوكالة الأنباء العراقية إن اللغة الفرنسية تتحدث بها أغلب دول العالم وهي منتشرة بشكل واسع، مضيفا أن العديد من العراقيين يتحدثون اللغة الفرنسية ونرحب بكل من يرغب في الانضمام إلى المنظمة.
وأوضح السفير الفرنسي أن الانضمام إلى منظمة الدول الفرانكفونية يشترط فيه عقد الدول المنضوية اجتماعا لاتخاذ القرار. وأضاف أن من شروط الانضمام أيضا أن يكون هناك عدد ملحوظ من المواطنين الذين يتحدثون اللغة الفرنسية فضلا عن تدريسها في الجامعات والمعاهد، وكذلك توفّر شرط التبادل الثقافي بين الجامعات في العراق وفرنسا، لافتا إلى أن اجتماع منظمة الدول الفرانكفونية سيكون في شهر نوفمبر المقبل، وهناك تأييد لانضمام العراق إلى المنظمة.
فيما سخر معلقون بالقول إن العراق ينضوي تحت “منظمة الدولة الناطقة بالفارسية”، في إشارة إلى سيطرة إيران على البلاد. واعتبر معلق متحدثا عن سطوة اللغة التركية في اللهجة العراقية:
hudash133@
والله قواعد العربية لهسه مضابطيها (حتى الآن لم نضبطها) ونصف عربيتنا كلمات تركية، إني أريد أن أنضمّ إلى الدول الناطقة باللغة التركية.
في المقابل استقبل البعض الخبر بإيجابية. وقال مغرد:
kiven_out@
الفرنسية كلها سهلة؛ نحن درسناها في المدرسة ووجدنا أنها أسهل من الإنجليزية صراحة.
يذكر أن تصريحات السفير الفرنسي تزامنت مع إطلاق أول ربيع فرانكفوني في العراق في المعهد الفرنسي الأربعاء.
وتقوم السفارة على حسابها في تويتر بالإعلان دوريا عن دورات بمعلوم رمزي لتعليم اللغة الفرنسية في العراق. كما تنفذ بالتعاون مع وزارة التربية العراقية برنامج تدريب وتطوير كافة مدرسي اللغة الفرنسية. وتم الاتفاق عام 2019 على تنفيذ بنود مذكرة التفاهم لإنشاء أقسام علمية ناطقة باللغة الفرنسية في مدرستين من مدارس المتميزين.
وتدرس الفرنسية كمادة اختيارية في مدارس العراق غير أنها مادة أساسية في مدارس المتميزين.
ويذكر أن الفرانكفونية المتعددة الأطراف أنشئت في عام 1970 في نيامي بمبادرة من آبائها المؤسسين، من أمثال ليوبولد سيدار سنغور والحبيب بورقيبة وحماني ديوري ونورودوم سيانوك، وذلك بموازاة إنشاء وكالة التعاون الثقافي والتقني التي أصبحت في ما بعد الوكالة الحكومية الدولية للفرانكفونية عام 1998 ثم المنظمة الدولية للفرانكفونية عام 2005. ويتمثل هدف المنظمة في ترويج اللغة الفرنسية وتعزيز التعاون بين الدول والحكومات الأعضاء البالغ عددها 88 دولة وحكومة. وقد صيغ هذا الهدف رسميًا في ميثاق الفرانكفونية الذي اعتمده مؤتمر قمة هانوي عام 1997 ونقّحه المؤتمر الوزاري عام 2005 في أنتاناناريفو.
وتضم المنظمة الدولية للفرانكفونية 54 دولة وحكومة عضوًا كامل العضوية و7 أعضاء منتسبين و27 مراقبًا.
ويتمحور عمل المنظمة حول أربع مهام رئيسية؛ وهي ترويج مزايا اللغة الفرنسية وتطوّرها وأهميّتها في العالم، و تسهيل استخدام اللغة الفرنسية في المنتديات الدبلوماسية ذات النفوذ وفي الحركة الأولمبية، والتعليم عالي الجودة باللغة الفرنسية وتعليم اللغة الفرنسية كلغة أجنبية، واستخدام اللغة الفرنسية في المجال الرقمي.
ويوجد في العالم 300 مليون ناطق باللغة الفرنسية، وهي لغة التعليم لثمانين مليون شخص وتحتل المرتبة الخامسة في قائمة اللغات الأكثر تداولاً في العالم وتعيش نسبة 48 في المئة من الفرنكوفونيين في أفريقيا.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الفرانكفونية “ليست ناديا سطحيا أو فضاء منهكا” بل هي “موقع لاستعادة” مكانة، داعيا إلى “إعادة ابتكار” الفرانكفونية. وأكد أن “المعركة الأولى للفرانكفونية، هي الشباب”.
يذكر أن العراقيون تجاوزوا السخرية من المسألة إلى القيام بتحليلات أعمق، مؤكدين أن الأمر يترجم الاهتمام الفرنسي بالعراق. وخلال سنة واحدة فقط زار ماكرون العراق مرتين، الأولى في الثالث من سبتمبر 2020 وأعلن خلالها عن مبادرته لدعم سيادة العراق، والثانية في السابع والعشرين من أغسطس 2021 لحضور مؤتمر التعاون الإقليمي. ولئن تضمنت الزيارة الأولى رسائل بخصوص أهمية العراق بالنسبة إلى فرنسا، فإن الزيارة الثانية حامت مضامين رسائلها حول الالتزام بشراكة استراتيجية تؤشر على تحول واضح في النهج الفرنسي في العراق والمنطقة والذي كان دوما ظلاً للسياسة الأميركية.
3– إيقاف موجات الهجرة القادمة من الشرق الأوسط تجاه فرنسا وبقية دول أوروبا من خلال عدم السماح بحدوث ما حدث في 2014 مرة أخرى . 4- ويرى ماكرون أن الفرصة مواتية لنشر الثقافة الفرانكفونية في بلدان المنطقة واستعادة المكانة التي كانت عليها قبل الحرب العالمية الثانية.
وتابع:
albidhani@
5- الفرص الاقتصادية ورفع مستوى الصادرات الفرنسية إلى الشرق الأوسط. 6- عوامل جيوسياسية أخرى وتوجيه رسائل إلى الصين وإيران وروسيا تفيد بأن فرنسا مازالت دولة عظمى ولا تخرجونا من أي تسوية سياسية مستقبلية (خصوصا المتعلقة بلبنان وسوريا).
صحيفة العرب اللندنية